صورة شهيرة للرئيس الراحل الزعيم إسماعيل الأزهري التقطت له خلال انتخابات برلمان الحكم الذاتي في نهاية عام « 1953 « .. تذكرت هذه الصورة في خضم بل في قمة أحداث الثورة المصرية في العام الماضي عندما نشرت صورة اللواء عمر سليمان في كل الصحف المصرية والعالمية وهو يعلن قرار تنحي الرئيس حسني مبارك والقليل من القراء حاول قراءة ملامح اللواء عمر سليمان خلال القاء القرار التاريخي لمعرفة ان كان هو مع القرار ام ضده .. ولكن الغالبية اخذتهم خفة الدم وروح النكتة المصرية الى اتجاه اخر . فنظروا وتأملوا في صورة الضابط الكبير الذي ظهر في الصورة بملامحه الصارمة وهو يقف خلف اللواء عمر سليمان خلال القاء الخطاب وانطلقت عشرات التفسيرات وبعدها النكات عن وقفة ذلك الضابط وراح البعض يسأل لماذا يقف بكل هذه الصرامة وهل كان يحمل سلاحا ام لا وهل هو من حرس اللواء سليمان ام هو مكلف بحضور القاء الخطاب من جهات اخرى وانشغل الناس بصورة ذلك الضابط المجهول وسبب وجوده حتى خرج احد ابنائه يتحدث في الاعلام معرفا والده وان وجوده كان من الامور الطبيعية . وقبل ذلك باكثر من نصف قرن انشغل الناس بصورة الرئيس اسماعيل الازهري وهو يدلي بصوته في انتخابات البرلمان الاول وهو يرتدي بدلة مخططة ويقف الى جانبه احد الشباب وسبب انشغال الناس هو تلك النظرة الودودة التي تدل على محبة صاحبها للرئيس الازهري ، وتعددت الاسئلة حول شخصه وسبب وجوده في الصورة ولم تتوقف الاسئلة الا عندما ثبت ان صاحب الصورة هو ابراهيم علي ابراهيم مدير المكتبة المركزية بام درمان وهو من ابناء جزيرة توتي ومن اسرة اتحادية عريقة وهو يقف في الصورة بصفته احد المشرفين على الانتخابات في اللجنة التي ادلى فيها الرئيس الازهري بصوته . ومن الذين اشتهروا بقراءة الصور من اهل السياسة في السودان الزعيم الشريف حسين الهندي الذي تأمل مرة في صورة اللقاء التي جمعت وزير الخارجية السوداني الاستاذ احمد خير مع وزير خارجية مصر الدكتور محمود فوزي وقد نشرت في صدر جريدة الاهرام مصحوبة بكلمات طيبة عن العلاقات الأزلية .. وعلق قائلا ان الملامح تقول عكس ما تقول الكلمات الدبلوماسية . وقبل ايام قليلة شاهدنا جميعا صور باقان اموم وعدد من قادة دولة الجنوب يتحدثون امام الكاميرات في اديس ابابا وفي الخرطوم عن اهمية تقوية وتنقية ورعاية وتحسين العلاقات بين السودان ودولة الجنوب .. ولأن الصور التي لا تكذب كانت تقول غير ما يقول اللسان فسرعان ما تبين ان حديث القسمات كان اصدق من اصوات الكلمات فاشتعلت المعارك والتهجمات في جنوب كردفان . ويبدو انه علينا ان نقتبس من ثقافة الزعيم الشريف حسين الهندي ونحن ننظر الى صور الاجتماعات والخطباء على المنابر وأثناء التصريحات ولنترك الاحاديث المصنوعة وننظر الى الصور المطبوعة لنكتشف النوايا والخبايا فأن لديها الخبر اليقين . ولعل اصدق ما يقال في هذا المجال هو مقطع من احدى اغنيات الفنان حسن عطية للشاعر عبد الرحمن الريح يقول (( وما في الفؤاد يبين في العيون لان الوجوه تكاد ان تفوه بما في الصدور )) . ولن اقول لكم اسم الاغنية وليكون ذلك فرصة للتسلية وتنشيط الذاكرة . الرأي العام