أجندة جريئة. كرم الله القضارف ب (كرم الله)..!! هويدا سر الختم لا زلت أصرّ أن الأستاذ كرم الله عباس والي ولاية القضارف من الولاة القلائل الذين استطاعوا ترسيخ الصورة الحقيقة للوالي الذي يعلم جيداً دوره القيادي واستحقاقات هذه الولاية تجاه المواطن والوطن.. مع الاحترام لوضعه التنظيمي في الحزب الحاكم والاحتفاظ لنفسه باستقلاليتها في القرار والمبادئ. غير أن كثيرين حاولوا المتاجرة بتصريحاته الاخيرة والنفخ في الرماد لاشعال الشرارة النائمة.. ربما أكثرهم تحركهم أجندة غيرهم في بلد باتت تحكمها المصالح الشخصية..فقد أصبح صعباً على البلاد تقبل وجود شخصية تتمتع بالاستقلالية وقوة القرار واحترام المبادئ.. لم يكفر- كرم الله -بالله حينما اشهر عن رأيه في التطبيع مع إسرائيل..فالرجل سياسياً ينظر للامر من هذه الزاوية وربما كانت له وجهة نظر منطقية لم نسمعها بعد..ولم يسمعها ايضا حزبه الذى سارع منسوبوه الي اطلاق تصريحات في الصحف تتوعد كرم الله بالعقاب الصارم..ولم ترحمه بعض الاقلام التي تفتقر الي الحكمة..حكمة ايجاد ولاة بوزن كرم الله يحملون هموم ولايتهم قبل حمل همومهم الخاصة..ولا يخشون في قول الحق لومة لائم..انظروا الي ولايات السودان المختلفة من شمالها الي شرقها وغربها.. ايرضى الله ورسوله ما نراه في هذه الولايات من تخلف وفقر ومرض ودمار لمستقبل اهلها..ما الذى جعل العاصمة الخرطوم تئن تحت وطئة الوافدين اليها من مختلف ولايات السودان..لماذا ترك الجميع زرعهم وضرعهم وتجارتهم وانتشروا في أسواق العاصمة يمارسون مهناً دمرتهم ودمرت اقتصاد البلاد.. لماذا هجر هؤلاء وطنهم..؟؟ أجيب إنابة عنهم.. لو أن كل والٍ في ولايته فعل ما يفعله الآن الأستاذ كرم الله عباس والي ولاية القضارف منذ سنوات طوال لما أصبحت هذه الولايات طاردة ولوجد كل مواطن في ولايته الخدمات المطلوبة وربما بصورة افضل من العاصمة نفسها.. بالله عليكم هل تتابعون قصة الطفل شعيب القادم من الولايات للعلاج منذ خمسة أشهر ذاق فيها وأهله أفظع أنواع المعاناة ولا يزال ملقىً في مستشفي الشعب في انتظار الفرج.. كم شعبياً ولائيا يهيم في مستشفيات الخرطوم بحثا عن أبسط أنواع العلاج..وكم منهم مات في ولايته من قلة الغذاء والدواء والمأوى.. إلى متى ستظل هذه الولايات في حالة موت سريري يتخفي ولاتها خلف مصالحهم الشخصية.. وإلى متى يظل مواطنو هذه الولايات في حالة ترحال دائم مابين الولايات والمركز بحثا عن الحياة.. لا نريد مجرد كرسي يزينه والي لا يستطيع أن يبعد عن ولايته شبح الفقر والمرض.. ولا نريد لهؤلاء المواطنين احتضان والٍ لا يسد حاجتهم.. فالحقوق مثل الحريات تنتزع ولا تمنح.. والخوف والضعف مرض لا يستحق من يتلبسهما أن يعيش وسط الأقوياء.. فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم.! يحق للمؤتمر الوطني أن يفخر بوجود كرم الله وأمثاله وسط صفوفه.. على الأقل يكون بينهم من ينبههم ساعة الغفلة.. اتركوا أهل القضارف أنفسهم يحكمون علي واليهم فهم المنتفعون أو المتضررون من وجوده.. أو ليس والياً منتخباً.. وليكف مطلقو البخور أيديهم فالبلاد لا تنقصها الفتن. التيار