عوض الكريم عبدالله ابراهيم [email protected] الناظر لحقيقة الوضع الراهن السياسى والامنى والاقتصادى فى السودان يشعر بالشفقه والحزن اذاء هذا الوضع الاليم , احتقانات سياسيه بين النظام الحاكم واحزاب المعارضه وحروب دائرة فى عدة جبهات ( دارفور/جبال النوبه/جنوب النيل الازرق/ ومناوشات بين دولة الشمال ودولة الجنوب)وكساد اقتصادى رهيب نتيجة تلك الاحتقانات والحروب انعكس سلبا على الحياة المعيشيه للمواطن السودانى بارتفاع الاسعار وانخفاض قيمة الجنيه السوداني بصورة مخيفة مما جعل السلطة الحاكمة تتجه لزيادة اسعار السلع الاستهلاكيه وغيرها وزيادة سعر المحروقات والضرائب كما اتجهت للاستقاطاعات من المرتبات وزيادة فاتورة المياه بنسبة(65%)....الخ رغم الموارد الطبيعيه والثروة الحيوانيه التى يزخر بها هذا الوطن الجريح , ومن الاسباب التى فاقمت تردى الوضع السياسى والاقتصادى انتشار الفساد المالى بشقيه العام والخاص واصبحت ظاهرة غسيل الاموال لاتخفى على احد فاصبح الغنى وضيع واصبح الوضيع غنى يشار اليه بالبنان ويتفاخروا به ويدعون انه رجل فالح وملحلح اصبح فى غضون شهور من رجال المال والاعمال اما صاحبنا الذى كان غنيا واصبح وضيعا يتغامذون عليه ويطلقون عليه لقب (الكيشة)لكنه غنى بنفسه وبكرامته وبرزقه الحلال الطيب الذى رزقه اليه المولى عز وجل , هذا الوضع الاقتصادى لا يستقيم الا بمحاربة الفساد والمفسدين وتوظيف موارد الدوله فى محلها بعد معالجة المشكلات الامنيه وتحقيق السلام فى المناطق الملتهبة , فاذا لم توقف الحروب فان الوضع الاقتصادى والمعيشى لا ينصلح , ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كيف نحقق السلام ونوقف الحرب فى ربوع السودان ؟ ان تحقيق السلام ووقف الحروب يتطلب نية صادقه وارادة قوية تتجه نحو هذا الهدف المنشود فاذا لم تتوفر الارادة الحرة والعزيمة لدى الحزب الحاكم لتحقيق ذلك فان الامر سوف تكون نتائجه كارثية لان الوضع اصبح لا يحتمل اكثر من ذلك لا سيما واننا اصبحنا امام حدود ممتدة فى طولها ومفتوحة بين دولة الجنوب ودولة الشمال مما يعنى ان دولة الجنوب تمثل العمق الاستراتيجى الامنى لدولة الشمال ولا يمكن ان يتحقق سلام بانفصال جزء عزيز علينا من ارض الوطن ولكن علينا ان نتجه لسياسة الامر الواقع طالما ان الجنوب قد انفصل وواجب علينا ان نقيم علاقات اخوة وصداقه وتكامل سياسى واقتصادى بين الشمال والجنوب لان الشعبين شعب واحد ومصالحهم واحدة واهدافهم الاستراتيجية واحدة . اما فيما يتعلق بنظام الحكم فان علم المنطق والحقيقة يقول ان نظام الحكم الذى يقوم على الارادة الحرة والطواعية والاختيار لعامة الشعب هو الذى يسود اما النظام الذى يفرض نفسه بالقوة فانه يدمر نفسه ومن حوله ولايطول عمره الا بتاجيج الصراعات والحروب لالهاء الشعوب وتخديرهم سياسيا فكانهم يريدون ان يعيشون لحظة بلحظة دون النظر للمستقبل الذى يتهددهم ويهدد شعوبهم نحو الانزلاق فى هاوية سحيقة تقضى على الاخضر واليابس , لذا فان المطلوب هو الارادة الحرة والعزيمة الصادقه نحو تحقيق السلام والاستقرار ومن ثم الازدهار الاقتصادى والرفاهية لهذا الشعب الابى وهذا لا يتاتى من جانب واحد بل من كافة ابناء الشعب احزابا وجماعات ليكون الحكم بالتراضى فى سبيل مصلحة الوطن والمواطنين لا مصلحة طبقة ولا مصلحة حزب ولا مصلحة جماعة ولامصلحة فرد بل انها المصلحة العامة تقتضى التضحية بالشهوات والنزوات الفرديه والبعد عن حب النفس الاّمارة بالسوء فى سبيل رفعت السودان واخراجه من هذا النفق المظلم ليتجه نحو مساره الطبيعى بدلا من ان يكون فى مفترق الطرق .