اليكم الطاهر ساتي [email protected] صدقاً..... ( الكبير كبير ) ** ( نحن مستعدون للإنسحاب من هجليج عبر خطة يتم التوصل إليها بواسطة الأممالمتحدة، والمنشأت في هجليج تضررت كثيراً بسبب القتال، وإستئناف الإنتاج في هجليج لن يبدأ إلا بعد أن يتوصل البلدان الى اتفاق على إستئناف الإنتاج، وبعد نشر قوات دولية بين البلدين)، هكذا يشترط باقان أموم، وهو شرط مراد به تغطية انسحاب قواته من هجليج بلاشروط - منذ الخامسة مساء الخميس الفائت - بعد عجزها عن مواجهة بدايات الهجوم السوداني..وخداع الذات - والمواطن الجنوبي - ليس ببدعة يبتدعها رئيس الوفد الذي كان يفاوض وفد السودان باديس، بل تلك بدعة سبقها اليها رئيسه سلفا كير حين قال قبل شهر ونيف ( شلناها بقوة)، وكان الحدث غدراً كهذا في ذات المنطقة، ولكن قبل أن يبارح سلفا كير منصة الإحتفاء بالغدر أعادت القوات المسلحة ذات المنطقة (الشالوها بالقوة)، بلا خسائر، وهكذا هواة الغدر دوما، بحيث دوافعهم في الغدر لاتحفزهم الي (صبر ساعة قتال)..!! ** ثم منشأت النفط التي يتباكى على تضررها باقان، فإن تضررت، فلن تضرها صواقع السماء ولكنها قد تتضرر بغدر قوات باقان، وهذا فعل تخريبي متعمد مراد به إرهاق السودان (شعباً وحكومة ومعارضة) .. ومحاولة مكشوفة للضغط على السودان للوصول الى اتفاق يمرر بترول دولة الجنوب عبر الأراضي والأنابيب السودانية الي الموانئ السودانية، حيث منافذ التصدير والتسويق ..وما ليس سراً بأن باقان الذي يمارس هذا الإبتزاز غير المسؤول هو ذاته باقان صاحب مقترح (36 سنتاً للبرميل مقابل العبور)، أي أقل من نصف دولار، وكأن المراد تمريره أوكسجين ملوث لاقيمة له، وليس نفطاً ذو قيمة قيمته لاتبني مدرسة أو مستشفى لإنسان الجنوب ولكن تعتدي على دولة جارة، وكأن قدر موارد انسان الجنوب أن تظل مبددة ومهدرة ب(الأصالة والوكالة)..ثم أي متأمل لذاك المقترح المستفز - 36 سنت - يؤمن بعدم جدية صاحبه في الطرح والحوار والوصل الى اتفاق..ومع ذلك، يأتي ويطالب - بلا حياء - بالتوصل الى اتفاق على استئناف الانتاج، ويضعه كغطاء للانسحاب الذي قد حدث بلا شروط، بل بالهجمات الأولية التي لم يصبر على مواجهتها جيش قيادته السياسية بلا وع يرشدها الى ما فيه مصلحة شعبه ووطنه، وتظن بأن احتلال أرض الآخرين هو (الحل الأمثل لكل الأزمات)، أو هكذا حدثهم وسواس الغدر، فصدقوه وكأن أهل تلك الأرض - المراد احتلالها - موتى أو سكارى ...!! ** غباء باقان السياسي لايتفوق عليه - في ذات الغباء السياسي - إلا رئيسه الذي خاطب الأمين العام للأمم المتحدة - حين طالبه بالانسحاب من هجليج - قائلا : ( أنا ما شغال معاك، ما بنسحب)..تأملوا الجهل المركب - بالأعراف والمواثيق الدولية - الذي يدير دفة الحكم بدولة جنوب السودان، بحيث يتسبب في أن تتلقى دولتهم الوليدة سيل الإدانات الدولية والاقليمية..وبذات الجهل المركب هدد يوم الخميس الفائت : ( سوف اكتسح أبيي)، ولو فعلها لما وجد في أبيي غير قوات الرقابة الأثيوبية، وهي ذات القوات التي جاءت بطلب حكومة دولة الجنوب، ولكن رئيس تلك الحكومة إما لايعلم ذلك أو ( زول نساي) أو يظن بأن القوات الأثيوبية تجنست بالجنسية السودانية ولذلك يجب طردها من أبيي..فتأملوا - للمرة الثانية - عدم الوعي الذي يدير دفة الحكم بدولة جنوب السودان ..على كل حال، احتلال هجليج فرصة ذهبية لتعليم حكومة دولة الجنوب بأن الشارع السوداني الذي يتمرد ويطيح بحكوماته لايتمرد على وطنه، وبه وعي يدرك ويستدرك بأن السلطة الحاكمة شئ وأرض البلد (شئ تاني).. وأن الحدود والفواصل ما بين هذه الأرض وتلك السلطة واضحة لذوي البصائر، و قد قالها آخر رئيس وزراء منتخب - أول البارحة - بالكلاكلة ( نحن ندعم القوات المسلحة ضد عدوان دولة الجنوب )، هكذا قالها الإمام الصادق المهدي بكل وضوح، وليس في القول عجب، فالانحياز للبلد فقط لاغير في مواقف كهذا - كما الدم - يجري في عروق ذوي الإستقامة الفكرية، وليس بمدهش أن يجعل الإمام الصادق السودان ( أكبر همه) في إختبار هكذا... وفعلا ( الكبير كبير)، أو هكذا يصف أهل السودان من يتقن ترتيب قائمة مبادئه، بحيث يكون الوطن في (الصدارة) ..!!