حديث المدينة عاجل .. للسيد رئيس الجمهورية.. عثمان ميرغني ليت كلماتي هذه تجد طريقها للسيد رئيس الحمهورية المشير الركن عمر البشير.. فهي قضية عاجلة لا تحتمل الانتظار.. حيث تصدر الصفحة الأولى من صحيفة (التيار) أمس نبأ قرار وزارة الداخلية فصل الطلاب الجنوبيين بكلية الشرطة بحجة أنهم ابتهجوا فاحتفلوا بغزو قوات دولة الجنوب لمنطقة "هجليج".. على نحو التفاصيل التي وردت في الخبر. وحسب معلوماتي أن الطلاب الجنوبيين بكلية الشرطة عددهم (132) طالباً وطالبة.. بعضهم في السنة النهائية وتبقى لهم أيام قلائل للتخرج.. وغالبيتهم من المسلمين (دون أن ينقص ذلك من حقوق غيرهم) .. فهل من الحكمة تطبيق عقاب جماعي شامل بحجة أن البعض ابتهج بالعدوان الجنوبي على أرضنا؟؟ نحن نعلم أن العدوان الجنوبي أثار غضب الشعب السوداني كله.. ورفع من حمى الأحساس بالضيم والغبن والغدر.. لكن كل ذلك لا يسقط العدالة (ولايجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوى..) فالعدالة قيمة مطلقة لا ترتبط بحب أو كراهية او أي حسابات مهما تذرعت بالحجج والأعذار.. العدالة تقتضي أن يحساب من ارتكب الظلم على قدر جريرته.. قادة الحركة الشعبية الحزب الحاكم في جنوب السودان.. هم من أمر بالهجوم على حدودنا والتعدي على حقول نفطنا. ومهما كانت الجريمة نكراء ممعنة في الغدر إلا أنها لا يجب أن تتمد إلى الأبرياء الذين ليس لهم في الكنانة سهم.. وهؤلاء الشباب هم قادة المستقبل. الطريقة الي نعاملهم بها هي التي تصنع وجدانهم نحونا في المستقبل.. وكل القرآن أكد على الإحسان في المعاملة فالأنسان مجبول على مايتراكم في ضميره من أحاسيس.. فيقول الله تعالي (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ).. ويحدد القرآن الشروط الواجب توافرها في من يمتثل لهذه الصفة الرفيع فيقول( وما يلقاها الا الذين صبروا.. وما يلقاها الا ذو حظ عظيم). سيدي الرئيس.. الدولة الراشدة الكبيرة ..هي الدولة الكبيرة في أخلاقها و معاملتها للآخرين.. ونحن اولى بمثل هذا المسلك الكبير الذي لا يصدره الا (ذو حظ عظيم) كنا قال القرآن.. أتمنى أن ينظر السيد الرئيس في أمر هؤلاء الشباب.. فيأمر بمواصلتهم دراستهم في كلية الشرطة حتى يتخرجوا منها فيعودوا لبلادهم يحملون في دواخلهم هذا الصنيع الجميل.. صحيح ليس من ضمان أن يكونوا هم أيضاً في المستقبل جزءاً من مسيرة التحامل ضد السودان. لكن التعويل هنا على الضمان الذي قدمه القرأن اذ يقول (وكلمة طيبة كشجرة طيبة.. أصلها ثابت وفرعها في السماء..) .. ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه.. لا يذهب العرف بين الله والناس.. ولان الداخلية أمهلت هؤلاء الطلاب اسبوعاً واحداً فقط لمغادرة البلاد. فليت قراراً رئاسياً .. الرئيس البشير هو أهل له .. يتفضل عليهم باكمال دراستهم. التيار