[email protected] مسكين الشعب السودانى الطيب الصبور القابل لتصديق الأكاذيب فقد اصبح ينطيق عليه (فرح الغلابه) لكثرة ما شهد من مصائب والمت به الأحزان، وكان الفرح فى السابق يأتيه من خلال مباريات كرة القدم التى ينتصر فيها ناديى الهلال والمريخ من وقت لآخر فى الخارج. الآن ومن خلال التضليل الأعلامى المدروس والممنهج احس جزء مقدر من السودانيين بمثل ذلك الفرح، العابر ووضعهم ذلك الأعلام (المضلل) غير المهنى والفاقد للمصداقيه وكأنهم فى جو مواجهة مع دوله أجنيه كبرى أعتدت على اراض سودانيه، ونسوا أن الجنوبيين أهلنا وأخواننا وأشقاؤنا اضطرهم نظام الفساد والأستبداد للأنفصال والأبتعاد (مؤقتا)عن الدوله الظالم نظامها ولا بد أن يعود الأشقاء ذات يوم للبيت الكبير الذى يسع الجميع حينما تصفى النوايا ويقام العدل ويسقط نظام الفساد والأستبداد فى الشمال، وحتى اذا لم يحدث ذلك فسوف نتعائش مثلما يتعايش الأشقاء فى بيتين متجاورين ومتلاصقين ونصبح مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. الشاهد فى الأمر أن كل الدلائل والمعطيات والقراءات الصحيحه لمجريات الأمور وقبل أن تتأكد وسائل الأعلام ذات المصداقيه العاليه من نبأ عودة (هجليج) للشمال، ومن خطاب (عبد الرحيم حسين) الذى ظهر فيه الضعف والتردد والأصرار على ترديده لعبارة (استرجعناها عنوة) التى كررها من بعده (كمال حقنه) اضافة الى خطاب (البشير) أمام القياده العامه القصير جدا لأول مره فى تاريخه والذى بدأ عليه (الضيق) وعدم الأرتياح وهو يضغط على كلمات مثل (قدينا عينهم) و(الحشرات) ... الخ. كتن واضح انه (الجنوب) هذه الدوله الوليده ومثلما دخلت (هجليج) فى هدوء وعدم افتعال ضجه وكأن جنوده كانوا يرتدون (سفنجات) كاتمة صوت، كذلك انسحبوا فى اباء وشمم وبذات الهدوء، وعلى ط ريقة أصلاء السودان وتاريخهم الطويل الذى يمتد الى أكثر من 7000 سنه، فهكذا كان جدهم (بعانخى) يدخل بلدا وينسحب منها دون أن يسئ الى اهلها أو قادتها. أنسحب جيش الجنوب بتعليمات من قائده الأعلى (سلفاكير) بعد ضغط من المجتمع الدولى (أممى) و(عربى) وأفريقى - اذا كان ذلك بالحق أو بالباطل - وهكذا يتصرف (رجال الدوله) مع القانون والمجتمع الدولى، لا بالعنتريات والأساءات وعدم تنفيذ القرارات التى تضر بالبلدان وشعوبها. وبذلك التصرف حفظ (سلفاكير) للبشير (رئيس النظام) ولوزير دفاعه (عبد الرحيم حسين) ماء وجههما، وبدلا من أن يشكرا الرجل كذبا على شعبهم وضللاه وأظهرا الأمر وكأنه انتصار عسكرى فى الميدان، وحتى لو كان كذلك فهل الأنتصار على دوله وليده تفتقد للكثير من المقومات يعد انتصارا يستحق كل تلك الضجه والحشود؟ طيب ماذا يفعلون لو استعادوا (حلائب) أو فقط أقنعوا (المصريين) باأرسالها لتحكيم دولى يحدد الى من توؤل؟ وهل يعلم شعب السودان الذى ضللوه وأدخلوه فى (خيط) فرح الغلابه أن الضباط والجنود السودانيين الذين كانوا فى حلائب قبل سيطرة الجيش المصرى عليها، تمت محاصرتهم من قبل القوات المصريه ايام (مبارك) وتم تجويعهم ثم تعطفوا عليهم ومنحونهم الأكل والشراب حتى لا يموتوا من الجوع فى وقت لم يستطع النظام الفاسد الضعيف أن يرفع عينه على النظام المصرى أو حتى يجأر بالشكوى لمجلس الأمن أو الجامعه العربيه؟ فحق عليهم المثل (اسد على وفى الحروب نعامه). باختصار شديد جاء على شريط (الجزيره) فى تمام الساعه العاشره من صباح الجمعه أن الجنوب أمر جيشه بالأنسحاب (فورا) .. ثم صرح بعد ذلك (عبد الرحيم حسين) بحوالى 5 ساعات أن قواته استعادت (حلائب) آسف أقصد (هجليج) فى تمام الساعه الثانيه بعد الظهر لكنه ذكر بأن (جيشه) صلى الجمعه وصلاة الشكر فى (هجليج) يعنى قبل أن يدخلها فصلاة الجمعه لا تزيد عن الساعه الواحده، وهل يعقل ان يستطيع جيش من اداء (صلاتين) بكل ارتياح لو أستعيدت المنطقه بحرب ومعركه ضروس، فشل الجيش أن يستعيدها من قبل لأكثر من اسبوع؟ الم يقل (البشير) ووزير دفاعه بعد ذلك، أن طموحاتهما لن تقف عند (هجليج) وسوف تذهب الى ابعد من ذلك وتدخل جوبا، وأنهم لن يفاوضوا (الجنوب) مرة أخرى الا بعد سقوط (الحركه الشعبيه). فماذ تعنى شروط وزارة الخارجيه التى نقلتها وكالات الأنباء قبل أن يتوقف تردد صدى كلمات (عبد الرحيم حسين) ورئيسه؟ فقد جاء بيان من وزارة الخارجيه كما يلى:- ((طرح السودان اليوم الجمعة شروطا ل"تطبيع" العلاقات مع جنوب السودان بعد استعادة السيطرة على مدينة هجليج النفطية التي سيطرت عليها قوات جنوب السودان لعشرة ايام. واورد بيان لوزارة الخارجية السودانية صدر في الخرطوم أن، "السودان سيطبع علاقاته (مع جنوب السودان) وفق اربعة شروط"، وعلى "جنوب السودان أن يلتزم باحترامها". وطلبت الحكومة السودانية أن، "توافق" سلطات جنوب السودان و"تعترف" بالاتفاقات الموقعة سابقا ومذكرة التفاهم حول الامن وبينها ميثاق عدم اعتداء وقعه في فبراير رئيسا الاستخبارات في البلدين. كما طالبت بأن تعترف سلطات جنوب السودان بالحدود التي كانت موجودة قبل إستقلال السودان عن بريطانيا ومصر في الأول من يناير 1956)). ودعت الحكومة السودانية الى انهاء "كل الاعتداءات" على اراضيها وانسحاب قوات جنوب السودان التي لا تزال على هذه الاراضي وان توقف جوبا دعمها للمتمردين الذين يقاتلون الدولة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وهو امر ينفيه جنوب السودان. كذلك، طلبت الحكومة السودانية من سكان جنوب السودان ان يكفوا عن "دعم او استقبال" الفصائل المتمردة من اقليم دارفور (غرب السودان) التي رفضت توقيع اتفاق سلام مع الحكومة)). والقصه وما فيها هو ضيق (النظام) من وجود معارضه سودانيه فى اى دوله من دول الجوار بعد أن اشتروا العديد من تلك الدول وضغطوا على دول اخرى بكروت ضغط مختلفه .. فالنظام أكثر ما يقلقه أن يسمع صوت معارض فى اى دوله مجاوره دعك من أن تحمل مجموعه السلاح وتعمل للأطاحه به. وعلى كل فعلى (البشير) و(عبد الرحيم حسين) دين وشكر واجب (لسلفاكير) لأنه حفظ لهم قليل من ماء وجههم بانسحابه من (هجليج)، بعد أن تعرضوا لسخريه واستهزاء فى الأيام الماضيه من جماهير الشعب السودانى بسبب (هجليج) لا أظنه كان سوف يتوقف الا بعد سقوط النظام، لولا الأنسحاب (الشجاع)، الذى اظهروه وكأنه انتصار فى مواجهة ميدانيه لا بانسحاب عاقل من (سلفاكير) سوف تجنى منه دولة الجنوب الكثير من الفوائد.