[email protected] بعد انسحاب قوات الجنوب من (هجليج) ودخول (كتائب) البشير المسلحه ومليشيات الدفاع الشعبى لأرضها وهى خاليه ، لم يصدق ازلام نظام الفساد انفسهم وبأنهم ارتاحوا من (حتة) سببت لهم صداع نصفى حاد وأشعرتهم بالخزى والعار وأنهم (نمور من ورق) امام شعبهم المضلل المخدوع الذى اكتشف بعد 23 سنه من انقلاب يسمونه ثوره أنهم عاجزون من مواجهة قوات دوله وليده، وحينما مضت على ثورة يوليو فى مصر أقل من تلك السنوات تم الأنتهاء من مشروع الألف مصنع وبنى السد العالى وأكتملت البنيه التحتيه فى مصر كلها وشيدت العديد من المدن الحديثه حتى لا يكاد الأنسان يشعر بفرق جوهرى بين القاهره والأسكندريه والأسماعيليه والمنصوره واسوان .. وشيدت كذلك العديد من الجامعات التى أستوعبت المصريين وغيرهم من عرب وأفارقه ونهضت مصر ثقافيا ورياضيا .. وهكذا تفعل الثورات (الوطنيه) حتى لو مارست قمعا وديكتاتوريه مرفوضه لكنها على الأقل تبنى وتعمر وتأسس جيش (قومى) ينتمى للوطن كله لا لحزب أو جماعه، حتى اذا دخل البلد فى محنه كان ذلك الجيش قادرعلى تحمل مسوؤلياته وعلى ازاحة الرئيس ونظامه لكى يعود الوطن ويستقر من جديد وأن تعود الديمقراطيه التى هى الحل. ولو كان للسودان جيشا (قوميا) لما بقى النظام فىى مكانه بعد أن تسبب فى انفصال جزء عزيز هو (الجنوب) ولكان البشير وباقى ازلامه الآن داخل الأقفصاص يحاكمون بجريمة الخيانه الوطنيه العظمى. للأسف البعض فى جهاله أو عدم امانه يحمل (الجنوبيين) مسوؤلية ذلك الأنفصال الذى حدث بعد أن رفض نظام (صحابة) آخر الزمان (مشروع) الدوله السودانيه الذى طرحته الحركه الشعبيه والذى يجعل السودانيين جميعا متساويين فى الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب الدين أو الجهة أو القبيله أو الثقافه. انهم يريدون من الجنوبيين أن يعيشوا ازلاء حقراء بلا كرامه يدفعون (الجزيه) صاغرين أو يكونوا هم المسوؤلين عن الأنفصال. ومن جانب آخر تسمع لهم جميعا يرددون بأنهم اعطوا الجنوبيين أكثر مما يستحقون بانفرادهم بحكم الجنوب ومشاركتهم بنسبة 28% فى حكم (الشمال)، وراعى الضأن فى الخلاء يعلم بأن (الجنوبيين) حكموا انفسهم ذاتيا، لأنفسهم خلال عهد النميرى وبعد اتفاقية اديس ابابا عام 1972 حتى تراجع النميرى ونقض تلك الأتفاقيه وأستبدلها (بمشروع) الدوله الدينيه التى اعادت انتاجها (الأنقاذ) عام 1989. أما مشاركتهم فى الحكومه المركزيه فى الشمال فقد كانت صوريه والدليل على ذلك كان منهم بحسب اتفاقية نيفاشا (النائب الأول لرئيس الجمهوريه) لكن النائب (الثانى) على عثمان، ينهى ويأمر ويتخذ القرارات وكأنه لا يوجد (نائب أول) وكان منهم (نائب رئيس جهاز الأمن) رغم ذلك كانت قوات الشرطه تعتقل قادتهم وتضربهم بالعصى وترفعهم فى (الكوامر) ومن بينهم من كانوا يتمتعون بحصانات دستوريه، فى وقت كان فيه النظام يحمى ازلامه اللصوص الفاسدين وحتى من يقبض عليه بشيكات مرتده تجده حرا طليقا يمضى يومه كله بين أهله وذويه واذا تم التحفظ عليه شكليا ينام فى سرير وثير داخل مكتب قسم الشرطه .. وهم يظنون أن الشعب لا يعلم ذلك ومع انهم يدعون التزامهم شرع الله لكنهم ينسون الحديث (لو فاطمه بت محمد سرقت لقطعت يدها)!! وحينما تكرم النظام عليهم بوزارة سياديه مثل وزارة الخارجيه، أحاط الوزير الجنوبى بعدد من وزراء الدوله وجعل دوره هامشى يقتصر على مقابلة بعض الوفود الزائره وعلى مهام لا قيمة لها، بل يجبر الوزير على تبنى قرارات وسياسات لا تتوافق مع برنامج حزبه وحركته وقد تكون مناقضه لها. وجميع وزراء الجنوب ووزراء الدوله والتفيذيين فى (الحكومه) المركزيه كانوا محاطين (بأمن النظام)، يراقبوا حركته وتصرفاته وكلماته وأنفاسه.. ولم يكتف النظام بذلك بل أخذ كعادة بعض ازلامه، يغرى بعض ضعاف النفوس باساليبه المعروفه للبقاء داخل جسم الحركه وفى ذات الوقت يعملون ضدها، ثم بعد كل ذلك يريدون من الحركه أن تعمل من أجل أن تكون الوحده جاذبه!! والنظام الذى يجيد الكذب والخداع والتضليل عبر اجهزة الأعلام والصحف (الصفراء) الرخيصه، يضلل جماهيره بأنه منح الجنوبيين أكثر مما يستحقوا وينىسى بأنه كان يقبض الثمن ويحصل على 50% من قيمة بترول الجنوب، التى لا يعلم الشعب السودانى حتى الآن فيما انفقت تلك الأموال لأنه ظل مسيطرا على وزارتى الماليه والبترول ولم يفرط فى الأخيره الا فى آخر شهور من عمر الأتفاقيه. ثم كان اكبر تضليل وخداع للشعب الطيب، الذى سوف يدفع ابناؤه سوء تصرفات النظام وعنصريته فى المستقبل (القريب) و(البعيد) أنه وبعد أن لم يعمل من أجل الوحده وبعد أن ترك (العنان) للطيب مصطفى وزمرته، وفشل فى تزوير الأستفتاء، ووقع الأنفصال لجأ مباشرة لنقض اتفاقية السلام بعدم التزامه بما جاء فيها وفى بروتكولاتها (ابيى) وجنوب كردفان والنيل الأزرق. فالأتفاقيه لم تنص بنودها فى حالة الأنفصال ان تنتهى (الحركه الشعبيه) من الشمال والا تحكم فى تلك الولايات كما يحدث الآن وكما فعل (البشير) حينما نقض الأتفاق الذى وقعه (ذراعه) اليمين (نافع) فى أديس ابابا!! أنه لشئ مؤسف أن تؤيد فئة من الشعب – دون وعى - نظاما ورئيسا يخدعها ويكذب عليها ويزيف الحقائق، ويستغل ضعف القدرات الماديه للمعارضه فيمرر تلك الأكاذيب عبر اجهزة الأعلام العربيه والدوليه. ثم بعد كل هذه التناقضات ونقض العهود والمواثيق يردد (الرئيس) عبارات عنصريه قمئيه مثل (الحشرات) ويقول بلغة (شوارعيه) السودان القديم لا يسعنا جميعا مع هذه (الحشرات) وأما هم أو نحن .. ولا أدرى من اشار له بأن (يعدل) لياقة القميص، حيث قال فى اليوم الثانى انه لا مشكلة له مع (شعب) الجنوب لكنه سوف يريحهم من (الحشرات)!! وهل صدق رئيس النظام أو نائبه حينما قال بأنه لا توجد عنده مشكله مع شعب الجنوب صاحب الحق فى العيش فى ذلك الوطن الكبير شمالا أو جنوبا لأن اجدادهم بذلوا فيه الدم والعرق وضحوا بالكثير من ابنائهم ورضوا بالذل والأستعباد لكى يبقى وطنا واحدا موحدا، فاذا به يطردهم ويمنعهم من العيش فى ذلك الوطن فى وقت يسمح بذلك الحق للأغراب!! وما لا يعلمه الرئيس العنصرى مثل (خاله) أن المواطن الشمالى هو الذى يحتاج (للحريات الأربع) أكثر من شقيقه الجنوبى، واذا لم يحتاجها اليوم فسوف يحتاجها فى الغد، لأن النظام لا يقبل أن يرى سودانيا خارج عن طوعه يعمل بحريه فى اى مكان فى العالم حتى لو كان سطح القمر، وهذا كان دائما السبب الأساسى فى اشعال نيران المشاكل مع دول الجوار، حدث ذلك من قبل مع ارتريا وأثوبيا ثم تشاد وأخيرا (الجنوب) بعد الأنفصال. آخر كلام:- الشاعر الرائع (فاروق جويده) الذى نحبه .. ليته اكتفى بكتابة الشعر وترك الحديث عن السياسه لأنه لا يختلف كثيرا فى فهمها عن (البشير) .. حيث كتب فى آخر مقال له فى الأهرام، من أكبر اخطاء ثورة يوليو انها وافقت على أستقلال السودان .. وكأن (فاروق جويده) يرى بأن السودان لا يستحق أن يكون وطنا مستقلا يتمتع اهله بحريتهم. وفاروق جويده .. لا يعلم أن المشاكل التى مر بها السودان وتسببت فى ازماته ومشاكله لأكثر من 22 سنه وربما عالجها وتخلص منها بزوال هذا النظام، تمر بها مصر (يادوبك) .. والسبب فيها هو مشروع (الدوله الدينيه) التى ثبت فشلها فى السودان وفى توحيد الشعوب .. وللأسف تدخل فيها مصر للتو بقوه، ونتمنى لها أن تخرج سريعا، لكن هذا لا يتم بما تردده النخب المصريه وبأنهم محصنين من خطر هذه الدوله، لأن مصر صاحبة الفكره الأصليه التى انتجت هذا الفكر ومعها دوله عربيه أخرى.