علي عبدالله ادريس [email protected] توقفت كثيرا عندما طالعت خبر ذبح ( الكلاب )وعرض لحمها للبيع – انتقلت بي الذاكرة الى 1993 وفي مدينة كوستي بالتحديد كنت وقتها موظف ( يهز ويرز ) يعني الراتب يكفي وزيادة والحمد لله – وبمناسبة اللحوم والغش الذي يدور حولها اذكر انني توقفت امام احدى (البقالات ) العريقة والتي تباع فيها كل اغراض التموين الغذائي وطبعا كما قلت انني موظف ( اد الدنيا ) لفت انتباهي ( صلب ضاني ) معلق يكسوه الشحم والوجاهة – لكن كانت ملاحظتي دقيقة اكثر من اللزوم لعلاقتي بالذبائح وكده – لاحظت ان ( الضنب ) الأبيض ( الودكي ) يتدلى من الصلب المعلق بطريقة غير مألوفة وغير عادية – اذ يرقد ملتصقا بين ( الوركين ) وليس مقوس من مؤخرة الظهر في شكل نصف دائري كما هو معلوم – فالفضول دفع بي ومددت يدي وجذبت ( الضنب ) بقوه فاذا به يطاوعني محدثا صوت ( بلط ) – حينها عرفت بأن ( الضنب ) مزور – ( ضنب ) نعجة ركب في ( ... ) التيس السمين وجز ذنبه الصغير الذي يميزه بأنه تيس وما كان ( الضنب ) المعلق الا للخداع والتضليل باعتبار المعروض ضأن وليس ماعز – طلبت من صاحب البقالة ان يرد الذنب المنزوع الى ما كان عليه قبل النزع ويضعه داخل السيارة ويرافقني – ساعتها احسست بان صاحب البقالة اعتقد انني رجل أمن فاستفدت من هذا الشعور وانتحلت شخصية رجل الأمن - فرد على في خوف وفزع ( يا جنابك ) اعتبرها غلطة وما بتتكرر ومافي داعي للحبس وكده – فقلت له انا لا اخذك للحبس بل الى بث الفضائية للتصوير التلفزيوني ليعلم كل الناس كيف يتم خداعهم ! فجلس على الأرض ووضع يديه على رأسه وقال والله ( يا جنابك ) تنفذ حكم الاعدام الآن خير من ان تفضحني امام العالم – اخيرا اخذت منه عهد بان لا يكررها بل اكثر من ذلك ان يضع تسعيرة واسم ونوع كل صنف من اللحوم وللمستهلك ان يختار ما يستطيع – هذه حالنا قبل عشرون عام فماذا اصابنا اليوم ؟؟