[email protected] عيسي بروي المنصوري احد عمالقة فن الطمبور رجل مرهف الاحاسيس شفاف الروح ولا غرو في ذلك فالرجل فنان يحترم فنه ونفسه ومكانته ومظهره فالفنان لا يكون فنانا اذا لم يحمل تلك المشاعر والاحاسيس والمظهر اضافة لذلك معروف عن عيسي بروي الكرم والشهامة والشجاعة وحب المناصير الارض والعرض وغني لها السلام الجمهوري المنصوري (من اعز ديار منصوري موقد نار ) من كلمات شقيقه الشاعر محمد بروي الذي شكل معه ثنائية فنية رائعة وغني بيوت الطين القديمي بلاد الريد والمحنة وكثير من الاغاني التي عرفت بها المناصير وعرف بها واستطاع من خلالها فرض نفسه علي ساحة تعج بعمالقة فن الطمبور كاحد الذين يشار اليهم بالبنان وقد ولد الفنان في تلك الديار والربوع الجميلة تحديدا في (شيري) الساحرة ذات الطبيعة الخلابة التي شكلت وجدانه وكان لها الاثر الكبير في مسيرته الفنية وابداعه الذي تخطي حدود المنطقة وقد علمت ان الفنان عيسي بروي بكي بكاءا مرا عند سماعه غراق جزيرة شيري بفعل مياه سد مروي كيف لا يبكيها وهو بن سرحتها الذي غني لها شيري الغراء شيري النضارة حليلا نسيت قلبي انا في خضارها كيف لا يبكيها وقد كانت مراتع الصبا وموطن الذكريات وارض الحضارات وقلب المناصير النابض ؛ في الواقع ان معظم اغاني عيسي بروي تمجد الوطن وتتغني به فقد غني للمزارعين والطلاب والشباب والشهداء وديوان الزكاة وشركة سوداني وفريق الهلال وسد مروي الذي تخلي عنه وخدعه بعد ان كان السبب في محنته التي يعيشها الآن . هذا الفنان الانسان بكل تلك الصفات تعرض لمحنة قاسية وتجربة مريرة تهد الجبال لكنه تحملها بصبر وجلد يفوق الاحتمال لا اود الخوض في تلك التجربة المأساة ولا اريد ان ابحر في اسبابها ومسبباتها ذلك لتقديرات ضرورية الذي اصدقه واؤكده ان هناك سوء فهم حدث علي حسب اعتراف ورواية عيسي بروي نفسه لاكثر من جهة ؛ الشاهد في الامر ان الفنان تحمل بسبب سوء الفهم هذا الكثير من الاذي والنكران والتجاهل انزوي وحيدا يكفكف دمعته ويطوي احزانه ويشكو زمانه بعد ان كان ملء السمع والبصر والجميع يخطب وده ويتقرب اليه لكن الآن تحالف عليه الناس والزمان وعاداه الدهر فانكشف له الجميع واعرضوا عنه ؛ لا ادعي معرفة لصيقة بالفنان عيسي بروي ولا ازعم اواحسب نفسي من اصدقائه ومعارفه او المقربين منه لكن آلمني ما تعرض ويتعرض له من تجاهل ونكران وصل مرحلة ان يطلبه احد رجال الاعمال من بني جلدته ويتجاهله ويشترط عليه الاشتراطات ؛ آلمني ان تتجاهله ادارة سد مروي التي تسببت في الذي يعانيه الفنان وهي تملك المال والاموال التي تستخدمها وتوزعها في (البسوي والما بسوي) صحيح ان هناك الكثيرون الذين قدموا ومدوا له يد العون في ايام محنته الاولي مما كان له الاثر الكبير في تخفيف اوجاعه واحزانه لكنه الآن يحتاج لمواصلة ومتابعة علاجه بعد ان تبقي القليل حتي يعود سليما معافي يعطر الاجواء ويغرد طربا كما كان يغني للبلد والوطن والتراب ويغني من اعز ديار منصوري موقد نار السلام الجمهوري للمناصير .