لا..لا .. لمعاقبة الشعوب ! محمد عبد الله برقاوي [email protected] كثيرا ما كتبنا في هذه المساحة ولم يقصّر غيرنا من الكتاب منذ تفجّر الأزمة الأخيرة بين حكومتي الشمال والجنوب ، وقلنا وبعد أن انتقلت الى صراع دموي بين الدولتين ، لابد من العمل على عدم انتقالها الى مربع العداء بين الشعبين الذين ليس لهما ذنب جنياه غير أنهما ابتليا بنظامين ، سقطا قبل غيرهما من بين فجوات سقف اتفاقهما الناقص وتسربت منه بالتالي كل الحمم البركانية من ركام المشكلة المرحّلة منذ عقود ، وهاهي تتطاير يوما بعد يوم ويتراشق بها نظامان أحمقان ليحترق بنارها أناس وقعوا بين سندان ذلك النظام ومطرقة هذا وبينهما اعلام أهوج ومؤسسات غير مسئؤلة وكوادر في سبيل كسب رضاء رؤساء عصاباتها مستعدة لفعل أى شيء دون مراعاة وازع ديني أو كابح اخلاقي أو ضمير انساني ! فعلى جانب جماعة نظامنا! الرئيس هو ضارب دف الفتنة بما يخجل لسان العاقل عن ترديده في حق الآخرين، ويرقص له النائب الأول بتحريض أهل الحدود على قتل من يتسلل من والى الجانب الآخر ،وكأننا في غابة وليس في دولة ! والي النيل الأبيض هو الأخر يزايد لنيل الحظوة ، فيأمر اثني عشر الف فقير من أهل الجنوب تكدسوا لا بغرض السياحة والمصيف عند شواطيء ولايته ، وانما لانهم ضاعوا في منتصف الطريق ، لاهم وصلوا الى فردوسهم الجديد ولا في امكانهم العودة الى جنتهم التي طردوا منها ! ولست أدرى هل نسى الوالى المخلص لنظامه أو تناسي أن الملايين من أهل الشمال من المسيرية و الرزيقات ، تضطرهم ظروف القحط والجفاف الى النزوح الذي اصبح لجوءا الان الى الجنوب و قد تنفق ملايين مواشيهم التي تمثّل رمزا لعزوتهم وكرامتهم قبل أن تكون أرقاما في ثروتهم! وان رد التحية بأسوأ منها من حكومة الجنوب لو حدث فعلا سيكون كارثة كبيرة على خلفية خطوة الوالى غير المدروسة قبل معالجة المشكلة والتي تتطلب زمنا أكثر من المهلة التي حددها سيادته تهديدا لاناس بسطاء لايملكون من أمرهم شيئا ! هذا في حالة تأزم المسألة الى درجة لغة الطرد المتبادل للشعوب دون اتفاقات واضحة ..وساعتها فان ( الرماد كال حماد ) وسندخل في سجال كر وفر تتسع دائرة حريقه التي لن تقوى الانقاذ ولا حكومة الحركة الشعبية على احتوائها ، فالبلدان ليسا بناقصين للمزيد من الحرائق ! فلا.. ومليون لا.. لمعاقبة الشعوب على فعل تم بيدي نظامين ، لا نملك الا أن نقول لهما خافا الله في المساكين الذين لم يعد لهم ملاذ أو حل الا ذهابكما معا الى رحاب المولى المعين .. انه المستعان .. وهو من وراء القصد..