[email protected] هذه النظام الذى أغتصب السودان وأضاعه ومزقه وأداره بطريقة (الرزق تلاقيط) أو بمفهوم (رزق اليوم باليوم)، وكذب كذب حتى يصدقك البعض وتصدق نفسك، يظن بما يبثه من أكاذيب ومغالطات على اجهزة اعلامه والفضائيات العربيه، يحقق انتصارا ويبنى دوله. فالحقائق معلومه عن اسباب الصراع والنزاع الذى وصل درجة الحرب والأقتتال أخيرا مع حكومة جنوب السودان، والذى لم يتوقف فى يوم من الأيام حتى بعد توقيع اتفاقية (نيفاشا) وقد ظن النظام جاهلا بأنها قادرعلى فرض (الوحده) بطريقته (الظلاميه) التى تعيد السودان شمالا وجنوبا الى زمن الكهوف والمغارات أو أن يحارب ذلك الجنوب ويبيد شعبه ويتنصل عن الأتفاقات التى وقعها قادته بأيديهم. وآخر اتفاق تم نقضه وهو الذى أدى لاشتعال الحرب بداية فى النيل الأزرق، ثم تمددت حتى وصلت (هجليج) هو الأتفاق الذى وقعه (نافع على نافع) مع الحركه الشعبيه فى أديس ابابا، ومن عجب انهم اقنعوا الكثيرين فى الشمال بأنه من حقهم التراجع عن ذلك الأتفاق الذى وقعه قيادى كبير بدرجة مساعد رئيس جمهورية ونائب رئيس الحزب (الحاكم) لا داعى أن نقول بأنه (المغتصب) فى هذه الزاويه. وبمتابعتى لبرنامج (الأتجاه المعاكس) فى قناة الجزيره الذى شارك فيه ممثلا لنظام (الخرطوم) المحامى/ محمد الحسن الأمين، الذى ذهب مع (الترابى) بعد المفاصله لكنه عاد سريعا للمؤتمر الوطنى، اصر (محمد الحسن الأمين) على ترديد عباره، لا أدرى اذا كان قاصدا من ذلك (تغبيش) وعى الجماهير السودانيه وتضلليهم وأقناعهم (بالكذب) أو أنه لا يعرف ماذا يقول بروتكول (جنوب كردفان) و(النيل الأزرق)؟ حيث كان يقول (لتعبان دينق) والى ولاية (الوحده) مالكم وجنوب كردفان والنيل الأزرق، هذه اراض شماليه ولا دخل لكم فيها!! فبرتكول (جنوب كردفان) و(النيل الأزرق) ينص على التعامل مع سكان تلك المناطق فى شئ من الخصوصيه وأن تتاح لهم سبل ممارسة الديمقراطيه والتعبير عن ثقافاتهم والأعتراف بتعدد معتقداتهم الدينيه، وأن يكون ذلك نموذجا يطبق مستقبلا فى كافة بقاع السودان، ولم يحدد البرتكول فى حالة (الأنفصال) الا تكون للحركه الشعبيه علاقه بتلك المناطق لأنه وفق ما سمى (بالمشوره الشعبيه) من حق الوالى ونوابه ووزرائه أن يكونوا من (الحركه الشعبيه) لأنهم دخلوا الأنتخابات وأختارتهم جماهير تلك المناطق من خلال انتمائهم (للحركه الشعبيه) ووفق برنامجها ومشروعها (السودان الجديد) ، والحركه لم تقصر بفصل قطاع الشمال عن الجنوب، على الرغم من انها غير ملزمه بذلك، وذات (البرتكول) نص على حق سكان تلك المناطق أن يختاروا وفق آلية محدده الى جهة يريدون الأنضمام الى السودان الشمالى أم الجنوبى، ولهذا فمن حق (الحركه الشعبيه) فى الجنوب والشمال أن تهتم بأمرهم وأن تحافظ على حياتهم وتمنع ابادتهم وتعمل على نيلهم حقوقهم التى نصت عليه اتفاقية (نيفاشا). ومن جهة ثانيه لماذا يصر نظام الكذب والفساد على تبعيتة أهل تلك المناطق لهم، فى وقت لا زال فيه (الخال الرئاسى) يتعامل مع اصحاب البشرة السمراء وهم غالبية سكان تلك المناطق على نفس العنصريه التى كان يتعامل بها مع أهل الجنوب، مما أدى الى تصويتهم لصالح (الأنفصال) وما هو الفرق بين المواطن الجنوبى وبين مواطنى جبال النوبه والنيل الأزرق؟ على نظام أزلام نظام الكذب والفساد أن يضعوا الحقائق نصب أعينهم وأن يملكوها لشعبهم وأن يعترفوا بأن خوفهم من مشروع (السودان الجديد) الذى هزم مشروعهم (الحضارى) الفاشل الذى أدى للفساد والأستبداد، وأن مشروع (السودان الجديد) يحقق احلام كافة أهل السودان لأنه يدعو لبسط الحريات وللعداله والمساواة ويرفض التمييز الدينى والعرقى والجهوى، وحتى اذا شاب تطبيقه بعض الأخطاء، لكنه مشروع قابل للتطوير وقابل للتصحيح وهو مشروع نابع من فكر سودانى، لم يأت الينا من مصر أو من افغانستان. وعليهم أن يصارحوا الشعب فى هذا الوقت بالتحديد بأن (العقوبات) القاسيه قادمه على الشمال لا محاله لأنهم ظلوا يكذبون عليه ويضللونه، فالنظام مثلما أدعى أنه استعاد (هجليج) عنوه وغنوا ورقصوا وارتدى الفنانون (مجبرين) زى (مليشيات) الدفاع الشعبى وبينهم (حماده بت)، كذلك أخذ يروج الى مطالبات وتعويضات عن فترة بقاء قوات الجنوب فى هجليج قبل انسحابها دون أن تحدث خسائر، ومطالبة (اغبياء) النظام بتعويضات عن هذه الفتره سوف تجر على الشمال الويلات فهذا يعنى من حق الجنوب أن يطالب بتعويضات لأكثر من 50 سنه حرب وعن ابادة شعب فى عصر الأنقاذى وحده فاق ال 2 مليون. واذا كان من بينهم (عاقل) فعليه أن يسأل نفسه من هو الطرف الذى خرج منتصرا بعد معركة (هجليج)، هل نظام الفساد أم حكومة الجنوب؟ فغصبا عن انوفهم سوف يتدفق البترول من الجنوب عبر خط الأنابيب وبثمن (مناسب) لا بالبلطجه وفرض الاتاوات والمبالغ الجزافيه التى لا تستند الى منطق، وغصبا عنهم سوف يجلسوا مع (الحركه الشعبيه) قطاع الشمال للتفاوض والحوار، رغم انا لا نريد ذلك ونتمنى ان تبقى (الحركه) فى صف الثوار. وليت قادة قوى (الأجماع الوطنى) ان يستيقظوا من غفوتهم وأن يتحملوا مسوؤلياتهم ويتخلوا عن الأستجابه لمزائدات النظام وضربه على وتر (الوطنيه) المكذوبه، التى يلجأ لها النظام كلما شعر (بالزنقه) وكاد أن ينهار ويسقط. فما يحدث للسودان وشعبه عار سوف تذكره اجيال المستقبل التى سوف تتحلى (بوعى) يفتقده كثير من اقرانهم من ابنتاء الجيل الحالى. وغير مطلوب من قادة تلك القوى (الأجماع الوطنى) أو (الأحزاب التقليديه) سوى أن تقسم نفسها الى جزئين، جزء يعمل فى الداخل وجزء فى الخارج، فوجود تلك القوى بكاملها فى الداخل يجعل المستبدين والفاسدين لايقيمون لهم وزنا ولا يعترفون لهم بحقوق. والتغيير قادم .. قادم والنظام ساقط ساقط حتى لو مكثوا مثل حليفهم (مبارك) لثلاثين سنه.