(1) محمد عبد الرحمن عبد المعروف [email protected] من منطلق ان المسؤليين فى الدولة هم موظفيين يتحصلون على مرتباتهم من دافعى الضرائب والكادحين ينبغى ان يسعوا الى تجويد ما يناط بهم من واجب وان ينفذو كل المسؤليات التى على عاتق مناصبهم الادارية والتنفيذية بلا من ولا اذى. فلكل وزارة من وزارات الدول اهداف ومبادئ معروفة هذه غير المبادئ الاساسية التى لا تحتاج لتدوين والتى يعلمها الجميع من تطوير وتنمية وغيرها من القيم السامية ،، وما ان تطالع مبادئ الوزارات الانقاذية مقارنة بانجازات الحصاد المر تتسنى لك معرفة المفارقات المؤلمة فلناخذ وزارة التربية والتعليم . جاء فى اهداف ومبادئ الوزارة وعلى موقعها على الانترنت : 1-( عناية التربية بتحقيق التوازن في شخصية الإنسان السوداني من حيث حاجات الجسم وحاجات الروح ، والفكر والعمل ، والحاضر والمستقبل وتنشئة المتعلمين على الأخلاق الفاضلة وعلى المحبة والتعاون والسعي في خير المجتمع من أجل تماسكه وقوته وتمكينه من البناء والتعمير .) هنا سقطت اهم مقومات المبداء وهى التوزان فى شخصية الانسان السودانى فقد مزقت الشخصية السودانية واعيتها المرارات السياسية والسخف اليومى الذى مورس عليها وهى تكافح من اجل البقاء الجسدى والروحى ،اما المحبة والتعاون فقد اضحت جزء من التاريخ الاجتماعى فى ظل انكسار كل المتاريس التى كانت تقف امام رياح التغير السلبى ، لم تسعى الدولة الى الحفاظ على القيم النبيلة للمجتمع فبانت المختلات الهائلة مما اثرت على الطلاب فافرزت طلاب مهزوزى الكيان منفصمى الشخصية يحاصرهم الفقر ويتربص بهم المستقبل المجهول . 2-( أن التربية ذات إنتماء قومي تتأثر بالخصائص الحضارية في مجتمعها وعليها أن تتمثلها، وتستوعبها في خير صورها ، وأن تعمل على تطويرها فتعمق الوعي بها وبالمساهمة في تحقيق أهدافها ، وبذلك يصبح من أهداف التربية الحقيقية الرئيسية إعداد المواطن الملتزم نحو مجتمعه والمتمثل لشخصيته القومية). لم يكن للوطنية حيز عند الشخصية الانقاذية المعروف عنها الذاتية المطلقة والانتماء الحزبى الضيق فقد ضربت بالقومية عرض الحائط وسعت بكل ما أٌوتيت من خبث لضياعها واضعاف صوتها ،، ومع اختلال الكثير من الصورة الوطنية تغيرت الوطنية فى المخيلة التى افرزت منتسبى الانقاذ فتوهموا الوطن فى ذواتهم والوطنية فى الالتفاف الى برنامجهم العقيم وعلى هذا النهج ابتعدت النظرة القومية فى المناهج مقابل القنابل التى فجرت النسيج الاجتماعى وخلقت جدار عازل بين ابناء الوطن فكان النتاج طلاب يفتقدون للحس القومى . 3-( تأكيد العلاقات المتبادلة بين التربية وبين منظمات النشاط المجتمعي الأخرى ، وبينها وبين التنمية العامة ، وتميز كل منها بالشمول والتكامل وتأكيد التنمية بمفهومها الحديث على تنمية الإنسان من حيث مهاراته وكفاءته وقيمه ومواقفه نحو الحياة والمجتمع ونحو العمل ، وتحقيق وفرة الإنتاج وعدالة التوزيع ، وإحداث التغيير في المجتمعات والشعوب ، وإعداد الأفراد للمساهمة فيه) بما ان العشرينية الانقاذية كان الاكثر بؤسا على حياة المجتمع السودانى بالتالى كانت الابعد سعيا نحو حياة يبتغيها الناس فتعطلت كل وسائل التنمية الانسانية وحلت مكانها اليات التنمية ذات الحصر الحزبى لابناء وقيادى الانقاذ ومن اتبعهم فى تلك المناخات السقيمة فخرج من دائرة التعليم طلاب نوابغ اصحاب كفاءات عقلية ماهولة بدواعى الفقر وشح اليد فتحول الكثير من التلاميذ الى باعة متجوليين وعمال اجور يومية فمات بدواخلهم الابداع وسقطت الرغبة فى مواصلة المسيرة الدراسية بلا رجعة . هكذا ظلت الاهداف والمبادئ التى بسببها اغتنى المسؤليين وتعالت عمارتهم لم تبارح مكانها وبما ان مبداء المسأله تعمد الغياب وقيمة الانسان السودانى لم تكن هدف من اهداف السلطة سوف يظل التعليم فى انحداره الى اسفل والصناعة فى اقصى مراحل انهيارها اما الزراعة فحدث ولا حرج .