خارج السياق: غاباتنا !! مديحة عبدالله كشف وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية عبد القادر هلال امام مجلس الولايات ان السودان مصنف ضمن الدول شحيحة الغطاء الغابى موضحا ان مساحة الغابات تدهورت من 60% من مساحة السودان الى 10% فقط , واشار الى ان انفصال الجنوب افقد البلاد قرابة 20% من مساحتها الغابية , وشكا الوزير من عدم التزام الحكومة بدفع الاشتراكات السنوية والشهرية للمنظمات البيئية العالمية مما قاد لحجب التمويل من تلك المنظمات لمحاربة التصحر والزحف الصحراوى . هذا هو الوضع فى بلد تتفاقم فيه ازمة الفقر والتصحر والتردى البيئى , ويتم فيه التعرض للمشاكل بالتجزئة فالفقر والتصحر والنزاعات اسباب ونتائج تكاد تكون متلازمة , لكن السيد الوزير وصف الحال دون ان يوضح الاسباب والادوار المختلفة التى تقوم مؤسسات وهيئات وافراد فى اهدار الغابات دون محاسبة لانها موارد مهملة بدليل عدم الاهتمام بتسديد الاشتراكات فى المنظمات الدولية لضمان الحصول على التمويل اللازم لمحاربة التصحر ولولا الادوار الكبيرة التى تقوم بها مؤسسات ومنظمات مدنية لاجل حماية البيئة لصار وضعنا اسوأ . اننا لايمكن ان نصون الغابات فى ظل الفقر وتدنى الوعى البيئى المستشرى خاصة فى الريف كما لايمكن حماية الغابات والايادى والعقول العنيفة تجرف الغابات بلا رحمة (حتى لا يجد الاعداء ملاذا ) ازمة الغابات تجسد مأساة السودان البلد (الهامل) , المطلوب الان اذا كان لدينا حافز لحماية بلادنا من شرور تغير المناخ والتصحر ان نوجه الموارد المالية لتمويل برامج التنمية التى تكفل الحياة الاجتماعية والاقتصادية المتسقة ومعايير حقوق الانسان حتى تصبح الغابات فى مأمن وينفتح امامها السبيل للنمو . الملاحظ ان السيد الوزير استعرض امام مجلس الولايات استراتيجية وزارته لحجز 6ملايين فدان خلال الفترة القادمة واستزارع 5% من المشاريع المروية و10% من المشاريع المطرية وتشجيع استخدام الطاقة الاحيائية وتشييد مستودعات الغاز فى الولايات لتخفيف الضغط على الغابات .... وهى خطط جيدة لكن السيد الوزير لم يذكر ميزانية تنفيدها فى ظل موازنة حالها يغنى عن سؤالها وفى ظل نظام يضع الحرب فى قمة اولوياته .... الا يرفع ذلك من سقف المخاوف ان تظل تلك البرامج حبيسة الاداراج ؟ الميدان