جدل واقعي محمد محمود الصبحي [email protected] المحروقات .. زيت الحياة !! الصورة التي تزين جدار صحيفة الوطن للراحل المقيم الاستاذ سيد احمد خليفة وهو يمارس الكتابة (بضي) الفانوس ليضئ عتمة ايام الوطن ودروب الناس في بلدي بما يحمله من وعي وفكر حتى صار نبراساً وعلماً من أعلام الصحافة في بلادي , فرحل وترك ارثاً من المعرفة والقيم وذلك الفانوس أو ( الرتينة ) وهاهي الحكومة تحاول عبثاً ان تطفئها بمحاولاتها الخجولة برفع الدعم عن المحروقات التي بمثابة وقود لذاك الفانوس كما انها زيت الحياة , لا ادري كيف يفكر التكنوقراط بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني وهم يتبنون مقترح رفع الدعم عن المحروقات لمعالجة فجوة الايرادات التي تعاني منها الموازنة العامة , ولم يأخذون في الاعتبار المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب في ظل الارتفاع الجنوني للسلع الاستهلاكية وارتفاع تكاليف المعيشة وهي بذلك تزيد طين الواقع المذري بِلة وتؤكد بما لايدع مجالاً للشك انها تنظر لمصلحتها على حساب مصلحة الشعب الصابر على افاعيلها زهاء عقدين ونيف من الزمان في انتظار ان يؤتي الصبر اُكله بعقدين سُمان ذي سنبلات خضر إلا يبدو ان زمان سنبلاتنا اليابسات سيكون عرضه مستمراً طالما ان حكومتنا تستمتع بعذاباتنا وتقودنا الى محرقة بؤس الحياة الناتجة عن الغلاء وترفع الدعم عن المحروقات مما يجعل المواطن يتحمل نفقات الدولة التي تضج بالدستوريين الذين هم عبئاً على الاقتصاد بميزانياتهم الضخمة ونثرياتهم التي يسيل لها اللعاب , كم تصرف الدولة على هؤلاء وغيرهم من الهتيفة مدمني التصفيق والتكبير والتهليل الزائف من السدنة كم تصرف الدولة على قطاعات الحزب الحاكم واماناته الطلابية والشبابية وبرامجهم المجوجة التي لم تسهم في الواقع بشئ كم تبلغ قيمة ماتم نهبه من المال العام, كل هذا اضافة الى الاموال المحولة الى ماليزيا ليس كفيلاً بسد فجوة الايرادات التي تعاني منها الموازنة , فمعالجة الفجوة لايأتي بطريق لي عنق الحقيقة وممارسة الضغط على المواطن واخضاعة لسياسة الامر والواقع وانما يأتي بالتفكير الجاد والعميق وايجاد البدائل بدلاً عن القفز فوق الحلول المنطقية وجعل المواطن يدفع الثمن فعلى الحكومة ان تخشى غضبة الحليم بترك هذا الامر خاصة ان حلول سد الفجوة كثيرة الا ان الحكومة تغض عنها الطرف منها ماذكرناه بهذه الزاوية والذي يتمثل في ترشيد الانفاق الحكومي على الدستوريين والهتيفة وتلك القطاعات وان يدعم المؤتمر الوطني الموازنة بما يكتنز من ذهب وفضة سوى كان بالداخل او بماليزيا ومن ثم البحث عن حلول حقيقية تفضي الى حلول سلمية للصراعات الداخلية بدارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق للحد من النفقات والصرف المتزايد على الحرب فكثيرة هي الحلول التي تخرجنا من نفق المعاناة المعيشية الا ان الحكومة كعادتها تختار اقرب الطرق للخروج من زنقاتها عبر الحيطة القصيرة والتي بالطبع هي المواطن ولاتهمها النتائج طالما ان هامات الناس ظلت محنية .. آآآآآآآه ..!