الحزب الإتحادي الديمقراطي بٌعد المسافة بين القيادة والقاعدة عثمان بشير العبيد [email protected] يمر الحزب الإتحادي الديمقراطي بمنعطفٍ خطير لم يمر به من قبل طوال تاريخه التليد،فمنذ ان نال السودان استقلاله والذي كان للحزب فيه دوراً بارزاً لاينكره إلا مكابر وقد قام بهذا الدور جيل اتسم بالشجاعة والصلابة والثبات علي المبادئ لأجل ان يصبح السودان حراً موحداً وقد كان لهذا الجيل ما اراد. ومنذ إنقلاب عبود الذي اطاح بأول حكومة وطنية منتخبة و التي ترأسها الزعيم الأزهري والمفاصلة الشهيرة بين الزعيم الأزهري والسيد علي الميرغني التي جعلت السيد علي يؤسس حزب الشعب الديمقراطي ومن ثم تمت الوحدة مرة اخري بين حزبي الوطني الإتحادي بزعامة الأزهري والشعب الديمقراطي بزعامة السيد علي الميرغني والتي قال خلالها اسماعيل الازهري "اليوم حزبان قٌبرا ، الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي" معلناً ميلاد حزب جديد تحت اسم الحزب الإتحادي الديمقراطي في نوفمبر عام1967م. وبعد ان تولي محمد عثمان الميرغني قيادة الحزب في عام 1985 اصبح الحزب يتقهقرإلي الوراء وانعدمت الديمقراطية داخل مؤسساته وانحصر الامر كله في شخص الميرغني الذي اصبح الآمر الناهي ويتعامل مع الجماهير بنظام الإشارة . وبسبب إنعدام الديمقراطية وحترام الرأي والرأي الآخر انفرط العقد الذي كان يجمع قيادات الحزب فمنهم من ذهب إلي المؤتمر الوطني غاضباً ومن ذهب إلي خارج السودان معارضاً ومنهم لزم داره صامتاً وآخرين اسسوا احزاب اخري تحمل اسم الحزب الإتحادي الديمقراطي مثل {المسجل،الموحد،الوطني الإتحادي،الهيئة العامة و الحركة الإتحادية}. يقولون إن فاقد الشيئ لايعطيه فكيف لهذا الميرغني رئيس هذا الحزب ان يأتي بنظامٍ ديمقراطيٍ وهو لايمارس الديمقراطية داخل الحزب الذي يرأسه؟ وخير مثال لذلك مشاركة الحزب في هذه الحكومة الفاشلة الفاسدة رغم رفض معظم جماهير وقيادات وطلاب الحزب الذين هتفوا لإجتماع هيئة القيادة داخل جنينة السيد علي رافضين للمشاركة، ورغم هتاف طلاب الحزب الإتحادي الديمقراطي في كل الجامعات السودانية منذا ان استولي هذا النظام علي الحكم قائلين وبصوتٍ عال "نحن الجينا بشورة اهلنا.....لما حكمنا الناس راضين.... لا اضارينا ورا دبابة ولا تاجرنا باسم الدين" وقولهم ايضاً "إتحاديون ديمقراطيون نعم.....نجوع ونأكل ايادينا ولكننا لاناكل قضايانا الوطنية". وهم الذين تشهد لهم المنابر السياسية بالنزاهة والأمانة وعلو الهمة ،فماذا يقول هؤلاء الطلاب بعد ان ضربتَ بكل هذه المبادئ الإتحادية الراسخة والقيم الديمقراطية النبيلة عرض الحائط ووضعتَ يدك فوق يد قاتلي وجلادي الشعب السوداني وسارقي قوته وفوق كل هذا وذاك انك تركتَ دستور الحزب الذي يمنع مشاركة اي نظامٍ ديكتاتوري مهما علا شأنه بل السعي للإطاحة به باي وسيلة قانونية كانت. وتناسيت كل هذا ايها الميرغني وخاطبت اعضاء هيئة القيادة قائلاٌ لهم من اراد ان يستغيل فليستغيل لان قرار المشاركة لارجعة فيه ولأنك تعلم علم اليقين أنّ قرار المشاركة هذا هو اسوأ قرار في تأريخ الحزب الإتحادي الديمقراطي الناصع ولتبرر مشاركتك تلك قلتَ بأنّ الضرورة الوطنية تحتم عليكم ذلك ولكن هل الضرورة الوطنية هي قتل المواطنين الأبرياء العزل بالسلاح في دارفور وجنوب كردفان وشرق السودان وارض المناصير ام انها في الغلاء الفاحش والثراء الحرام ام انها في قطع الكهرباء والماء ام انها في خصخصة العلاج والتعليم.؟ والأدهي والأمر ان بعض الحيران الذين يجلسون حولك وكأنّ علي رؤؤسهم الطير ويقبلون يدك في الصباح والمساء ولايعصون ماتأمرهم به ويدينون لك بالطاعة العمياء الذين عينتهم بقرارٍ منك مستشارين ومساعدين ووزراء يعلمون تماماً انهم لاقرار لهم ولا إٍرادة في المناصب التي عٌينوا فيها بل انهم "تمومة جرتق" كما يقول المثل او "كومبارس" كما قال الأستاذ عثمان عمر الشريف عندما عٌين من قبل عضواً بالمجلس الوطني عقب اتفاق القاهرة الذي مزق ورقته النظام ورماها في البحر، والأغرب ان يعود عثمان عمر نفسه لاداء ذات الدور "الكومبارس" مرة اخري وزيراً للتجارة ومع النظام ذاته ولا ادرِ هل انه ادمن تمثيل هذا الدور ام انه لايستطيع ان يقول للميرغني "لا".؟ الآ رحم الله المناضل الشريف حسين الهندي الذي رفض ان يصالح نظام مايو بعد ان صالحه رفاقه في الجبهة الوطنية وقال قولته المشهورة "إن فاتنا شرف التغيير يكفينا شرف الموقف" التي صارت وستبقي خالدةً و مثلاً يحتذي به في تأريخ الحزب والثبات علي الحق ، وقال ايضاً : خرطوم.... يا مهد الجمال ودرة الاوطان عندي أنا كم أخاف عليك من شوقي وتحناني ووجدي لما اذاعو عفوهم.... وتخيروا (المنفين) بعدي هرعوا إليك ضعافهم وبقيت مثل السيف وحدي والآ رحم الله ابا الوطنية الزعيم الراحل المقيم اسماعيل الأزهري الذي قال : "كل من يؤمن بالديمقراطية وإزالة حكم الفرد نحن معه، إننا اصحاب مبادئ ولسنا طلاب سٌلطة". إن للحزب الإتحادي الديمقراطي تأريخ ابيض ناصع ومستقبل مشرق في كل ارجاء السودان ولكن إنعدام الديمقراطية والمؤسسية قاده إلي الوراء ولكن تلوح في الأفق الآن بوادر وحدة إتحادية فنسأل الله لها النجاح حتي تعود للحزب عافيته ويصبح صمام امان السودان . والله من وراء القصد