[email protected] ما هو الرابط بين وزارة الخارجية.. والصافي جعفر؟؟؟. قناة (الفضاء الكرتوني SpaceToon) تقدّم برنامجاً (الرابط العجيب) لتعليم الأطفال اسلوب الربط بين موجودات العالم.. سنقتفى أثر البرنامج لنجد رابطاً بين وزارة الخارجية والشيخ الصافي جعفر. المهندس الصافي جعفر صاحب الكتاب الشهير (ربانيون بين الزنزانة والقصر).. تولى رئاسة مجلس إدارة مشروع سندس الزراعي.. ودفع المغتربون السودانيون مالاً وفيراً للرجل.. فهم يرونه عبر التلفاز.. يتحدّثُ بحبٍ وفيرٍ عن خاتم الأنبياء ورسول الرحمة.. حتى تسيل دموعه.. ودموعهم. ومرت السنوات.. ومازال (سندس) مشروعاً.. لم يرَ النور.. ولم يرهُ النور.. ويأتي المغتربون في إجازاتهم.. ويشترون الجلابيب البيضاء (زبده).. ويحلمون بيومٍ يلبسون فيه الجلباب وسط الأهل والأصهار.. في مزرعتهم العامرة بسندس.. والجزار يذبح الخروف.. ورائحة الشواء!!؟؟. ويذهبون.. فلا يجدون سوى الخلاء الممتد على مدِّ البصر فيتسآءلون في براءة :(أين سندس؟؟؟).. كان حرياً بهم أن يسألوا :(اين الربانيون؟؟.) مضى الحال على ذات المنوال.. سنواتٍ وسنواتٍ.. حتى نسى حملة الاسهم أنّ لهم اسهماً في سندس.. ولكن ما أن يقبع المشروع الخيالي في قاع ذاكرتهم حتى يُصرِّح المهندس الصافي (الحمد لله.. استوردنا طلمبات الري.. وسنفتتح المشروع.. ونبدأ الزراعة بعد شهر واحد). وهكذا كلما نسى أصحاب سندس أنّ لهم حقاً في تلك الارض.. ذكرهم الشيخ الصافي جعفر بها.. عبر تصريح لا يُقدّم شيئاً في واقع الحال.. وكأنّما غنت لهم أم كلثوم (أيها السَاهِرُ تَغْفُو/ تَذْكُرُ العَهْدَ وتَصْحُو/ وإذا ما إلتَأمَ جُرْحٌ/ جَدَّ بالتِّذْكَارِ جُرْحٌ/ فتَعَلَّم كَيفَ تَنْسَى/ وتَعَلَّم كَيفَ تَمْحُو). على ذات المنوال تمضي وزارة الخارجية.. كلما نسى الناس قصة المحكمة الجنائية وانشغلوا بإمور حياتهم.. اشتبكت وزارة الخارجية مع أحد الدول أو المنظمات.. وكانت المحكمة الجنائية حاضرة في وسط ذلك الإشتباك. ولو انّ هنالك فائدة يمكن أن يرجوها السودان من ذلك التكرار المتعمد لقضية المحكمة الجنائية في المحافل الدولية وعلى أثير الفضائيات.. لقلنا (خير.. اشتبكوا كما يحل لكم.. وأرونا خير الإشتباك). لكنّ الوارد الاساس من كل تلك المناوشات الخارجية.. هو أنّ وسائل الإعلام تضطر لتذكير مشاهديها (الجدير بالذكر ان....) وتقص في آخر الخبر قصة المحكمة الجنائية من بدايتها. آخر الإشتباكات كانت مع دولة ملاوي.. التي قالت خارجيتها أنّ ملاوي لا تستطيع أن تستضيف الرئيس السوداني.. وعددت أسباب منطقية.. أولها أنّها دولة تعتمد على المعونات الغربية.. ولا تستطيع أن تُضحي بالمعونات مقابل استقبال البشير. الخارجية السودانية تعتقد أنّه ليس من حق ملاوي ولا اي (ملاوي) في افريقيا أن ترفض استقبال الرئيس السوداني طالما أنّ قرار الإتحاد الأفريقي يلزم أيِّ دولة تستضيف القمة بأن لا تُبدي راياً في ضيوف القمة. وبغض الطرف عن الحقّ القانوني.. يستمر الجدل.. بين الإتحاد الافريقي ودولة ملاوي.. وبين الخارجية السودانية والخارجية الملاوية.. وأجهزة الإعلام تتنقل بين الأطراف الثلاثة.. وتعيد لمتابعيها قصة (والجدير بالذكر أنّ...). هذا هو الرابط بين الخارجية والصافي جعفر.