– كندا [email protected] تداولت صحف الخرطوم الصادرة في العاشر من يونيو 2012 اخبار تفيد باحتجاجات واسعة من قبل بعض اعضاء المجلس الوطني في الخرطوم ، و تذهب تلك الإحتجاجات الى مناهضة قرار وزير المالية الذاهب الى سحب الدعم من المحروقات ، و شدد النواب المعترضون على سحب الدعم بان هذه خطوة سوف تستفيد منها المعارضة و تعجل باسقاط الحكومة عبر مظاهرات و مسيرات عامة تنتظم الشارع السوداني ، و لم ينسى السادة النواب تقديم مقترحات و بدائل منها تخفيض مخصصات الدستوريين و تحصيل الأموال المجنبة من قبل بعض الهيئات و الوزارات الحكومية..و وفوق كل ذلك المطالبة بتجميد كل مشاريع التنمية في السودان حتى يتم انقاذ الميزانية العامة..!!! دعم المحروقات الذي يتبجح به السادة النواب ، هو في جوهره عملية فساد كبيرة و رشوة تلجأ اليها الحكومة الضعيفة الفاسدة لإسترضاء حلفائها و بطانتها السيئة..و هو نهج درجت عليه كثير من الحكومات الأفريقية بما فيها السودان ، و ان كان السادة النواب يريدون أن يقنعوننا بان دعم المحروقات يذهب من اجل مشروعات انتاجية لكنا صدقناهم و دعمناهم في مساعهم..و لكن دعم المحروقات في السودان تستفيد منه شريحة صغير للغاية من جملة سكان السودان ، و هي الشريحة التي تقطن المدن ، و اهمها بالطبع العاصمة الخرطوم ، اما المواطن المنتج في اقاصي السودان لا يتأثر بهذا الدعم سواءا ثبت أو طفش ، و بالتأكيد اكثر المتأثرين من سحب الدعم هم السادة نواب البرلمان..! و الأنكى أن من ضمن البدائل التي طرحها السادو النواب المناهضين لقرار وزير المالية و الإقتصاد الوطني حول رفع الدعم عن المحروقات ، بديل يذهب الى المناداة بتجميد كل مشاريع التنمية الموجودة في البلد حتى يتيسر للسادة النواب التمتع بمزية دعم المحروقات..و هنا يبدو النفاق و الأنانية في مسلك هؤلاء النواب الذين شعروا بالضائقة الإقتصادية التي تلم بالبلاد و عبادها المساكين..! اقتصاد السودان لم يهتز بسبب توقف انتاج البترول (و ان كان هو عامل مؤثر للغاية) و لكنه اهتز نتيجة لغياب الإستقرار السياسي في البلد..و كما هو معلوم أي تقدم اقتصادي أو ازدهار يحتاج الى استقرار سياسي.. لأن الإستقرار السياسي يفتح الباب للإستثمار الأجنبي و ضخ العملات الصعبة التي تجعل الميزانية العامة في حالة توازن و استقرار..و هذه البديهة يبدو انها غابت تماما عن حسابات السادة النواب..لأن قرار الحرب المستمرة في السودان هو قرار سياسي..و المجلس الوطني جهاز سياسي و صفق كثيرا للحرب و استمرارها..و الحرب استنزفت كل مدخرات البلد دون عائد يذكر.. فكان الأولى بالسادة النواب ان يقفوا بصلابة في اتجاه وقف الحرب و العمل على احداث السلام في البلد و باي صورة كانت..و لكنهم لأنهم لا يتأثرون بالحرب فهم يعملون بالمثل البلدي (جلدا ما جلدك جر فيهو الشوك)..و حينما طالهم اثر الشوك (اثر الحرب) صحت نفوسهم من نومها العميق و اخذت تروج بأن رفع الدعم عن المحروقات سيرمي بالحكومة الى مذبلة التأريخ..! الأوضاع تحتاج ارادة قوية و تحتاج نكران للذات و تذكر مصالح الشعوب المغلوبة على امرها..و السادة الذين يجادلون الآن في رفع الدعم أو عدم رفعه ، عليهم ان يدركوا جيدا أن هذه المسكنات قصيرة الأجل..و لن تستمر لمدة شهرين ناهيك عن بقاء حكومة تحلم بعمر مديد..!