طقوس البكاء .. أوزيروس وتموز .. الثالوث القاتل على موائد الل موسى محمد الخوجلي [email protected] هيا يا شعب السودان لتمارسوا طقوس أجدادكم الأولين على ميتكم ( الوطن ) إلبسوا الثياب الجميلة المُزركشة وضعوا الحُلي وأخرجوا في كرنفالات الفرح فالمصائب ما فتأت تتكالب عليكم صباح مساء ... ها أنتم تجترون تراث أجدادكم السابقين في إحتفاءهم بموتاهم ونعلم أن فقدكم عظيم ولكن الفرح على حجم المصيبة .. كآلهة الخصيب لن تأتيكم على مُزن متحركة بل آتية بكلكلها ورعدها وبرقها ... والله يا أهل السودان إن كان الحياء قد لفح الوجوه فما في الجلوس عللى الآرائك في الحارات حل لمعضلتكم .. أخرجوا يرحمكم الله إلى الشارع :: الزوجة والأبناء ينظرون لكم وأنظروا إلى وجوهكم فقد توردت من الحياء فلا تكتموا هذه الرغبة فلا خير في القوم لكم والله بل خيرهم لخاصتهم وناسهم .. أعظم مواساة لأهل السودان أن يقوموا بتلك الطقوس الفرعونية ولكن على أنفسهم وان يعلنوا الحداد على من لم يمت بالقهر والجوع والحروب .. وهل يوجد أخطر وأسوأ من هذا الثالوث الأسود لماذا اعتدتم المصيبة ؟؟ لما ذهبت المهابة من الوجوه ؟؟ ولما الذُل والهوان وفي النفس بعض أنفاس من الغضب والكرامة ؟؟ لقد أصبحنا يا قوم كما حال المجتمعات الجاهلية في غُرٍ له ناقة عن العالم نتشكل ونكبر كجماعة محلية !! نتناسل كما البهائم !!! نتحمل ضنك العيش وقسوته !!! نحتمل المرض والجهل !! تُحاصرنا بيئة قذرة !!! يحكمنا الأكارع والوصوليين !! نقتات ما نسد به الرمق !!! العالم يعيش المعرفة ويصنعها ... ونحن نقرأ ونستكين !! الدولة تموت ولا ولي للعزاء !! نعيش مع عُزلة دولتنا ونتعايش مع ذلك !! تزيد المحروقات ... تُحرق المحروقات .... تُغلق الجامعات !! تُصادر الحُريات !!! ودواخلنا تقشعر وتسكت !!! أدمنا الفرح الكاذب !! أثبتت الأيام الفائتة سلبيتنا في التعاطي وكأننا جامدون لا ماء ولا غلة !! أصبحت همتنا في قعر الركية ثاوية !! ناقضنا الفطرة السليمة بالتصدي للأخطار المُحيقة بذوينا وأبناءنا !! الذين رأوا أنفسهم فوق الناس جميعاً ضربوا باليمين !! الذين أبقوا من هجليج يُحرضوننا على الثأر لهم !! الذين إستغلوا ظروف المأساة وحولوها لبحرهم النازف دماً !!! القوم يا سادة لا يشبعون ولا يروون من أكل السُحت والفئ الحرام يشربون شُرب الهيم ويأكلون كما الوحوش بعضها لا يقنع بالشبع إلا عند الموت !! نسل الإنقاذ غير سليم ولم يقم على حق .. نسل تائه منذ زمن ليس بالقليل .. وجد داراً تحتضنه بعد مُعاناة .. لن يُفرط في الحكم .. إذاً هذه فرصتنا فالنخرج عليه كي نفضحه فموائد اللؤم عندهم مُجربة والقسوة عندهم منهج وشريعة .. أيها الشعب الكريم إن لم تُسألوا عن حيواناتكم وأموالكم فأنتم مسؤولون أمام الله عن مستقبل أبناءكم فلذات أكبادكم ... فقد رأيتهم ( ضاوين ) يغلبون الفراغ بالشهوة .. يسكتون عن تعاطي السياسة لما فتح لهم الحاكم المقاهي والشقق المفروشة فتاهوا وتاهوا !! لا بل ضاعوا وأضاعوا مستقبل البلاد المرجو منهم .. إنها المأساة تنزف قيحاً وصديداً .. لا أقول دماً .. لأن الدم أزكي مما ينزفونه اليوم فهم نسل شرع له البرلمان الواقي الذكري وما إلى ذلك من أدوات الإفساد في الأرض .. نسأل الله أن ينتقم من المُتسبب عاجلاً غير آجل .. آمين يا شعب بلادي تستطيعون مُطاولة القوم في التصدي والصبر والثبات .. فلماذا الركون إلى الظلل الباردة والأضرحة الجامدة .. اللهم قد بلغت فاشهد ..