حكومة رفيعة هانم !! موسى محمد الخوجلي [email protected] لا يفتأ السيد الإمام يسخر من أهل الإنقاذ مُستدلاً بالأمثال والحٍكم .. تارة من الذاكرة السودانية حينما يستدعي الأمر السخرية الجادة وتارات بالسخرية من أجل السخرية حينما يستدل بتشبيهات وأمثال فيها رسائل ومضامين لا يستطيع إلا السيد الإمام عجنها وإسقاطها على الحالة المُراد تشبيهها مع تحفظي على لهجته التصالحية التي حافظ عليها طوال زمن المناظرة ... وفي مناظرته تلك مع مصطفى عثمان اسماعيل سخر الإمام ممن وسموا الحكومة الجديدة بأنها ( رشيقة ) وأنها قد لبت المطلوب مقارنة بمقاطعة الأحزاب لها فيما عدا حزب الإتحادي الأصل .. ووصفها بأنها قد أدبرت عن رأي أهل السودان وآذنت بوداع قريب وقد أظلتها دواعي النهاية من غلاء المعيشة والبطالة وما ستؤول إليه الأوضاع في دارفور ومع دولة الجنوب ... ولكن نداء الإمام وأمثاله من النداءات لم تجد صدىً عند مناظره ولن تجد صدىً كذلك عند أهل الوطني وليت السيد الإمام زاد على ما قال بأنكم أيها القوم تعدون أنفاسكم وأن ثورات الربيع لم تتوقف وأن المضمار اليوم وغداً السباق حينها كان بالإمكان أن يدب بعض لهيب في حراك الشارع السوداني والشارع السوداني في عمومه في إنتظار الشرارة وتكوين حكومة هزيلة تم تكديسها بال ( عواجيز الوطني ) كفيل بأن تكون البداية على مرمى حجر وقد قالها الكثيرون أن الإنقاذ الآن في أيام مهل ومن وراءها أجل قريب يمشي حثيثاً على عجلٍ ... أهل السودان اليوم مجتمعون على أن نهاية كتاب الإنقاذ قد دنت وأن الغب والظلم الذي مارسته تجاههم قد بانت نهاياته والحساب في الدنيا نقمة وفي الآخرة تبعة موبقة وقد أعملوا مشاقصهم في خاصرة وطن مليونيَ المساحة والسكان وأخرجوا مشاقصهم وهي تنزف دماً وقد غرزوها بين أوداجه فانفصل جزء والخطر يتهدد أجزاء أخرى .. لم يكن في جواب السيد الإمام غِلظة تجاه الإنقاذيين وليته فعلها فالمغلوبين المقهورين الجائعين العاطلين النازحين في إنتظارها سيدي الإمام ولو قلت لهم حسبكم .. من أين أنتم ومن أنتم ؟؟ لكانت كافية فقد نكلوا بك سابقاً وطووا سنيناً من عمرنا ألحقناها بالذكريات وبعد كل ذلك تأتي لتسامحهم .. لن يغفر لهم أهل السودان الحزن والكآبة التي وضعوهم فيها بسنيهم المُمحلة وما تبعها من إبتلاءات تضيق عنها الصحائف ويأباها الكِرام فلم يكن رأيهم مصيباً في يوم من أيامهم التي حكموا فيها ولم يكن ضرعهم أخضرا وبقي أهل الأقاصي في دارفوار يعيشون على المعونة من الجفاة الطغام الكفار وحكومة المشروع الإسلامي ترضى ذلك بل هي من تسبب في معاناتهم وانتقضت أطرافاً من حكورهم وأملاكهم وانتهبت كتائبها المسلحة ما بقي من كرامتهم .. الكلام الغض الذي قاله الإمام في مناظرته مع مصطفى عثمان فيه الكثير الذي نعيبه ولا نقبله ونتوق لإمام ثائر يقلب أركان حكومة ( رفيعة هانم ) وينهل من بعدها شعب السودان حرية كاملة غير منقوصة ويدفن بحجارة العزيمة هذا الداء الذي أُبتلاهم الله به .. سيدي الإمام ما لا ينفعه اليقين يضره الشك .. ومن لا ينفعه حاضره فغائبه عنه أعجز وقد سلخ القوم جلدنا وغطوا جلودهم بالرياش والحرير وفسادهم نقطة التغيير والبينة التي ستقصم ظهر البعير .. أبو أروى - الرياض