.. [email protected] محمود عبد العزيز.. ومحمد برقاوي لا أعلم بالضبط سر الحقيقة التي يرجع لها اطلاق لقب ( الحوت ) على فناننا الشاب المتفرد ..محمود عبد العزيز.. شفاه الله وأسبغ عليه ثوب العافية والعنفوان . لكنني ..وبعد التشاور مع بنات أفكاري ولعلهن أيضا من المعجبات بفن الفتى كسائر بنات السودان أو اغلبهن وشبانه أيضا..اقتنعت بأوجه شبه كثيرا تزّكي استحقاق فناننا للتشبيه . فالحوت بغض النظر عن حجمه فهو ، يستطيع ان يفرض نفسه في اليم ويسبح ويتقافز و ينفث هواء رئتيه عاليا فتتطاير حيالها كل الأسماك الصغيرة. والحوت معطاء للانسان ، فيستخرج منه نوعا نادرا من العطور ..والحيتان أحيانا تتخبط نحو رمال الهلاك لسبين ، اما أنها تضل طريقها اليها ، أو انها تقصد الانتحار احيانا .! وفنانا الشاب .. ظل في سباحته الفنية في بحور الفن متقدما بفراسخ عن أقرانه متسيدا على نبضات الوجدان السوداني ، لاسيما في أوساط الشباب ، بل استطاع في طول مسيرته المتألقة أن يجعل له من الزخم الجماهيرى بالقدر الذي بذ به الكبار الذين غنوا على مدى ضعف عمره . ومحمود أمد الله في شبابه وايامه ، كثيرا ما كان يضل طريقه في دروب التيه ، وأحيانا يمضي فيها متعمدا وكأنه يقصد الانتحار ! ومع كل ذلك كان ابداعه في كل يوم يشكل مدرسة رسمت لونا مختلفا في خارطة الغناء السوداني. قوة في الصوت وعمقا في الاداء و دقة متناهية في التوقيت الايقاعي والموسيقي .. وذاكرة حديدية ماشاء الله استوعبت المئات من عيون الغناء السوداني الى جانب انتاجه الخاص الثر شكلا ومضمونا ، اذ لم نسمع أنه ردد غناءا هابطا ! وهي مميزات ذهنية اضافت بعدا لموهبته ، ربما أحتار حيالها حتى الأطباء الذين ظلوا يعملون جاهدين لأخراج محمود من بئر الأدواء التي رمى فيها بنفسه ! ويا لغرابة الابداع ، الذي يخرج دررا من روح فنان ، يعيش في حطام انسان ، و كل هذا الكم من الجمال ! مثلما يتولد عن الفحم المحترق قرونا أو كان مدفونا في أغوار المناجم ، ماسا غالي الثمن ، مصقولا و قويا لا ينكسر بسهولة ، ولكنه بكل اسف قابل للسرقة والضياع ! رد الله عليك صحتك ايها الفتى العنيد ، فلكم عاتبتك مناصحا ، بالا تسقط من بين أكف الملايين التي رفعتك عاليا ، رغم كل شيء ، وغمرتك بمحبة ، لازالت ترتفع معها تلك الأكف صباحا ومساء ومع كل آذان وصلاة ، لتعود من جديد لأمك التي أحبتك كثيرا وانتظرت عودتك طويلا ، وثانيا لتعود اليك ذاتك من غربتها التي طالت في دواخلك ، ومن ثم ترجع لفنك وجماهيرك ثالثا ورابعا ! فلا تذهب الى الرمال مبكرا أيها الحوت ، فكل العيون لازالت تفتح لك أذرع موجاتها لتسبح طويلا في بحور حبها ، يا هداك الله وشفاك .. مع محبتي المتجددة لك دوما .