ما بال هذا ( الحوت ) يرغب في أن يعلم كيف نحبه .. ما باله يرقد محبوسا في فراشه .. أما علم هذا الحوت أنه لا يتنفس إلا تحت الماء بين جماهيره ومحبيه أما علم هذا الحوت الذي إبتلعت أغانيه المشاعر والأحاسيس وسكنت كل الحروف التي غناها حنايا الوجدان أن احباب ( جمحود ) عبد العزيز يشتاقون للقياه وتحيته .. أداني تحية .. دموعي سالت والمنام أبى ليا .. هيا انهض يا حوت فشوكة حبك لا بتتبلع ولا بتفوت .. فلا تختبر قلوبنا بالله عليك !! محمود عبد العزيز شخصية مختلفة تماما .. يمتلك كاريزما غريبة تجعل كل القلوب تحبه .. علم الحوت أن لا جزاء للإحسان غير الإحسان .. وأنك حينما تحب من القلب فإن المحبة سوف تكون هي ما سوف يبادلك به الناس .. وان البساطة والتواضع هي تيجان تزيد من قدر الناس وترفع من مقامهم .. فأحب محمود عبد العزيز جمهوره فبادله الجمهور الحب بالحب .. وتواضع جمحود لجمهوره رغم الشهرة الكبيرة والنجومية الطاغية فزاد إحترامه عند الناس وتزين رأسه بتيجان التواضع والبساطة .. في وقت نشاهد فيه أنصاف المواهب تسير في الشوارع والدروع البشرية ( بودي غارد ) تحيط بهم .. ظنوا أنهم سوف يخرقون الأرض ويبلغون الجبال طولا ..!!
قدم محمود إلى الساحة الفنية فأشعلها و( شعللها ) بأسلوب غنائي جديد ظن الكثيرون انه سوف يفشل .. فالأذن السودانية تعودت على الصوت (الحنون الرهيف) .. فجاء هذا الحوت ليخبرنا عن وتر جديد للطرب اسمه الهارموني صوت متهدج دافئ يدخل إلى القلب مباشرة لا يصده شئ .. !!
كنا في المرحلة الثانوية العليا في تلك الفترة التي استقر المقام بمحمود عبد العزيز بمدينة ودمدني .. ومحمود للذين لا يعلمون له عشق خاص وحب مختلف لأهل مدني الذين احتضنوه في إحدى الفترات العصيبة من حياته .. سكن ( حوتة ) ود مدني وسكن قلوب أهلها فأصبح الأول دون منازع هناك .. لم نكن أبدا نفوت حفلا لمحمود في مسرح أو نادي الجزيرة .. فمحمود هناك يغني بشكل مختلف تماما .. مثل الباشكاتب محمد الأمين إبن مدني البار الذي دائما ما يبدأ حفلاته هناك بأغنية ( جيناكم يا حبايبنا بعد غربة شوق ) .. لذلك فقد إرتبطت اغاني محمود عبد العزيز بكل ما هو جميل لدى شباب تلك المدينة التي تعرف جيدا كيف تميز بين الفنان الموهوب .. و ( الموهوم ) ..!!
محمود عبد العزيز الذي منذ لحظة ذهابه مستشفيا وجلت القلوب خوفا من أن لا قدر الله يخطف هذا العام جميلا آخر من بين أيدينا .. ولكن وفي نفس الوقت كنا نعلم أن الحب الكبير الذي تحمله القلوب لهذا الشاب سوف يحميه من كل الشرور .. فدعوات المحبين سوف تنقذ محمود إن شاء الله وتعيده إلى بيته وإلى المسرح سليما معافى .. وبالفعل ولأول مرة شاهدنا حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم تنصب والأكف ترتفع بالدعاء لأجل أن يمن الله بالشفاء على محمود عبد العزيز .. اللهم لا ترد أياديهم خاوية خائبة ..اللهم نسألك الشفاء العاجل لمحمود .
داخل الإطار :
إني والله لأرثى لحال تلك الصحف التي تحاول أن ( تستثمر ) في آلام محمود ومرضه وحب جماهير محمود عبد العزيز فأخذت تنشر في الإشاعات وتكذب وتتحرى الكذب حتى تحقق معدلات توزيع عالية .. ألا تخافون الله يا هؤلاء .. ألا تعلمون أن لا شخص معصوم من المرض .. وأن الموت سوف يأتي الجميع وإن كنتم في بروج مشيدة .. والله العظيم حرام هذا الذي تفعله بعض الصحف وهي تنال الأموال والثراء من آلام الناس .. صدقوني قريبا سوف تسمعون كيف أن المنتقم الجبار قد إنتقم وضاعف في الإنتقام