[email protected] الحديث عن أن جماعة المؤتمر الوطني دفعوا بالناس للمساجد بينما ذهبوا هم للسوق حديث قديم قال به عامة السودانيين في سنوات إنقلاب الإنقاذ الاولى؛ لكن الجديد هنا هو أن يقول الكلام نفسه ويزيد عليه أحد كبار الإسلاميين هو على عبدالله يعقوب حيث ذكر في صالون الراحل سيد أحمد خليفة "إن الإسلاميين (غفّلوا) المواطن السوداني ودفعوا به إلى المساجد بينما احتكروا هم الأسواق" ويكاد من يستمع إلى هذا الكلام من فم الشيخ أن يقول له : قديمة ! كما يقول السودانيون عادة لدى سماع النكات القديمة. لكن اخطر ما قال به على عبدالله يعقوب في تلك الجلسة هو إقراره بأن الحركة الإسلامية قد ارتكبت أخطاء في حق الشعب السوداني وإشارته إلى أن عضوية الحركة الإسلامية كانت ("مفلّسة"، ما عندها مليم واحد لكنها تعلمت المرابحة والمتاجرة حتى أصبح ل 50% منها حسابات مصرفية ببنك فيصل الإسلامي)! الغريب في هذا الحديث هو من أين للشخص المعدم برأسمال يتنامى وهو راسمال غير موجود؟ كيف ينمو الفلس والعدم خلال عقد واحد أو عقدين حتى يصبح بالمليارات؟ هل يريد على عبدالله يعقوب أن يقول لنا إن رأس المال يمكن أن ينمو ويتراكم من لا شيء ؟ أم تراه بحديثه هذا يؤكد لنا ما نعلمه جميعاً من أن بدايات أموال الإسلاميين الهائلة على أيامنا هذه كانت فاسدة إذ معلوم أمر التمكين فقد جاء من السلطة ومعلوم أمرالسلطة فقد جاءت من الدبابة لا من خيارالشعب ومعلوم أمر الشعب فهو "ممكون" بالمصائب التي اتى بها هؤلاء المتمكنون..