الجراحات... التى ادمت الابتسامات بقلم/ منتصر نابلسى [email protected] لسنوات شحاح..عجاف خلت نسى الانسان السودانى معنى الابتسامة.... او ضلت الافراح طريقها الى قلبه ... فكثرة الممارسات الكريهة والتى فاحت روائحهاالمنتنة التى ازكمت الانوف ....فى كل شبر من ارضنا الحبيبة الممزقة ابتداءا بالتهميش لشخصية البنى ادم السودانى... وانتهاءا بالتهاون والغش والخداع ....والمحسوبية التى خلقت اجيالا من الشباب العاطل والمنسى على رفوف الانقاذ الذى كان اسمافضفاضا ككل المسميات الانقاذية الفضفاضة التى اطلقوها ليأكلوا حقوق البنى سودان ظلما وعدوانا ....ولن تنسى ذاكرة الايام كيف امتشقت الانقاذ حسام الظلم باسم الدين... حبنما نصبت نفسها على خلق الله قاضى وجلاد.... باسم الصالح العام فجدت اسر كثيرة نفسها بدون رحمة فى الشارع تتسول وتسأل الناس ... تقطعت بهم الاسباب والسبل وهدرت كرامتهم وتفتت امانيهم وضاعت شذر مذر فمنهم من قضى نحبه ومنهم من لم ينتظر اى كلهم راحو وفى الرجلين.... اذكره تماما كانه قبل ايام قلائل عبد القادرالتوم... تجاوز الخامسة والاربعين من عمره كان يقطن قريب منا لم تكن له ميول سياسية يسارية كانت او حتى يمينية ...لا يفهم من السياسة الا ما يتعلق باكل العيش ....بينما كان جل همه اسرته وعمله ... لسيرته الطيبة رشح لادارة المؤسسة التى اعطاها شبابه الغض وايامه الفتية كان استبشاره كبيرا بهذه الثقة التى تجعل من الانسان اكثر عطاءا ...واشد حرصا ....على عمله فان الاحساس بالامان والطمانينة من اكبر المحفزات لتطور الخدمة.... وزيادة الانتاج .... وهذه اول مادمرته الانقاذ فى الانسان السودانى ففقد الاحساس بالاطمئنان واخضاع البشر لمشيئتهم اولا واخيرافانت بذاك تنال الرضى وتفتح لك قنوات الثراء ذراعيها ... وبالتالى تدهورت القمة الى قاع التفكك وعدم الانضباط ... استبشر عبد القادر بهذه الترقية التى تطلع لها لعقود الطوال متحملا كل الاعباء الادارية والعملية من اجل بلوغ هذه القمة الا ان فرحة عبد القادر الزول المسكين لم تتم فقد تسلط عليه سدنة النظام فاذا بخطاب شديد اللهجة قاسى النبرة ...عديم الانسانية... ترى من خلاله القذارة ....والمحسوبية.. يقول الخطاب وبكل صلف... وبكل بساطة... لقد تم احالتك يا ايها العبد القادرالمواطن الذى لا ينتمى لهم عائل الاسرة الكبيرة الى الصالح العام ... نعم الصالح العام يعنى انت من المغضوب عليهم فى البلاك لست لسبب اوبلا سبب ...فان لم تكن معهم فانت ضدهم.... نعم هذا الصالح العام وما ادراك ما الصالح العام هو سلخ المواطن المسكين من بنى انسانيته ورمى بنى زول كما يشاء لهم فى مزابل الاحتياج باسم الثورة..... فيحق لهم ان يسحقوا الاسر باسم الانقاذ باعوا شركات حكومية مثل الخطوط البحرية السودانية ليجد الاف العاملين فيها انفسهم فى الشارع ...يهدوا البيوت ويدمروا مادام الامر يصب فى نطاق مصالحهم هل نحن اليوم نحتج ...ونثور لظلمهم فقط؟ ...لا ... لمحسوبيتهم المدمرة فقط؟..لا ... لاكلهم اموال الناس بالباطل فقط ؟... لا... لتصرفهم فى وطننا وطن كل سودانى كانه اقطاع خاص بهم فقط...لا ...اشتعلت الثورة من اجل هذا وتلك وهذه وما خفى كان اعظم..... لقد حاولوا ان يخضعوا ملايين الناس للصالح العام .. حتى يتم لهم اخضاع المجتمع باسره.. لقد نفتوا سمومهم ارهابا وتخويفا حتى يتمكنوا من رقاب الناس ... كم من عبد القادر دكوا باسم التوجهات الكاذبة مستقبل حياتهم وحباة اسرهم فكم من عبدالقادر اصبحت اسرهم فى ضباع وتشرد مستمر.....وعوز وفقر هل ياترى هناك مساحة ابتسامة وقد غارت الجراحات فى وجدان الانسان السودانى عميقا ...جدا ... جدا....