عمود " كبرياء الجرح" غياب الدولة معادل الاستبداد الفساد و الاضطهاد حاتم محمد محمد صالح [email protected] "هذا حال وطن اجتمعت له عبقرية الزمان و المكان- و ما أقعده إلا ضمور عبقرية الإنسان فلو توفرت للسودان عبقرية الحكم لزكا ،زرعه و نما، ضرعه و در، جلابه، تلك جنايات نحن صانعوها منذ الاستقلال" "د. منصور خالد" نشر هذا المقال بالراكوبة 2010 إن كلفة الفساد باهظة و ضارة جدا و هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان أو يتناطح حولها قرنان- كلفة الفساد باهظة و قد يذهب ضحيتها وطن و شعب برمته و قد ينمحي من الوجود بلا عودة ، لان نتائج ومآلات الفساد تتوارثها الأجيال كابر عن كابر – كلفة الفساد باهظة و نحن أمامها الآن وجها لوجه، فلم يعد يفصلنا من هدم الركن الأول من أركان السودان إلا أسابيع معدودة و تبدآ بعدها رحلة انمحاء السودان المعروف ببلد المليون ميل مربع من الوجود كوطن عرفناه و لا يمكننا تصوره كما كان و كل ذلك بسبب غياب دولة القانون.....أليست فكرة الانفصال و تقرير المصير و العنصرية المنظمة التي بادرت بها ما يسمى بالقوى السياسية في السودان سواء أن كانت أحزابا أو طوائف أو جماعات أو صحافة ما يسمى بالطغمة الحاكمة و غياب مؤسسات حكم القانون و الدستور و موات المشاركة الشعبية و تراخى الدور السياسي الفاعل للجماهير و قطاعات الشعب السوداني و تردى الفكر السياسي و المعرفي و ذوبانه و تماهيه في حمى الهوس الديني و التدمير المنظم للعقل و الفكر و التعليم و الصحة و الأخلاق في السودان و الفساد الادارى و الاجتماعي و الثقافي و فراغ المحتوى الفكري و انحطاطه لأكثر من عشرين عام خلت حدث فيها ما حدث من تخلف، أقول بادرت كل هذه العناصر باللهاث و الركض وراء مصالحها الخاصة و الشخصية ، ابتداء من قوانين سبتمبر و التي كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير للوحدة الوطنية و السلام و التسامح حيث قبلها بقليل لم تزل اللحمة متماسكة إلا من الفشل في الإنصاف الاقتصادي للجنوب و غيره من أقاليم البلاد و لم يصبح الجرح بعد غائرا إلى حد الصراع والتمييز العرقي أو الجهاد الديني حتى وصل إلى العنصرية الصريحة في عهد تفشى فيه الفساد السياسي الباهظ الثمن و الناتج عن قيام افسد و أسوأ دولة إرهابية عنصرية طائفية دينية على المستويين الاقليمى و الدولي خلال ثمانينيات القرن الماضي و إلى يومنا هذا والتي من الغريب أن لم يمثل حكامها أمام محكمة الجنايات و جرائم الحرب حتى يومنا هذا بالرغم من فظاعة جرائمهم التي يتوارى أمامها موبوتو ،و تشارلز تيلر و شاوسيسكو و عيدي أمين و بوكاسا و غيرهم من دهاقنة الإجرام و الغباء و الركاكة السياسية على وجه الأرض، سوف يتوارون خجلا من عنصرية و إجرام الطغمة الحاكمة في السودان و بالرغم من اقتناع و إيمان المنظمات الدولية و الإقليمية بالجرائم و الفظائع التي ارتكبها و ترتكبها هذه العصابة حتى هذه اللحظة سواء في دارفور في أتون حرب عنصرية منظمة و اقول عنصرية لان ما يسمى برأس الدولة العبقري عمر البشير قال " الغرباوية دى لاقيه ليها واحد جعلى يركبها" و هذه المقولة ستظل وصمة العار و الفضيحة في وجه البشير البائس ، و لا اظنها انها اللفظة البذيئة الوحيدة التى قالها و أظنها طبيعته العنصرية و أصله و تربيته التي فيها ما يقال؟؟؟؟؟؟؟؟ هكذا تكلم رئيس السودان ، و لو حدث ذلك في بلاد يسود فيها حكم القانون و الدستور فان مثل هذه اللفظة كفيلة للإطاحة بمستقبله الاخلاقى و السياسي و الزج به في غياهب السجون عقابا و حماية له من إن يمزقه المواطنون الشرفاء الغاضبون شر ممزق و في قارعة الطريق كما فعل الشعب الليبيري بالطاغية صمويل دو....و بما أن السودان خالي و عاري و حافي من القوانين و المجرم لا يزال "at large" طليقا يرقص و يهز" هز يا وز" على"العشرة بلدي وعا الواحدة ونص" فلا مفر له من العدالة الإقليمية و الدولية و موقف هذه المنظمات هو الإيفاء بالتزاماتها تجاه إنصاف الشعوب من الطغاة و المجرمين. أقول قولي هذا و يدور في الخيال أن الأمية الفعلية في بلادي السودان قد بلغت 70% و أن الأمية المقنعة وصلت إلى مايقارب 20% و أن من يحكمون السودان استطاعوا تخريب و قصف و تجهيل عقول 5% من أبناء بلادي أو على اقل تقدير ألقت بهم في سراديب الوظائف الأمنية و الضلالية و الإرهابية ، هذا ناهيك عن الملايين الذين زجت بهم في أتون حروب عقائدية جهادية تحت خدعة الجهاد و الشهادة و بنات الحور و خدع الفانتازيا الدينية الممجوجة ، ثم قالوا أن هؤلاء الذين ماتوا وفى الحرب الجهادية ليسوا سوى "فطائس" و ليس كما وعدوهم بأنهم إحياء عند ربهم يرزقون و انه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، اى ايدولوجية بائسة تلك التي هوت بالسودان في وادي سحيق كيف يقبل السودانيون بكافة قطاعاتهم بهذه التفاهات و هذا الهراء لكل هذا الوقت ، سلطة مزمنة ، فاسدة عاجزة عن القيام بأبسط الواجبات و هي احترام المواطن، و الحفاظ على ما ائتمنه عليه الشعب من أموال و هل عدم الأمانة و الخيانة و الجشع و حب الذات السرقة و التعالي الأجوف و الشح و الظلامية و المفسدة المطلقة و سفك الدماء بلا ضرورة هي جينة و سمة كيزانية أم هي ماركة مسجلة للإسلاميين في السودان. كيف يحس أو يشعر رأس الدول أو مسئول فيها أو حتى المواطن العادي أو أنت ايها القارئ حفظك الله عندما ترى الاتى: 1- السودان على صدر قائمة الدول غير الآمنة و غير المستقرة من حيث تعدد بؤر الصراع الديني و العرقي و السياسي مما قد يهدد السلام الإقليمية و الدولي. 2- السودان على صدر قائمة الدول الراعية للإرهاب. 3- السودان على صدر قائمة الفساد في العالم. 4- السودان من الدول ذات الملفات السوداء في حقوق الإنسان 5- السودان على صدر قائمة الدول المشرعة و المسوقة للحروب و الإبادات الجماعية و الاغتصاب العنصرية. 6- السودان هو الأول على قائمة الدول في وفيات الأمهات و الأطفال 7- على صدر قائمة الدول الفاشلة 8- على قائمة أكثر الدول أمية بين مواطنيها 9- على صدر قائمة التردي الصحي 10- التردي التعليمي 11- السودان الدولة الوحيدة في العالم المطلوب نظامها الحاكم - رئيس الدولة و 52 من حاشيته و زبانيته للعدالة الدولية. السؤال كيف ينظر النظام الفاسد في السودان لهذه القوائم الكبيرة ، أم أنهم لأهون في ولوغ الفساد و لاهوت أكل أموال الصدقات و اليتامى و مطاردة النساء الشريفات من شعبنا الأعزل في الطرقات و الحدائق العامة و القطيعة و الكراهية العقائدية بينهم و بين الشعب الذي يعتقدون أنهم يحكمونه أو بالأحرى يجثمون على صدره كل هذه السنوات المظلمة. أقول قولي هذا و أزيدكم في الشعر بيتا " شر البلاد بلاد لا صديق بها وشر ما يكسب الإنسان ما يصم" " المتنبي"