[email protected] هل نقصد الإبداع الفني كالغناء و التمثيل ؟ ... لا "" نوعا ما . الإبداع يعني جعل المتناقضات متوائمه في صورة بهيجه ينشرح لها النفس و تخلق الأمل . المظاهرات في السودان ، تارة نسمع إنها إحتجاجيه تطالب بالغاء الإجراءات التقشفية التي أعلنها النظام ، و تارة اخرى هي مطلبيه إختزلت المطالب في الحرية و الديمقراطيه ، مما يثير سؤال شرعي ، هل كل ذلك مع بقاء النظام ؟ // لا نوافق ، لان ذلك يعني الرضاء بوجود هذه الوجوه ، ما خلا القرارات الأخيرة ، فذلك مرفوض مرفوض . نحن نطالب بالإبداع في رسم لوحة تجمع تنوع الشعب السوداني لنخلق قوس قزح يسر الناظرين . هذا هو الإبداع الذي ننشد ، النظام ، كلما رأيناه يتفكك ، يظهر من العدم من يعمل على ترميم أطرافه و صيانة تشققاته 0 لم نستطع إستيعاب أن يخرج الشباب و الأطفال و بعض الكادحين و طلبه بصدور عاريه آمام آلة العسكر القمعيه ، ثم يسقط النظام فيظهر هؤلاء الداعمين للنظام ، وشوية كلمات تسمى خطاب ، يلقيه السيد فلان ، أو مولانا علان ، ثم نراهم رؤساء . لم نراهم يوما في صفوف المظاهرات ، فالإحتجاج ينبغي أن يكون تعبيرا عن رفض لوضع أو حالة او اجراء لا يرضينا ، ففي الدول المتقدمه كبار القوم يقودون التظاهر بانفسهم وهم في مقدمة الركب لا يلوون على شئ وغير مكترثين لما تؤل عليه أحوالهم على المستوى الشخصى فالشخصنة في هذه الامور لا تجوز ، ذلك شأن عام تبذل فيه الأنفس رخيصه . كم من الأحداث وصلت الى قمة سؤئها كانت أحق بهذه المظاهرات ، حروب في كل أركان البلد ، موت بالآلآف لمواطنين سودانيين أبرياء ، و نزوح شعوب من أوطانها تطلب السلام و الأمن ، إذلال النساء في العلن و ضربهن أمام الملأ ، إعلانا بموت الرجولة من الوريد للوريد ، وهدر لكرامة الإنسان في صورة مثيرة لاشمئزاز الإنسانيه . كل هذه الأحداث لم تحرك شعره من إحساس السودانيين ، ليتهم تظاهروا من أجل هذه الأحداث لكانت وجدت صدى عميق و محترم في أوساط المتاثرين بهذا الظلم البين ، بدلا من إثارة هوامش المشكلات من قبل بعض قيادات السودان المعروفه الذين تحدثوا عن تحالفات عنصريه ، في قصد واضح لتحالف الجبهة الثوريه و ما أدراك ما متمردين و نحو ذلك من أقذع الصفات ، في إختزال مقصود و إستهانه رخيصة بمجهود هؤلاء المقاتلين و دعوني أذكركم بشهادة شاهد من أهلها حين قالوا ( من أراد خلعنا فاليحمل السلاح ) . هؤلاء المقاتلين ، وصفتهم المعارضه بالتحالف العنصري ، رغم تحفظنا على معيارهم للعنصريه ، و سناتي لاحقا لهذا التوصيف 0 اقول كل هذه المصائب لم تحرك الشعب السوداني نحو التظاهرات و الإحتجاجات ، الا بعد زيادة البنزين و كاني بكم تملكون أرتالا من السيارات في بيوتكم ، أو زيادات السكر التي أدت الى غليان الشارع ، لقد غلبتكم بطونكم أكثر من دماء الأطفال الذين ماتوا بقصف الأنتينوف و الميج ، لقد أثبت النظام فعلا إنه يعلم معدنكم ، فقد أجاعكم لتتبعوه طيلة ثلاثة و عشرين عاما عجافا ، ناسين أن الأرزاق بيد الله و لكم في الطير عبرة ، شعب بهذه الكيفيه يقوده بطنه لا إعتقد انه سيفلح في إدارة بلد زي السودان0