[email protected] انطلفت ثورة الشعب السوداني الأبي في16 يونيو المنصرم لتزلزل اركان النظام المتهالك الذي شارفت ايامه علي نهايتها،وهاهي مدن السودان وقراه بشبابها وشيبها ونسائها واطفالها تخرج كاشفةً صدورها في وجه الرباطة وتهتف "ياخرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري" و "مرقنا مرقنا ضد الناس السرقوا عرقنا" و هتافات اخري كثيرة ضد اللصوص والقتالين ولو تأملنا هذه الهتافات الثورية نجد ان الثوار قد اتوا بها من واقع يعايشه الشعب السوداني لاكثر من عقدين من الزمان. وساتطرق في هذا المقال إلي ثلاث صفات ظلت ملازمة لهذا النظام ملازمة الظل لصاحبه وهي: الفساد: وفقاً للتعريف الصادر من منظمة الشفافية الدولية فإن الفساد هو "إستغلال السٌلطة للمنفعة الخاصة" فالفساد يحدث عندما يقبل موظف رشوة لتسهيل عقد او إجراء طرح لمنافسة عامة .كما يتم عندما يعرض وكلاء او وسطاء لشركات محلية او اجنبية او اعمال خاصة رشاوي لموظف في الدولة للتغلب علي منافسين وتحقيق ارباح خارج إطار القوانين السائدة . كما يمكن ان يحصل الفساد عن طريق إستغلال الوظيفة العامّة دون اللجؤ للرشوة وذلك بتعيين الأقارب او سرقة اموال الدولة. وحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية وهي منظمة معنية بمراقبة الفساد والحث علي مكافحته في كل دول العالم ، فالسودان يدخل ضمن اكثر دول العالم فساداً ومعه الصومال ، العراق ، هاييتي وافغانستان. ومما يجدر ذكره ان عمر البشير رئيس الجمهورية قد قال في يومٍ ما بعضمة لسانه "انه يتحدي جميع الأحزاب السودانية او اي جهه خارجية ان تثبت وجود فساد مؤسسي في السودان". والأغرب انه عاد مرةً اخري وخاطب مديري المؤسسات وحثاهم علي مكافحة الفساد في مؤسساتهم واصفاً الفساد بأنه "النهب المصلح". وللإطللاع علي فساد الإنقاذ بالأرقام والأعوام ارجو الإطلاع علي كتاب "توثيق فساد الإنقاذ" لمؤلفه الأستاذ/ عزالدين حسن وقد ذكر فيه فساد اهل الإنقاذ وفقاً لتقرير المراجع العام. كمل انه تطرق في هذا الكتاب إلي احد اكبر قضايا الفساد في السودان وهي قضية "طريق الإنقاذ الغربي" حيث قدرها امين بناني عندما كان وزير دولة بوزارة العدل حينها بنحو اربعين مليار جنيه بينما قدرها السيد رئيس الجمهورية قائلاً "اللجنة الشعبية السابقة تعهدت بإنشاء الطريق خلال عامين بكلفة 34 مليار دولار......... فشل الإنقاذ: عمّ فشل هذا النظام الباطش كل اجزاء الوطن العزيز بدءاً من مشروع الجزيرة مروراً بقتل المناصير ومجذرة بورتسودان وفصل جنوب السودان والأدهي والأمر تسببه في الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وفوق كل هذا وذاك تنازله عن اثمن واغلي ماتركه لنا اجدادنا وهو التراب الغالي الذي لايقدر بثمن فقد تنازلوا عن حلايب إلي نظام مبارك المخلوع واهدوا الفشقة إلي نظام زيناوي الجائر وجبال عوينات لنظام القذافي البائد فأي ذنبٍ اعظم من هذا واي فشلٍ اكثر من ترك جزء من ارض الوطن الغالية التي ضحي السابقون من اجلها بدمائهم وارواحهم فداءاً لها. الظلم في عهد الإنقاذ: ظلم اهل هذه الطغمة الحاكمة قد طال كل بيتٍ في السودان سوي عديمي الضمير وخائني الوطن، وسأكتفي بذكر ما أُصطلح علي تسميته بالصالح العام وهذا القانون كان يجب علي منظمات حقوق الإنسان ان تدرجه ضمن قانون الجرائم ضد الإنسانية او الإبادة الجماعية لان بسببه مات و تشرد آلاف السودانيون بغير ذنبٍ جنوه سوي انهم ضد اطروحات الإنقاذ الفاسدة والظالمة فمنهم من اختار طريق الهجرة لاجئاً سياسياً وآخرون فضلوا المكوث في ارض الوطن والموت جوعاً. وقد ذكر الاستاذ السر السيد في صحيفة الشرق الأوسط 2001/5/19 انه بسبب قانون النظام العام اُحيل للصالح العام منذ يونيو 1989 م حتي سبتمبر 1991م نحو 76640 موظف مع العلم ان الذين احيلوا للتقاعد منذ 1904 حتي يونيو 1989 نحو 32419 موظف. وقبل الختام نرسل خالص التحايا وانداها واطيبها إلي كل المعتقلين من الثوار الشرفاء الأنقياء الذين يقبعون خلف القضبان منذ إندلاع ثورة السادس عشر من يونيو الابية ونقول للجلادين واللصوص كما قال شاعر الشعب محجوب شريف: مسجاينك ......مساجينك.....مساجينك تغرد في زنازينك عصافيراً مجرحة بي سكاكينك نغني ونحن في اسرك وترجف انت في قصرك سماواتك دخاخينك مساجينك .....مساجينك ......مساجينك وللسودان عواطفنا وللسودان مواقفنا ولما تهب عواصفنا فما حيلة قوانينك مساجينك .......مساجينك.....مساجينك كما تعلم عزيزي القائ ان ديننا الإسلامي الحنيف قد حرم اكل اموال الناس بالباطل وحرم الظلم بين الناس بل ان ربنا سبحانه وتعالي قد حرم الظلم علي نفسه وجعله بيننا محرماً فعن ابي هريرة رضي الله عنه،عن النبي "ص" فيما يرويه عن ربه عزّ وجل انه قال : "ياعبادي إني حرمتُ الظلمَ علي نفسي وجعلتُه بينكم محرما فلاتظالموا..............الخ والله من وراء القصد