عاطف نواي جاء في الأخبار علي لسان رئيس لجنة الاعلام د/ حسن الامام إن حزب الامة وفي اطار اتصالاته مع القوي السياسية قدم مبادرة للمؤتمر الوطني لاحلال السلام في السودان لتجنيب البلاد العنف والتمزق بمشاركة الصادق المهدي والسيد نافع علي نافع وبمشاركة كل القوي السياسية الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني, لقد وصف السيد نافع المبادرة بالجيدة واشترط ان تكون المبادرة ثنائية بين المؤتمر الوطني وحزب الامة يجري من خلالها الحوار, وذلك علي خلفية الثورة السودانية التي نسميها بالخريف او الصيف السوداني متجاوزين لفظ الربيع العربي لثلاث اسباب هي : أولاً: ان السودان ليس فيه فصل ربيع , ثانياً: الثورة السودانية بدات في فصل الخريف, ثالثاً: الخروج من غلوتية عروبة السودان وهي اس مشكلة السودان, وتعتبر مشكلة الهوية هي من اسباب الحرب الدائرة الان في السودان والجدل الذي يدور حولها وارتفاع ظاهرة العنصرية وما تعرض له الفريق القومي السوداني لكرة القدم من اهانة في مشاركتة الاخيرة في الدورة العربية في المملكة العربية السعودية لقد ظللنا طيلة تاريخنا نراقب تقلبات المواقف عند الامام الصادق المهدي الذي ادهشنا في عدم احترام المبادىء و لانه يعيش ويقتات علي راس المال الاجتماعي والرمزية التاريخية لحفيده الامام "المهدي" طيب الله ثراه ولو كان يستطيع جعل السودان مملكة لحكم ملكي مطلق ل آل المهدي لفعل ذلك يورثها لأبنائه وبناته أمراء وأميرات فالصادق المهدي يتشبح بين كراسي المعارضة والحكومة وهو موقف ينم عن الا نتها زية فعند ما شارك ابنه في الحكومة واصبح مستشارا للبشير قالوا لنا انهم لم يشاركوكحزب بل مشاركة ابنه كانت شخصية ليس لها ادني علاقة بمؤسسات الحزب ونحن نعلم ان السيد عبد الرحمن عضوا في حزب الامة وربما يشغل منصب تنفيذي والسؤال هل لحزب الامة لوائح تضبط الأعضاء وتحدد الإلتزامات؟ وماذ يحدث اذا شارك في منصب مستشار رئيس الجمهورية شخص اخر و بصفة شخصية و من خارج اسرة آل المهدي كيف تكون ردة الفعل ؟ و هنا تظهر برغماتية المهدي في تبدل المواقف والتكتياكات السياسية التي ظل يمارسها و دائما تاتي بنتائج عكسية ولا نعرف لمصلحة من يعمل السيد الصادق هل يعمل لمصلحة الشعب السوداني ؟ أم لمصلحة حزبه ؟ أم لمصلحة المؤتمر الوطني ؟ وأصبحنا نشك دائما في مواقفه البعيدة كل البعد عن صوت ونبض الشارع السوداني وما يريده السودانيين وحتي ما تريده عضوية حزب الامة الذي اصبح متقطع كالكمونية كل قطعة ولحمة حزب في جهة واعتقد ان انقسامات حزب الامة ليس من استقطاب المؤتمر الو طني وحده كما يعتقد كثير من الناس لكن هنالك سبب اخر داخلية هو انعدام الديمقراطية في حزب الامة وبروقراطية ودكتاتورية السيد الصادق و شخصيته المنغلفة التي تتظاهر بالديمقراطية وهي في الحقيقة غير ذلك فمواقف حزب الامة برئاسة الصادق المهدي محيرة كل الحيرة ومربكة لكل متابع للشأن السوداني لقد سُئل السيد الصادق المهدي في يوم من الايام عن جماعة الانقاذ فشبه الانقاذ بثلاثة ديوك "ديك البطانة" و"ديك المسلمية "و"ديك العدة "واضاف مفسرا : ( "ديك البطانة" محمول في اللوري ورقبته متدلية ولا يعرف الي اين يذهب به "وديك المسلمية راكب في الحيطة يصيح "و يعوعي" بصلته في النار" تكشن" لطبخه وديك العدة اذا طردته بكسر ليك العدة واذا تركته بوسخ ليك العدة) ونلاحظ ان الصادق المهدي يسخر من الكيزان في عدم معرفتهم لما يريدون فعله وللاسف ان وصف الكيزان بالديوك السالفة الذكر تنطبق تماماً علي السيد الصادق المهدي الذي لا يعرف ماذا يريد ان يفعل, فالكيزان يعرفون ماذا يريدون و يخططون له باحترافية فشخصية المهدي شخصية شيفونية تحب الاضواء ويجيد الخطابة والظهور امام اجهزة الاعلام بمناسبة وبدون مناسبة حتي قال عنه احد السودانيين" اذا جاءت جنازة محمولة وكان الذين يتبعون الجنازة كثر" كثرين" يتمني الصادق المهدي ان يكون هو الميت, ولكن هي البرغماتية المصلحية التي يمارسها بين جيوب المعارضة والحكومة وهذه هي طبيعة الاحزاب الطائفية والوراثية التي تعيش علي امجاد الاسلاف وتتمني ان تعود عقارب الساعة الي الوراء ليجد الجيوش الجهادية والرايات وكلمة "سيدي" والتأييد الشعبي الذي وجده الامام المهدي من السودانيين والاجانب فى نيجيريا وتشاد, ان المبادرة التي جاء بها الصادق المهدي ليست الاولي ولا الاخيرة لقد ظل يطرح المبادرات دون طحين حتي يطبخ, وكل المبادرات التي جاء بها المستفيد الاول منها كان المؤتمر الوطني وكان بينه وبين المؤتمر الوطني برتوكولات صهيون او قل برتوكولات "أمة - كيزان" ان مواقف الصادق المهدي المتغيرة والمتبدلة كثيرة جدا وبها كثير من المسرحيات مثل خروجه من التجمع الوطني الديمقراطي في اسمرا ومسرحية تهتدون وتفلحون لقد ظل الصادق المهدي يطرح الدولة المدنية ويتحاشي العلمانية ولا نعرف باي معايير علمية واي نظرية في العلوم السياسية يستند عليها الصادق المهدي للدولة المدنية وأحياناً يطرح اسلام الوسط ويرفض النضال المسلح ويطالب بدلاً عنها الثورة المدنية او كما يسميها الجهاد المدني والآن جاءته الفرصة وهو جالس في عزبته مظاهرات وحراك شعبي ثورة جوعي ومقهورين بالمجان لكنه قتل الثورة في نفوس الشعب بعد ان طرح مبادرة احلال السلام مع الكيزان وهذه المبادرة جعلت الشارع السوداني في حالة ذهول وإحباط ولا نعرف الي أين المصير وهل يقبل الشعب السوداني بحلول ومبادرات مع حكومة شردتهم وقتلت أبنائهم وإغتصبت نسائهم ووووووالخ. فكيف تنجح مبادرته بعد ان حولها نافع الي مبادرة ثنائية والغريب ان الصادق المهدي ظل ينتقد اتفاقية السلام ويصفها بالثنائية والآن يقبل بالثنائية وهو يعلم ان المؤتمر الوطني ينتهج سياسة الحلول الثنائية لتفريغ المبادرات من الحلول الوطنية الشاملة التي يتخوف منها, لقد وقع المهدي في الفخ الذي نصبه نافع باحترافية الغشاش والمراوغ فالسيد الصادق ديناصور يبحث عن المجد والسلطة وهو في ارذل العمر وهو لا يختلف عن الكيزان في شئ غير انه خارج السلطة بشكل نسبي لوجود ابنه فالحوار مع المؤتمر الو طني هو حوار الطرشان ينتهي بمغالطات وسخافات وتفاهات وسفالات, ففي التراث المصري حكاية رمزية تنسب الي شخصية صورية فكاهية تدعي "ام سحلول" مثل "ود نفَّاش" في التراث السوداني ذهبت "أم سحلول" ذات يوم الي البقال وطلبت منه قطعة من الجبن بقرش واعطاها الرجل قطعة من الجبن التي طلبتها فاعادتها اليه وهي تقول بدلاً من الجبن هات قطعة من حلاوة طحنية اخذ الرجل منها قطعة الجبن واعطاها قطعة الحلاوة فا خذتها وانصرفت ناداها البقال وقا ل لها يا ست "ام سحلول " انت لم تدفعي الثمن..! ثمن أيه؟ ثمن قطعة الحلاوة ما انا اعطيتك الجبن بدلاً منها لكنك لم تد فعي ثمن الجبن وهل أنا أخذت الجبن حتي أدفع له الثمن ؟ ظل الحوار علي هذا المنوال فلا البقال اقتضي ثمن البضاعة التي اخذتها ام سحلول ولا استطاعت ام سحلول إقناع البقال بمنطقها الأعوج وهذه القصة مثل مبادرة الصادق المهدي والمؤتمر الوطني, فهى هدر للوقت لإمتصاص الشعب وحماس شباب الثورة بتدبير مؤامرة من المهدي وهو خطا وبُطلان يصير فيه الكلام عبثاً لا طائل منه ويصبح هزلاً سقيم, فالمهدي والكيزان كهنوتية فشلت في كل شئ وما زالو يحصدون الفشل وهم قابضين علي أزمة الحكم لا ينزلون منه من اجل الشعب فالصادق لا يريد شئ من الثوار سوء تسخين الماتش علي حساب اعتقالهم وجلدهم واذلالهم لتحقيق غايته عبر ركوب سلم السلطة الي اعلي وبعد ان يعتلي الكرسي يدفع السلم الي الارض لكي لا يصعد معه شباب الثورة الي السلطة فالذي يحدث الآن مؤشر خطير كشف معدن زائف لرجل يدَّعِي الديمقراطية وبهذا التفكير غير المسؤل سوف يعصف بالسودان الي الجحيم وسوف يتمزق الي دويلات وبعد ذلك نحمل المسئولية الي اسرائيل وامريكا متخذين نظرية المؤامرة زريعة , وهي نظرية الفاشلين والذين لا يملكون الإرادة والعزيمة لحل مشاكلهم فالصادق يريد تحقيق رغباته ومطامعه والوصول لكرسي الحكم ومن بعد يهتف له الغوغاء في الدائرة ومسجد الخليفة "سيدي" ولد المهدي القلب او "حول التراب سكر" وسط تعالي اعمدة دخان البخور واقداح الفتة والعصيدة وكبابي الشاي ويبدأ الشجار والغلاط ما بين "الكمكلي والبرمكي".