بالمنطق نط الحيط ..!!! (نطت حائطه الرقابة) صلاح الدين عووضه [email protected] * كان عمر يعسّ ليلةً فمر بدار شك في معاقرة نفر الخمر بداخلها .. *ولا تسلني (مين عمر ده ؟) إلى أن نأتي لذكره .. *ولكن إلى ذلك الحين يمكن أن أرد قائلاً (ح يكون عمر مين يعني ؟!) .. * اللهم إلا إن كان هنالك كثيرون يحملون اسم عمر و (يعسون !!) ؟! .. *فتسور عليهم عمر هذا الجدار ليرى صدق ما كان قد شك فيه.. * او بلغة نميري عقب تطبيق قوانين سبتمبر (نطَّ الحيط) .. *فنميري كان قد قال تمسكاً بالقوانين هذه : (أيوه ، ح نط الحيط، وح نتجسس ، وح نتحسس، والبنقبضو ما بنخليهو ).. * ولكن دعونا نرى ما (ح يفعل ) ثاني الخلفاء الراشدين - وهو عمر الذي عنيناه - عقب (نَطِّه) الحائط... *فهو بعد أن رأى صدق ما كان قد شك فيه صاح في الشاربين متوعدا: (يا اعداء الله، أظننتم أن الله يستركم وأنتم على معصيته؟!) .. * فقد توعدهم - ضمناً - بإقامة حدّ السكر عليهم بعد أن ضبطهم ب (الثابتة) .. *ولكن أحد الفتية أولئك رد عليه ب (ثباتٍ) قائلا: (يا أمير المؤمنين ، لا تعجل) .. *أي ، لا تتعجل في (كشِّنا) واسمع ما نقول.. ثم واصل الفتى حديثه شارحاً : (إن كنا أخطأنا في واحدة فقد أخطأت أنت في ثلاث) ... * لاحظ أن الفتى يخاطب أمير المؤمنين (ذاته ) وليس واحداً من (عسسه !!) .. * وأيّ أمير مؤمنين؟! .. *عمر بن الخطاب (ذات نفسه ).... * واستمع عمر ب (رحابة صدر!!) إلى ما قال الفتى إنها أخطاء ثلاثة من تلقائه.. * رحابة صدرلا تماثل اسلوباً لدى بعض قضاة زماننا هذا - في عالمنا الاسلامي - عبر عنه بطريقته الساخرة الأديب يحى حقي في روايته (خليها على الله) .. *فالصعيدي أراد ان يشرح للقاضي سبب مثوله أمامه عقب (خناقة) في الغيط مع جاره الفلاح.. * قال له: (أصل الجاموسة بتاعتي يا سيدنا الافندي...) .. * ولكن القاضي لم يكن لديه وقت (يضيِّعه) في سماع التفاصيل بما أن هنالك قضايا كثيرة في انتظاره.. * فقد صاح في الصعيدي مقاطعاً: (أصل إيه وجاموس إيه وبتاع إيه؟! إنت ح تحكيلي قصة حياتك ؟! تلاتة شهور سجن ؛ يللاّ اللّي بعدو) .. *أما أمير المؤمنين عمر - والذي ليس هو مجرد قاضٍ - فقد كان لديه وقت يستمع فيه لأناس يقولون له ( أخطأت) وليسوا فقط يدافعون عن أنفسهم.. * وعدد الفتى لعمر ما قال إنها اخطاء من تلقائه.. * قال له إن الله يقول: (ولا تجسسوا) وأنت تجسست.. * وقال: (وأتوا البيوت من أبوابها) وأنت تسوَّرت.. وقال: (إذا دخلتم بيوتا فسلِّموا) وأنت ما سلَّمت.. والآن إذا ارت ان (تتخيّل) رد عمر على الفتى ذاك من (واقع) زماننا هذا فلعلك تراه قد أرعد وأمطر ، وأرغى وأزبد، وهدد وتوعد... * لعلك تراه فعل ذلك ثم أمر (جماعته !!) بأن يقوموا ب (اللازم) تجاه الفتى باعتباره قد (انتقص من هيبة الدولة) و(مسَّ رمزا من رموزها) و(وقدح في فقه ولي الأمر) .. * أو على أحسن الفروض تراه وقد اتهم ب (الشروع!!) في الإساءة لل (مشروع!!) .. * ولكنك سترى (عجبا) إن رأيت أمير المؤمنين على (حقيقته) - لحظتذاك - دون استعانة بمنظار زماننا هذا.. * فقد تساقطت دموعه على خديه ثم طلب الصفح من (شاربيِّ الخمر!!) .. * فقد أخطأوا في واحدة، وأخطأ هو في ثلاث.. * ثم عفا عنهم بعد أن عفوا هم عنه... * وكان من نتاج (سماحة) التطبيق ذاك لشرع الله أن تواثق الفتية أمام عمر على عدم العودة إلى ما كانوا عليه مرة أخرى.. * فشرب الخمر خطيئة من منظور (الشريعة الإسلامية) .. * ولكن كذلك هو (التحسس!!) و(التجسس!!) و(نط الحيط !!) .. *ولا تسلني - مرة أخرى - عن أسباب نشر كلمتنا هذه .. *ف(الحيطان) - التي تُنَط - لها (آذان) !!!!!! الجريدة