اولمبياد لندن العبر والدروس عبد الباقي الطيب محمد الحسن [email protected] منذ ان اسدل الستار على اولمبياد بكين في العام 2008 وتم تسليم العلم الأولمبي الى لندن ظل العالم بأكمله في تشوق وانتظار لأولمبياد لندن 2012 وما سيأتي به الانجليز من ابداع وحنكة قد تمحو عن ذاكرة كل محبى الرياضة في العالم ما قدمته دورة بكين من ابداع ومفاجآت وكما هي العادة فالمقصود هنا ليس حفل الافتتاح الذى يعتبره الكثيرون عنوانا لدورة الالعاب الاولمبية فحسب بل الدروس والعبر المستفادة من البطولة والتي يمكن ان تقدمها الرياضة للعالم من خلال هذا المحفل الكبير ومدى امكانية وقدرة مساهمة البلد المستضيف والشعب الإنجليزي في انجاح وتوصيل مفاهيم ورسالة الرياضة السامية الى كل الناس في العالم . لقد تابع الجميع وبشغف بالغ حفل الافتتاح لأولمبياد لندن والذى عبر فيه الانجليز عن بريطانيا العظمى تاريخا ومجدا وقوة , اكثر من مليارين ونصف عبر الشاشات في العالم تابعوا هذا الفكر والابداع الإنجليزي الذى ابهر العالم اجمع ,ان الحديث هنا ليس للمقارنة بالبطولات السابقة وكيفية حفلات افتتاحها او غيرها وانما عن المستوى الراقي والسامي الذى وصلت اليه الرياضة نفسها بصفة عامة ,فاذا كانت الموسيقى هي افيون الشعوب في العالم فان الرياضة ستبقى وستظل هي المدرسة الجامعة لكل فئات وسحنات واعمار ولغات البشر في العالم, وقد قدمت لنا دورة الالعاب اللندنية الحالية2012 اسمى وارقى المفاهيم والمشاعر الانسانية من خلال بعض المواقف التي حبست من خلالها الانفاس والهبت المشاعر الانسانية وتابعها كل العالم من خلال هذا المحفل الرياضي الكبير فقد كانت لمشاركة العداء أوسكار بيستوريوس، من جنوب افريقيا وهو مبتور الساقين في مسابقة الجري بالدورة الأولمبية، رغم كونه معاق ومنافسته لعدائيين اصحاء بسباقي 400 متر لفردي الرجال والتتابعي 400 الاثر الكبير في جعل العالم من ان تتوحد مشاعر وعواطف الجميع في كل العالم ونبقى اسرة واحدة من خلال هذه المشاعر المتعاطفة والجياشة وهذا النبل المتعاظم لمن هم داخل وخارج الاستاد الأولمبي من خلال هذه التظاهرة الروحية الجميلة للرياضة ومفهومها الحضاري والتي وصفها الكثيرون في انحاء العالم بانها رسالة اخرى وجهتها هذه الدورة الى العالم عنوانها (الانسان والعزيمة) وقد اكتملت الناحية الجمالية لهذه اللوحة الرائعة من عندما تلاحمت وتلاقت اكف من كانوا بداخل الإستاد الأولمبي بحرارة في تحية وتقديرا لهذا الرائع أوسكار بيستوريوس ولعزيمته القوية والتي الهبت حواس ومشاعر كل الدنيا عندما انطلق في المضمار ليس فقط من اجل ان ينتصر وانما ليحقق لنا ولنفسه وللرياضة جمعاء ميدالية جديدة عنونها الرياضة دين للجميع ومعتقد جميل , وقد تكرر المشهد النبيل الرائع مرة اخرى وذلك عندما وقف كل الجمهور الأولمبي وكل من في العالم عبر شاشات التلفزيون اكبار وتقديرا لعزيمة اخرى لبطلات اخريات شاركن من اجل اثبات الذات والارادة فاستحققن بذلك كل التقدير والاشادة ,نعم فقد اتت مشاركة لاعبة الجودو السعودية وجدان شهرخاني (16 عاما)والتي لم تستغرق مشاركتها أكثر من 82 ثانية، حيث خسرت في وزن 78 كيلو غرام أمام لاعبة من بورتوريكو، الا ان البطلة وجدان شهرخانى نجحت في ان تصنع التاريخ لنفسها ولبلادها، إذ أنها أول لاعبة من السعودية تشارك في الألعاب الأولمبية , وينطبق ذات الحال على زميلتها العداءة السعودية سارة العطار سباق 800 متر للسيدات والتي جاءت في المرتبة الأخيرة، بوقت قدره 44،2، وبمسافة كبيرة متأخرة عن المتسابقات الأخريات ولكنها وبمشاركتها فقد احرزت سارة العطار للمرأة السعودية ميدالية التشريف والعزيمة لمثيلاتها وللأجيال اللاتي سيأتين من بعدها فالرغم من وصول كل المتنافسات الى خط النهاية قبيل 150 مترا الا ان البطلة السعودية سارة العطار واصلت العدو حتى خط النهاية وكما هي العادة فقد برهن لنا الجمهور الرياضي مرة اخرى بانه سيد الموقف وذلك عندما قابل وصول البطلة السعودية سارة العطار بالتحية والتصفيق والتقدير الحار من داخل الاستاد وفى خارجه وعبر وكالات الاعلام الرياضية لكونها أول مشاركة لسيدات السعودية في الأولمبياد في مسابقات ألعاب القوى كانت لحظات معبرة وجميلة لن ينساها العالم وسوف تظل عنوانا بارزا في ذاكرة الانسانية ومن يدرى فلربما كشفت الايام المتبقية من هذه البطولة الرائعة ما هو اجمل واروع من رسالة. أقول هذا وكل أمنياتي ان يأتينا بوم لنجد فيه السودان بذات الروح الأولمبية سياسيا وثقافيا ورياضيا ولا يفصلنا ذهب او فضة اوبرونز وانما توحدنا روح العزيمة والرغبة في الانتصار مع خالص أمنياتي للمبدع الفنان أبوبكر كاكي ورفاقه , ولكم الراي