خلوها مستورة كيف ندافع عن سمعة السودانيين طارق عبد الهادي [email protected] نسبيا ما زلنا الأفضل، بعيدا عن جلد الذات من حوادث فردية هنا وهناك فكل شعب فيه الصالح والطالح وأنا هنا لست بصدد ما يرتكبه أفراد منا في مجتمعات الاغتراب المتعددة، بل بصدد ما يرتكب في حقنا في الإعلام، ومن دول الجوار خاصة، وكيف نرد كمجتمع في إعلامنا، بعد ان غابت الدولة ، فلم يحدث من قبل ان انخفضت قيمة السودانيين الى هذا الحد إلا في هذا العهد، الى حد ان مجلة مصرية يفترض أنها تصدر من دولة جارة وبلاش حكاية شقيقة دي ونحن نؤمن لها اكبر مصلحة لها وهي مياه النيل، تصدر المجلة بعنوان للغلاف مستفز لمجرد ان مجوعة سودانيين او أفراد تعرضوا لابتزاز عصابات أفراد ليبين ، خرجت المجلة بعنوان صادم (سودانيون للبيع) هكذا، مع صورة أرشيفيه لم تقل لنا من أين و متى أخذت بالضبط ، قل لي أي دولة من دول الجوار تجرؤ أي مطبوعة مصرية ان ترتكب هذا في حق شعبها دون ان يكون هناك موقف من فعاليات ذلك المجتمع الذي استهدف، سيرد ذاك المجتمع قبل الدولة. لماذا يسكت إعلامنا وهي قضية ليست سياسية هل هان السودانيون الى هذا الحد ، أين فضائياتنا ، أين برامجنا الحوارية ، مشغولة بفنانات الحنة والدلوكة اللائي يصيبك منظرهن وغنائهن بالغثيان والقيء، اكتفت الجهات الحكومية عندنا فقط بمصادرة المجلة ثم ولا حس ولا خبر ، أتذكرون يوم وصل للجزائريين خبر عبر صحيفة جزائرية عن ان بعثة الجزائر الرياضية لكاس العالم تعرضت للاعتداء والضرب بالقاهرة ، تمت تعبئة كل المجتمع الرياضي وغير الرياضي وحوصرت المصالح المصرية في الجزائر وانتهى الأمر بالذي رأيتموه في الخرطوم وامدرمان ، ذاك شعب لن يتكرر معه ما حدث مرة أخرى، لا أؤيد الرد بنفس الطريقة ولكن عبر الإعلام يمكن ان توجه رسالة قاسية ، كيف يسيئون لنا لمجرد عملية استغلال لأفراد ضعفاء منا هل نسوا ان عندهم المئات والآلاف من المصريين الذين يركبون البحر عبر زوارق الغرق هربا الى أوربا، هل نتناول في إعلامنا ونعمم أن مصر هي شارع الهرم والكباريهات وما يحدث فيها من بيع للأعراض أيريدوننا ان نعمم ام ماذا، والغريب ان السودانيين من أدبهم الجم او من غفلتهم حتى عندما يستوجب الرد لا توجد مطبوعة واحدة او فضائية تتناول الموضوع، إذن كيف سيسمع الآخرون صوتك، لست ادري هل هذه طيبة ام ترفع عن سفاسف الأمور ام عبط، عبر الإعلام يمكن ان تفهم الطرف الآخر ان العلاقة بين الشعبين ستكون في مأزق جدي ، بتصرفه الأحمق هذا، بذلك تلزم القائمين على أمر إعلامهم بإلجام السفهاء منهم أما السكوت فانه يجعل الأمر يتكرر وبسفاهة اكبر في المرة القادمة. لا يقتصر الأمر على هذه المجلة كلكم تذكرون ما يتكرر دوما بمسابقات الفضائيات العربية الغنائية بصورة راتبه دوما يجدون ضالتهم في بنت سودانية ساذجة لا تدل هيئتها وصوتها ان لها علاقة بفن الغناء أصلا وذلك لترسيخ صورة نمطية عن السذاجة والكسل وانعدام الفن والموهبة التي تحاول القوى المنافسة في سوق العمل إلحاقها بالسودانيين وان تمعنت في الأمر أكثر ستلاحظ ان الأمر كله مفبرك لتحقيق خفة الدم للبرنامج و كسر الرتابة عبر النيل من شعب جار وقدم الكثير، ساقية كبيرة تدور بهذا المعنى للنيل من تراثنا وفننا دون ان تجد الرد المقابل ، ذلك أنهم حينما يأتون بمهرج من جنسيات أخرى يأتون بآخرين موهوبين من ذات البلدان كنوع من التوازن إلا في الحالة السودانية ، يتعمدون النيل من شعب جار وعزيز وبلاش حكاية شقيق تلك لتصوير شعب عريق بلا فن ولا تراث!، ولا تنسوا الفنان راغب علامة الذي كان قد شتم السودانيات بأنهن قبيحات مع أن الجمال نسبي والجمال والقبح موجود عند كل الشعوب ولهذا كان قد أفحمه الأستاذ الكبير جعفر عباس بالصحف الخليجية برد سارت به الركبان ومسح به الأرض ، مثل هذه الإساءات ينبغي ان لا تمر، في مصر بكل خلافاتهم وتنوعهم يتحدون معا عندما يتعلق الأمر بسمعة مصر والمصريين، يتوحدون لذلك يتجنب الجميع شراستهم ،الرسالة الإعلامية المضادة يمكن ان تحدث الأثر وتوقف من تكرار هذا العبث مستقبلا ، بتناول الأمر من أكثر من فضائية سودانية والتعليق عليه بوقت قصير وسريع عبر برامج مختلفة ولا تعطيه أكثر مما يستحقه وهو أمر لن يكلف شيئا مثلا يمكن للأستاذ بابكر صديق ان كانت الإساءة لفننا ان يستهل ويقتطع عشرة دقائق من برنامجه الناجح ويشير الى هذا الذي حدث ويقلل من مهنيته ولديه المختصون والمخرجون الذين يعلمون كيف تصنع هذه اللقطات فليتكلموا، لماذا السكوت، اكسر الرتابة في برنامجك يا أخي ونفس الشيء يمكن ان يحدث بتلفزيون امدرمان والشروق وبقية القنوات لماذا نستهن بالأمر ذلك ان الإساءة لا توقف إلا بالرد عليها ولا يفل الحديد إلا الحديد ولإفهامهم ان اصطياد الحالات الفردية واصطياد قصص الضعفاء من المهاجرين وطريقة العرض السيئة والمتدنية والتي لا تخلو من الغرض والاشانة او اصطياد السذج في الأعمال الفنية للتشويه، كل هذا ليس عملا أخلاقيا، ان الصوت يمكن ان يصل وان الرد سيجعل لك اعتبار ، المجتمع المدني حتى وان غابت الدولة عن الدفاع عن سمعة السودانيين له دوره، كل مخرجي ومقدمي البرامج بقنواتنا نهمس لهم سمعتنا حين تمس وتسكتون فلا خير فيكم، فننا وتراثنا الخاص لم ينتج مثله لا العرب ولا الأفارقة فلا تسمحوا ان يعبث به بغاث طيور آخر الزمان وان يمر ذلك دون رد. على ان السؤال الجوهري هو ما الذي يجعل السودانيين يتركون بلادهم بأراضيها الخصبة الشاسعة ويذهبون الى بلدان مضطربة مثل ليبيا و لبنان، أرى كثير من المسئولين عندنا وقد كبر أيا منهم العمامة ووضع مشلح العباية عند لقاء نظرائهم من ليبين ومصريين ولبنانين وخليجين أيها السادة الذي يجعلك تكبر في نظر القوم ليس أن تكبر العمامة ، الذي يجعلك تكبر في نظرهم ببساطة هو أن لا يكون هناك سودانيين مغامرون ومشردون عن أوطانهم غصبا يعملون بوابين للعمارات او في مهن وضيعة وبلدهم ليس فقيرا من حيث الموارد، الدولة عندنا تحارب الزراعة وأي استثمار صغر ام كبر الزراعة الحديثة فقط ان كانت مربحة كانت ستستوعب كل هذه العمالة ، ماذا نقول في هذا البلد ، حيث كم من بئر معطلة وقصر مشيد، لا تكبروا العمائم ، رئيس وزراء الهند يقابل كل الرؤساء بما فيهم رؤساء أمريكا بزي هندي بسيط جدا وبسيارة صغيرة صناعة هندية ، في حجمها لأربعة أشخاص فقط و مع ذلك تلحظ الثقة في عينيه و الانبهار في عيني ضيوفه الم يقل لهم نهرو قبل عقود (كل شيء يحتمل التأخير إلا الزراعة).