بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] جامعة الجزيرة 1 سبتمبر 2010 أساتذة الجامعات بالسودان دون بقية دول العالم يتحملون ما لا يتحمله بشر مقارنة بأصحاب المهن الأخرى بالبلاد. المطلوب منهم المواكبة والتدريس للأساسيات والمستجدات وإجراء البحوث والإشراف على البحوث ابتدءا من مستوى بكالوريوس الشرف حتى الدكتوراه، المشاركة في اللجان الفنية بالجامعة والتعليم العالي والهيئات البحثية والوزارة المقابلة لتخصصه (زراعة، صحة، ثروة حيوانية، ري، ملية، تخطيط، اقتصاد، بيئة..الخ)، وأحيانا ،وعلى حسب نشاطاته ومقدراته العلمية والفكرية، المنظمات الإقليمية والدولية والشبكات الإقليمية والقارية والعالمية. المشاركة في المؤتمرات العلمية في مجاله محليا وإقليميا ودوليا من ضروريات مهنته،إعداد مؤتمرات داخلية على كل المستويات، نشر البحوث، كتابة الكتب المنهجية والمرجعية، تحكيم البحوث والكتب، تحكيم الملفات العلمية بغرض الترقيات للأساتذة والباحثين، وغيرها من المهام الشاقة والتي تستغرق 70% من يومه وبالتالي حياته وحياة أسرته الصغيرة والكبيرة..الخ. إضافة إلى ذلك فهو مطلوب منه المشاركة المجتمعية بدءا بالأسرة الصغيرة والكبيرة والحي والمدينة ومناسبات الزملاء والزميلات و مشاكل المعيشة اليومية والأسبوعية. كل ما جاء أعلاه، خاصة البحوث وكثرة الاطلاع تجعل من الأستاذ الجامعي والباحث بالمراكز البحثية المختلفة شخصا مميزا علميا ويحمل من الخبرات التي لا تتوفر لغيره من بقية المواطنين ويضع على كاهله أعباء ثقيلة تنؤ بحملها الجبال و إلا اتهم بأنه يعيش في ( برج عاجي) مترفعا عن بقية مجتمعه بكل ما تعنى هذه الكلمة من معان. قد يكون الأستاذ حاملا لدرجة الماجستير فقط (التخصصات النادرة) أو الدكتوراه والتي غالبا ما يكون قد حصل عليها على نفقة المواطن البسيط دافع الضرائب داخليا أو خارجيا، فهي دين في عنقه، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي في امتناع العديد منهم عن الهجرة إلى الدول البترولية أو الأوربية أو البقاء بأميريكا حيث وضعت أمامهم كل الإغراءات المادية والمعملية والتقنيات العالية التي يتمناها كل باحث حقيقي، بل الجنسية الأميركية نفسها. الأعمال أعلاه والتميز فيها تقود الأستاذ والباحث إلى الترقي إلى درجات أو مستويات علمية عالمية وهى الأستاذ المساعد والأستاذ المشارك والأستاذ (البروفيسر). قد تستغرق كل مرحلة من تلك المراحل 4 سنوات (على الأقل). فالأستاذ المتميز قد يصل إلى درجة الأستاذية في فترة أقلها 12 عاما (طبقا للوائح الجامعية) من العمل المضني، ومنهم من لا يحصل عليها حتى تقاعده. عندما فكرت في الكتابة بالصحف قصدت أن أقدم خدمة للمواطن الذي ساهم في تعليمي وتأهيلي حتى وصلت إلى درجة الأستاذية قبل 17 عاما قمت فيها بنشر أكثر من 65 بحثا و أشرفت فيها على تأهيل 90 طالبا إلى درجتي الماجستير والدكتوراه، وخرجت 29 دفعة بكالوريوس وغيرها من الأنشطة. أتمتع بعضوية أكثر من 15 لجنة قومية وفنية داخل البلاد على أعلى المستويات ، لكنى أرفض ألقيام بالأعمال الإدارية على كل المستويات أيضا حيث أنني من المؤمنين بأن الإدارة علم وهنالك من هم أفضل منى للقيام بها. مهنتي التدريس والبحث فقط. أقدم النصح العلمي متى ما طلب منى لكل من يطلبه حكومة أو أفراد ودون مقابل. كقارئ مدمن للصحف منذ الطفولة كنت دائما ما أحس بأنني أملك آراء في بعض المواضيع التي أقرؤها لابد من أن أبوح بها للجميع، لكن لابد من أن تكون آراء مؤسسة ومبنية على العلم والمنطق. هذه أهم أساسيات البحث العلمي والتفكير العلمي. الأستاذ والباحث في كثير من الأحيان، خاصة في المجال الزراعي لا يستطيع توصيل معلومته الناتجة عن بحوث إلى المزارع وهو المستفيد الأول والأخير من هذه البحوث. لذلك هنالك تخصص في العلوم الزراعية يسمى الإرشاد الزراعي، وهو حلقة الوصل مابين الباحث والمزارع، وهو معد إعدادا خاصا للقيام بهذا العمل، بل بطريقة تفوق الطريقة التي سيستخدمها الباحث. الكثير من الباحثين المتميزين لا يعرف كيف يوصل المعلومة بطريقة مبسطة. المكتبات بالجامعات والهيئات البحثية تعج بالأوراق العلمية والرسائل (الأطروحات) التي تهمنا كلنا، لكن من سينقلها لنا؟ هذه البحوث صرفت عليها ملايين الدولارات وهى تقبع بالأرفف وتنتهك حرمتها الأتربة والصراصير والفئران!! عندما قررت النزول من هذا (البرج العاجي) المزيف والتواصل مع المواطن صاحب الفضل الأساسي علينا جميعا بصفتي العلمية كأستاذ جامعي ، وكزراعي ثانيا ، وكمتخصص في علوم المبيدات والسميات بمفاهيمها الواسعة، وكعضو عامل وفعال بالحزب الاتحادي الديموقراطى الأصل (نائب الأمين العام بمدني)، حاول البعض منهم التحرش وباستخدام جمل وألفاظ لا تليق ( يبدو أنهم محرشون، والمحرش ما ....). بل حاول بعض (أنصاف المتعلمين) المغالطة وذكروا أن ما أكتبه هو معلومات عامة! هي عامة لمن هو زراعي درسها وامتحن فيها وحصل على ما حصل عليه من درجات تؤهله للعمل بالحقل، لكنى أكتب لقارئ صحيفة التيار وفى صفحة غير علمية. آرائي العلمية يمكن الاطلاع عليها بالدوريات العلمية المتخصصة. لكن السؤال هو هل خلفية الناقد العلمية ( المحرش) تؤهله للنقاش العلمي؟؟؟ هنالك فرق مابين طرح سؤال (مابين السائل والخبير) والنقاش العلمي (بين صنوين في مجال واحد). هذه المعلومات مقدمة (للقارئ العادي) وبعض النقاط التي ذكرت في أغلب المقالات موجهة (للمسؤولين على أعلى المستويات) وليس لكل من هب ودب. هذه النقاط يا ذوى (الروافع المساعدة) نوقشت على مستوى (لجان علمية عليا) وعضويتها لها معايير خاصة جدا، كما أن ما يصدر من هذه المجموعات ينظر إليه نظرة خاصة على المستويين المحلى والدولي. من أراد أن يناقش نقاش علمي فهنالك (ميادين) لهذا النقاش وهى الدوريات العلمية أو السمنارات بالمواقع المهتمة بالعلم كالجامعات والمراكز البحثية أو دور المهندس الزراعي بكل الولايات (بشرط) أن تكون بين من يحملون مؤهلات (متقاربة أو متساوية). محاولة الزج بالسيد النائب الأول في الموضوع محاولة دس رخيصة أوضحت لنا ميولك السياسية وطريقة تفكيرك ومحاولة لفت جهات معينة للتدخل ان لم تكن منها. احترامنا وإعجابنا بالسيد النائب الأول ومقدراته وطريقة تفكيره وذكائه الخارق سبق قيام الإنقاذ ومنذ أن كان زعيما للمعارضة بالبرلمان الشرعي، وحاليا نحن جيران بالسكن حيث نقطن بنفس المربوع. أن عدتم (لن نعود)، وقد نفكر في ترك المواصلة مع القارئ العادي في المواضيع العلمية ونتفرغ للسياسة والمواجهات السياسية، مع العودة إلى بروجنا العاجية المزيفة مرة أخرى.