[email protected] المعنى اللغوي لكلمة غوغاء في قاموس معاني اللغة العربية هو (السفلة من الناس لكثرة صياحهم ولغطهم)هذا هو حال حكومة المؤتمر الوطني التي ظلت تحكم السودان طيلة ال23 عاما بغوغائيتها التي تجسدت في كل المحافل، فقادتها يعشوق ويجيدون الصياح و(الزعيق) في وجوهنا، بل و يتفوهون الفاظ ومصطلحات لا ترقى لمستوى زعيم سياسي، فمثلا تلك العبارات المقززة التي يتشدق بها البشير في كل خطاب جماهيري تجعل العالم كله في حيرة من أمره، هل الذي يعتلي المنصة حاليا وامامه الحشود هو رأس الدولة ام أنه مهرج امام جماهيره في سيرك يدفعهم على الضحك والإستهزاء، واذكر في احدى المرات كنت بصحبة مجموعة زملاء صحفيين اجانب وكان الرئيس يلقي خطاب في استاد بورتسودان فما كان من الزملاء إلا وأن فغروا فاههم من الدهشة وبادر احدهم بسؤالي(او لا يملك رئيسكم طاقم سكرتارية يعد له خطابه) عندها لم استطع الإجابة لأنني وحتى هذه اللحظة أسأل نفسي هذا السؤال، بل واضيف عليه كل ذلك الإرتجال في اي شيئ في البلاد إبتداء من الخطب السياسية للمئولين وحتى سياسات ادارة الدولة رغم كل تلك الوظائف المملؤة بعدد هائل من المستشارين والمساعدين والاموال الضخمة التي تنفق عليهم من اجور ومخصصات تفوق المليارات شهريا، والبلاد في حالة تردي على كافة الاصعدة وحتى الخطاب الرئاسي لا يعدو كونه عمل غوغائي. الشاهد تلك المسرحية الهزلية التي اراد بها النظام خلق جبهة تماسك بعد موجه الإحتجاجات الأخيرة ..اخرجت بشكل سيئ وصورتنا امام االعالم كله كمجموعة من الغوغاء لا تدري ماذا تفعل، فالمسيرة الاحتجاجية التي خرجت لنصرة رسول الله (ص) وخرج فيها الالاف غاضبين على ماتعرض له النبي الكريم حاول النظام استغلالها لصالحه، وعندما لم يفلح قتل المتظاهرين الابرياء ولم يقدم فيهم حتى التعازي، فالدعوة لتلك المسيرات اعلن عنها في اجهزة الإعلام الرسمية وخرجت بقيادة الخال الرئاسي بدلا من التوجه مباشرة للسفارة الامريكية بإعتبارها سفارة الارض التي صنعت المقاطع المسيئة سادت حالة من الهرج والمرج واحرقت سفارتي بريطانيا وألمانيا، كل تلك المشاهد التي لا معنى لها والخال الرئاسي وعلماء السلطان يستمتعون بمشاهد استغلال عواطف الشعب السوداني الدينية ويبتسمون لمظهرهم وهم منفعلين ويتصرفون بلا منطق، يحاول النظام طيلة الفترة الماضية إستغلال الظرف المعين واخراج الشعب السوداني ككمبارس يؤدي دوره لصالحهم عبر مشاهد باهتة كمسرحية تحرير هجليج.