بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] نائب الأمين الاتحادي الديموقراطى الأصل محلية مدني الكبرى 27/2/2011 بعد انتهاء مؤتمر المرجعيات عاد الجميع الى أرض الوطن والكل يدعى البطولة. كل فرد يشرح لنا نحن الذين لم نشارك ما حدث هناك بطريقته. منهم من هو راض عن كل شئ، ومنهم من كان رافض لكل شئ، وغيرهم يظن أن كل القرارات كانت معده مسبقا..الخ من التقولات والادعاءات إضافة الى من ادعوا البطولات. عاد السيد على محمود وهو نائب للرئيس وقال أنه نائب رئيس دون مسؤوليات!!! (كده وش!!) قبل أن يفعل أي شئ؟؟ الأمين العام عاد كما ذهب ولم يبدأ العمل الفعلي للأمين العام حتى الآن!!! الأخ نائبه (أخونا زمان) فتحي شيلا (الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني حاليا) كان هو الأبرز والنتيجة معروفة (حرب شعواء ضده ومحاولات مضادة منه انتهت به الى الاستقالة ثم الالتحاق بعدوه الأول المؤتمر الوطني الذي رحب به ترحيبا غير مسبوق وشخصي الضعيف لم يلمه على ذلك ووجدت له كل العذر). المكتب السياسي المكون من 114 ملئت منها 106 وحفظت ثمانية منها (بتوصية من مولانا) لتملأ فيما بعد بالإخوة الذين لم يحضروا المؤتمر من أمثال المرحوم محمد وغيره . هذا المكتب لم يجتمع منذ تكوينه الى أن دعاه السيد مرة أخرى بعد مرور أكثر من عام في القاهرة أو القناطر الخيرية وأيضا نحن كقواعد والقيادات الوسيطة لم نفهم شئ والحال في حاله حتى اليوم. كيف لا يجتمع مكتب سياسي تم تكوينه بالتراضي ولو لمرة واحدة طوال عام كامل والأحداث والعواصف السياسية والاقتصادية والحزبية تتالى. كل هذا يدل وبدون شك على أن هذا المكتب مكتب فاشل وعضويته كلها (دون استثناء) عضوية لا تزيد عن كونها عضوية فخرية وللتباهي فقط!! توسعت التيارات، وحاول مولانا أزرق طيبة مرة أخرى أن يلم الشمل فأصدر ما أطلق عليه (نداء الاتحادي) والذي كتبته لجنة من كبار المريدين والاتحاديين الخلص بما في ذلك مجاميع من الخرطوم والولايات الأخرى وتمت صياغته بمنزلي ووزع للجميع في كل بقاع السودان ،و أرسلت نسخ الى كل التيارات الاتحادية بما فيها الحزب الأم بكل مكاتبه وأماناته. ما جاء بالنداء لا يمكن أن يرفضه أي اتحادي فهي مبادئ اتحادية أصيلة نابعة من مبادئ وأهداف وسياسات وممارسات وتاريخ الحزب. هنا كان المأزق حيث أن كل ما به هو من المبادئ الاتحادية الأصيلة والديموقراطية الحقيقية وبترتيب منطقي وتسلسل مقنع لا يمكن رفضها إلا من ذوي المصالح والأجندات الخاصة أو المخربين والمندسين منم الأحزاب الأخرى أو من الأجهزة الأمنية حيث أنه معروف لدينا أن الحزب مخترق وبكثافة من جهاز الأمن وعلى كل المستويات وباعتراف الجهاز نفسه ونعرفهم بالاسم. أهم ما بالنداء أن يتفق الجميع علي المبادئ الموجودة به والخطوة الثانية أن يقوم كل فصيل بإنزال رايته (قبل التوقيع) ونبقى على راية واحدة بما في ذلك المسجل، وهى راية الحزب الأم مع تكوين (لجنة من الجميع) تعمل لفترة ثلاثة أشهر للإعداد (للمؤتمر العام) الذي سيختار الهيئة العامة والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي والرئيس . فجعنا خلال تلك الفترة بفقد الأخ العزيز شهيد الشباب وشهيد توحيد الحزب بكل تجرد وصدق المرحوم محمد الأزهري. كانت فاجعة لجميع الاتحاديين بما فيهم من تيارات. شلت الأفكار وهيجت العواطف وجمعت التيارات المتنافرة بالمقابر وبمنزل الزعيم لفترة طويلة ، لكنها في النهاية قربت بين هذه التيارات حيث أنها وجدت أنه لا يوجد سبب واحد (جوهري) يدعونا للتنافر، وأن محمد الأزهري مات من أجل أن نتوحد، فلماذا ومن أجل ماذا نتناحر ونتنافر؟!! استمرت الاجتماعات و التحالفات والاندماجات وكلنا يذكر الشارقة والعيلفون وغيرها ودور الحزب المسجل في ذلك. النتيجة كانت عدم الاستمرارية لعدم الجدية والمؤامرات من الذين همهم الأساسى والأوحد عدم توحيد الحزب. بدأ الجميع يتحدث عن وجود مجموعة تسمى (مجموعة أزرق طيبة) كأن مولانا الشيخ عبدالله يريد أن تكون له مجموعة ضغط أو تيار خاص به داخل الحزب كما للآخرين من تيارات.بالتأكيد كانت أجهزة الأمن وراء ذلك حتى توغر الصدور وتعكر الأجواء. أصدقكم القول بأنه كان أبعد ما يكون عن ذلك ويرفض تصرف ونوايا التيارات التي خرجت من الحزب وكونت مجموعات بأسماء كلها تحمل اسم الحزب مع بعض الإضافات مما يسئ للحزب بين أقرانه ووسط الجماهير ووسط الطلاب بالجامعات عند حلول مواسم انتخابات اتحاداتهم. كل ما كان يرنو إليه مولانا أزرق طيبة، وأنا شاهد على ذلك، هو( توحيد) الحزب و(تفعيل) مكاتبه وأمانته حتى يكون للحزب مكان في الواقع السياسي مع البدء في تسجيل العضوية من الأحياء حتى نكون مستعدين لأول انتخابات تأتى. لم يفكر حتى في تقديم أسماء للدخول بالمكاتب أو الأمانات بالمركز وأبدى عدم رغبته في ذلك. بل أن بعضهم فكر في أن تعرض عليه فكرة أن يكون نائبا لرئيس الحزب (فرفض المريدون) حتى أن يوصلوا له هذه المعلومة حتى لا يغضب ويتوقف عن العمل الحزبي حيث أنهم يعتبرونها اهانة شخصية له وللسجادة. كان سيادته يرى أنه في غياب رئيس الحزب يصبح الحزب مسؤوليته مباشرة حيث أن الجميع يرفض أن يعمل العمل الحزبي المتجرد ويفكرون في تكبير أكوامهم وتقوية تياراتهم في هذا الوقت الحرج و غير المناسب بدلا من أن يتفرغوا لبناء الحزب. ردت جميع الفصائل على (نداء الاتحادي) وقبلت به كما هو ما عدا اللجنة (بالخرطوم) التي أوكل لها مولانا رئيس الحزب دراسة النداء ثم الرد عليه بعد عرضه على سيادته. ثم تكوين لجنة مكونة من هذه المجموعة ومجموعة يسميها مولانا الشيخ عبدالله لوضع التصور النهائي الذي سيوقع عليه السيد رئيس الحزب. للأسف الشديد لم يكن هنالك انسجام كامل بين المناديب وعدم اتفاق في الاجرائيات والخطوات وعدم مصداقية فى التصرفات وأرسلت النسخة قبل الأخيرة (عن قصد أو دونه) للسيد رئيس الحزب على أنها هي الأخيرة في رأى مجموعة الشيخ عبدالله، وقام مولانا السيد بعمل بعض التعديلات (حيث أنها مسودة كما أفهمته مجموعة الخرطوم) وأرسلها للجنة في الخرطوم وعرضت على مجموعة الشيخ عبدالله فرفضوا أية إضافات (حيث أنها نسخة نهائية وليست مسودة) في رأيهم، والحقيقة حتى الآن تائهة بينهما. هذا الأمر تسبب في توقف المحادثات و القطيعة بين المجموعتين بفعل فاعل (مسودة وأصل). اتفقت المجموعات الأخرى مع مجموعة الشيخ (تابعة للحزب الأم) على التوقيع بمنزل الزعيم لكنها لم تحدد تاريخ لذلك وتقاطروا أفرادا ومجاميع على طيبة الشيخ عبدالباقى لتقريب وجهات النظر وطرح بعض المواضيع وأشياء أخرى كثيرة (التفاصيل). توقفت الاتصالات مابين الحزب الأم ومولانا الشيخ عبدالله. كان مولانا رئيس الحزب مغيبا (بفعل فاعل أيضا) وكان في انتظار الاتفاقية النهائية على حسب علمه أن السابقة كانت مسودة ولم يجرؤ أحد من مجموعة الخرطوم أن يفهمه ما جرى وما نتج عن ذلك من مشاكل يصعب حلها الا بواسطته شخصيا وفى وجوده. المهم في الأمر أنه علم بذلك وبحث عن حل لهذه الإشكالية، خاصة وأن هنالك من قام قبلها بفترة بالوقيعة بينه وبين الشيخ في أمور لا يمكن أن تصدر من شخص في مقام الشيخ عبدالله ومكانته وشجاعته مما حز في نفس الشيخ ولم يحاول الاتصال بالسيد رئيس الحزب للتوضيح ولم يتصل به السيد أيضا للاستفسار أو التأكد. علم السيد بعلاقتي القوية والمحبة التي تربط بيني وبين الشيخ فطلب من أحد المقربين أن أتصل بالشيخ اليوم قبل الغد لمعرفة أصل ما جرى وما هو المطلوب لإعادة المياه الى مجاريها بينه و بين الشيخ والحزب والتوحد. كما أخبرني الوسيط بأن السيد موافق على كل النقاط التي جاءت بنداء الاتحادي، بل يرغب في ضم بعض منسوبي الشيخ الى بعض القطاعات التي حلت محل المكتب السياسي غير الفعال حتى يقوموا هم بتفعيل تلك المكاتب وتنفيذ ما جاء بالنداء. قمت بزيارات متعددة (ماكوكية) لمولانا الشيخ وشرحت له وجهة نظر السيد رئيس الحزب والملابسات في (جلسات انفرادية). كما شرحت للسيد رئيس الحزب عبر الوسيط موقف الشيخ ومطالبه وهى التوحد وتفعيل المكاتب والأمانات وبدأ تسجيل العضوية. طلب الشيخ من مجموعته الدخول للتشاور في وجودي وكان اقتراحي أن يركزوا على القطاعين السياسي والتنظيمي بأعداد تتناسب مع حجم المجموعة و (حجم الطريقة) داخل عضوية الحزب علما بأن كل قطاع به 15 عضو. طلبوا منى أن أقوم أنا بتقديم مقترح للتعديلات في نداء الاتحادي فرفضت حيث يجب أن أكون على الحياد وتركت لهم الأمر على أن يفيدوني بنتيجة نقاشاتهم بعد الانتهاء منها حتى أوصلها. لم تصلني منهم مقترحات وتوقفت الاتصالات وفوجئ الوسط الاتحادي بتحديد موعد التوقيع بين التيارات (بما فى ذلك مجموعة الشيخ) بمنزل الزعيم الأزهري مع عدم اتضاح الرؤيا بالنسبة للحزب الأم والحزب المسجل و الوصول الى رأى نهائي فيما يخص (إنزال الرايات) التي كانت محل خلاف خاصة من الموحد. اتصل بى الوسيط مرة أخرى بعد طول انقطاع وأخبرني بأن السيد يطلب أن أعود للتحاور مع الشيخ الذي لم أنقطع عن الزيارات العادية له لكن دون مناقشة ما حدث، لكنه كان يسال هل من جديد؟ ذهبت للشيخ قبل التوقيع وأخبرته أن السيد لا زال يعشم في قبول ما جاء سابقا و ضم مجموعة يحددها الشيخ في القطاعات. أخبرني الشيخ بأن الأمر خرج من يده وأن الجميع سيوقع غدا إن كان لديكم طريقة لإفشالها أو تأجيلها فعليكم بها، لكنني (الشيخ) ارتبطت مع من استجاب لندائي ولا يمكنني خذلانهم واقترح على مقترح رفضته بالإنابة عن السيد رئيس الحزب حيث أنها لا تليق به وبمقامه وأفهمته بأنني بقدر احترامي وتقديري له لدى احترام وتقدير للسيد رئيس الحزب. أخبرت الوسيط بالنتيجة، وتم التوقيع بين التيارات في اليوم التالي ولم يصلوا الى نتيجة فيما يختص بإنزال الرايات ، والخلاف الثاني كان في موقف البعض أو رفضه لدخول الحزب المسجل!! رغما عن ذلك اتصل بى الوسيط وأخبرني بأن السيد اتصل به الآن وطلب منه أن استمر في الحوار مع الشيخ بالإنابة عنه وتقديم مقترحات مع ترحيبه بتوحد هذه الفصائل حيث أنه مكن الآن فصاعدا سيكون من السهل التعامل مع جسم واحد، لكن سيكون النقاش مع الشيخ عبدالله كممثل لهم جميعا. عدت في ذات اليوم الى طيبة الشيخ عبدالباقى وطلبت مقابلة انفرادية مع الشيخ وتم فيها توصيل ما جاء أعلاه له ورأيت في تعبيرات وجهه علامات الارتياح الشديد والرضاء ، ثم أمر بدخول بقية مجموعته وناقشنا الأمر أمامهم وطلبت منهم الجدية ومقترحات واضحة ومحددة. كونت لجنة منهم واتصل الوسيط بالسيد لتكملة الاتفاق السابق ورفعه لكل من السيد والشيخ. ثم فجعنا مرة أخرى في انتقال مولانا السيد أحمد الميرغني الى جوار ربه وبالتالي تقرر وصول السيد رئيس الحزب لإتمام مراسم الدفن بعد غياب قارب الثمانية عشر عاما. في الحلقة الثالثة والأخيرة سنوضح ماذا حدث بعد ذلك ، وما هي مقترحاتنا للتوحد.