! عطاف محمد مختار [email protected] أصبحت قضية الأدوية الفاسدة في الأونة الأخيرة، تشكل هاجساً مخيفاً بالنسبة للمواطن السوداني... فالأدوية الفاسدة وغير المطابقة للمواصفات تباع "على عينك يا تاجر" بالصيدليات... وبالأمس في الزيارة الميدانية التي قامت بها لجنة العمل بالمجلس الوطني لاتحاد أصحاب العمل، أقر الاتحاد - بما كشفته (السوداني) قبل أكثر من ستة أشهر – بأن الصيدليات (مليانة) بالأدوية غير المطابقة للمواصفات... الاتحاد مضى أبعد من ذلك بقوله "إن هناك صراعاً خفياً بين أجهزة الرقابة على السلع بالبلاد"، واتهم جهات لم يسمها بالتزوير والغش التجاري وتزوير ديباجة الدواء... إذن الآن نحن تجاوزنا مرحلة التسريبات والتكهنات بفساد بعض الأدوية بالصيدليات، وصار الأمر معترفاً به من الجهات الرسمية.. فرئيس لجنة العمل بالمجلس الوطني د. الفاتح عزالدين طالب بضرورة مراجعة التشريعات والقوانين الخاصة بالرقابة حتى إذا اضطر البرلمان لاستجلاب خبراء عالميين لتقييم المعامل السودانية، التي تعمل بقوانين وتشريعات عفا عليها الزمن، في ظل وجود مختبرات في البلاد غير معتمدة عالمياً ولم يتم اختيارها وفقاً للمعايير الدولية. سألت الأمين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني، عن هذه التطورات الخطيرة، فتأملوا ماذا قال لي: (إن هذا فقط ما ظهر من جبل الجليد، والأخطر من ذلك أن الدواء أصبحت تديره "مافيا" تتكسب وتستثمر بالغش والخداع في صحة المواطن المسكين... فالدواء يعاني من الاحتكار... والأدوية لا تخضع للفحص والتقييم "لا قبل التسويق، ولا بعد التسويق"... وهنالك "خيار وفقوس"، فمثلاً توجد أدوية مسجلة لبعض المستوردين بفترة صلاحية علاج لمدة 3 سنوات، وتأتي نفس الأدوية من نفس الشركة لمستوردين آخرين بفترة صلاحية 5 سنوات... د. ياسر أقر بأن السودان أصبح مكباً لنفايات الأدوية، وقال إن لم تتحرك الدولة بجدية وبشكل سريع وقامت بتوفير العملات الأجنبية، فإن الأوضاع ستصبح أكثر ماسأوية، ومضى بالقول متعجباً: لا يمكن أن يتعاطى 33 مليون نسمة في السودان 700 2 صنف فقط من الأدوية، فيما يتعاطى 10.5 مليون نسمة في تونس أكثر من 10000 صنف من الأدوية). "صراعات خفية بين أجهزة الرقابة على السلع بالبلاد... تزوير وغش تجاري في ديباجة الدواء... مافيا تتحكم في السوق... احتكارات... خيار وفقوس... ارتفاعات خرافية في أسعار الأدوية –ومغشوشة كمان-"... أين نحن؟، هل نعيش في غابة؟، لقد بات أصحاب المصالح و"القطط السمان" ينهشون لحم المواطن المسكين، بدم بارد... على رئيس لجنة العمل بالمجلس الوطني د. الفاتح عزالدين التحرك بسرعة لاحتواء الأزمة، وكشف المتلاعبين وعصابة (المافيا)، فلماذا التستر عليهم؟، يجب تحويلهم للقضاء،، فالأمر ليس أمر زيادة أسعار سلع استهلاكية أو محروقات... لقد تعدى كل ذلك وأصبح استثماراً في أرواح وحياة الشعب السوداني... وعلى بنك السودان ترتيب الأولويات وتوفير العملات للمستوردين.... وعلى وزارة الصحة والإمدادات الطبية مراجعة وفتح التسجيل للأدوية المعتمدة عالمياً... فنحن نتحدث هنا عن أرواح بني البشر، وليس كائنات فضائية. (حسبنا الله ونعم الوكيل) إلى أصحاب القلوب المريضة! تربينا وتعلمنا أن الرزق بيد الله الوهاب الرزاق، لذا لا نتذلل لسلطان ولا نتمسح بصاحب مال وجاه... ونتوكل في رزقنا على الخالق، ويقيننا بأنه لن يفوتنا رزق كتبه الله لنا، ولو كان في قاع البحار العوامق... ونعرض عن الجاهلين... ونقول كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: يخاطبني السفيه بكل قبح = فأكره أن أكون له مجيباً يزيد سفاهة فأزيد حلماً = كعودٍ زاده الإحراق طيباً فنحن نعيش على هذه الفانية ب(سمعتنا، وشرفنا وشرفنا وشرفنا)... ولا أزيد.