بالمنطق (الغفلة ) في زمن (الانتباهة)..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * ما تتخوَّف منه صحافة مصر هذه الأيام حاولنا أن نشير إليه هُنا - قبل سنوات - فلم ترَ محاولتنا (النور).. *والآن مصر تتحدَّث - بما في ذلك حزب (النور) - عن (شيء!!) يتبلور في منطقة النوبة بشقيها المصري والسوداني.. * ورغم أنَّ مصر (تصرخ) الآن إلا أننا مازلنا نكتفي بما هو دون (الهمس).. * أما ما نقدر على أن (نصرخ) به نحن فهو أنَّ نشاطاً نوبيَّاً في طريقه إلى أن (يتوحَّد!!) - لأول مرة - ما بين دنقلاوحلفا.. * وسعد محمد أحمد - من دال - لا يكاد يصدِّق أنَّ سعيد دمباوي (الإنقاذي ) - من دمبو - صار (يجهر ) بالذي (يجهر ) به هو ذاته.. *ومزمل مرسي - من كجبار- لا يكاد يصدِّق أنَّ محمد شريف - من شبتوت- يستجمع في دواخله تاريخ النوبة بأكثر مما يفعل هو.. * وسيد عبده - من عبري - لا يكاد يصدِّق أنَّ نفراً من أبناء (أرتقاشة) - ومنهم عبد المعروف حسين - بصدد إنشاء (جسم ) نوبي شعاره( نوبي أنا ).. * وأبو بكر صالح من قرية (22) - (بتاعة كنز الذهب الطلع فشوش) - ما كان يصدِّق أصلاً أنَّ هنالك ذهباً أغلى من (أرض الذهب) ؛ بإنسانها وتراثها وثقافتها وتاريخها وحاضرها.. * و(الفضل!!) في الحراك النوبي الكثيف هذا - ظاهراً ومستتراً - يعود إلى المسؤول (ذاك) الذي ما كان يعلم - أو ربما يعلم - أنَّه يطرق على وتر حساس لدى النوبيين اسمه (الإغراق والتهجير).. *وبفضل المسؤول هذا تتداعى كل محاولات رئيس اتحاد أبناء حلفا السكوت المحس - (المفروض فرضاً !!) - في (إلهاء) النوبيين بأنفسهم.. *ويُذهل - الرئيس (المفروض!!) هذا - حين يرى أنَّ أقوى جهة تُعنى بالثقافة النوبية الآن تأتي من خارج دائرة (حلفا سكوت المحس ) هذه.. * تأتي من دنقلا تحت مُسمَّى (جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي).. * ثم يُصعق - (عديل كده) - عندما يجد أنَّ أشهر ما تتغنَّى به الفرقة الغنائية للجمعية هذه أغنيات لا تمتد شمالاً نحو حلفا وحسب وإنما تبلغ أسوان (هناك) داخل مصر.. * ومصر حين تصرخ بشدة هذه الأيام فذلك لأنَّها تتحسَّب لأمر تعود جذوره إلى أيام المقاطعة العربية لها عقب التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد.. * فقد طالب مثقفون كُثر - آنذاك- بالانسلاخ عن انتماء عربي (مصطنع!!) والعودة إلى هوية فرعونية (أصيلة!!).. *والفرعونية ذات صلة وثيقة بالنوبية.. * أي أنَّ الفراعين المصريين هم في الأصل نوبيون.. * وكذلك الأمر بالنسبة للفراعين السودانيين... * ومادام(العروبيون) في بلادنا يتنكَّرون لنوبوية تجري في دمائهم تمسُّكاً بانتماء عروبي (زائف).. * ومادام منهم من يصرُّ على حصر النوبوية هذه في الشمال النوبي.. *ومادام الشمال النوبي هذا نفسه بات (مستهدفاً) من تلقاء (نفر) من العروبيين هؤلاء.. *مادام الأمر كذلك - إذاً - فلا عجب في أن يستشعر النوبيون الخطر ليحدث بينهم الحراك هذا الذي أشرنا إليه.. * حراك من دنقلا وحتى حلفا.... * ولا أدري لماذا قال وردي: (من عكاشة وحتى دنقلا) خلال حوار تلفزيوني معه في أخريات أيامه.. * ولكني أدري تماماً لِمَ غنَّى الشاعر النوبي فريد محمد أحمد للنوبيين من دنقلا وحتى أسوان... *فأي (غفلة) هذه في زمن (الانتباهة)؟!!!! الجريدة