بسم ألله ألرحمن الرحيم .. رساله للمكرم عبداللطيف البونى عبدالجليل على محمد عبدالفتاح [email protected] الأخ (الحبيب) المُكرم عبداللطيف البونى .. السلام عليكم ورحمة ألله .. فاليسمح لى اخوتى سادة (الراكوبه) بفتح (كوّة ) حوار ونقاش مع (البونى) حول خطه الكتابى وطبيعة أللغة والخطاب التى يستخدمها فى صحافة وطن تنتاشه (الازمات) من كُل جانب, والبونى يكتب فى وادٍ آخر فى (نياواته الأخرى) .. أخى البونى ظللنا نُتابع كقراء كِتابات (البونى) فللرجل إرث ثقافى وصرح فِكرى شامخ يتنوع من حيث الموضوع والمنهج.. فالمواضيع التى يرسمها ويكتبها تتنوع بتعدد المجالات الفِكرية التى تناولها بالقلم .. فمنهجه و(خطه) كان له أساس فى توجيه وتحديد المواضيع والتأسيس لجهاز مفاهيمى أهلّه ككاتب لممارسة النقد فى قراءته للموضوعات الحياتيه فى السودان فى مختلف مشاربها.. * فلا يخفى على الباحث المبتدئ مثلنا أن الخوض فى قراءة ونقد إنتاج البونى طِيلة السنوات المنصرمه ليس من السهولة بمكان، فجّل أفكاره وأطروحاته تُعبر بشكلٍ أو بآخر عن أنماط الأفكار والتحولات التى يعرفها الواقع السودانى والتى تستدعي صياغة مجموعة من الإشكاليات وطرح عدة أسئلة مُحملة بمجموعة من المفاهيم والآليات للمعالجة .. ومن ثمة ظل هاجس يُداهمنى على مر السنين مع البونى الذى ظل يتبوأ منزلة(كاتب) راتب بعدة (صحف) وكقراء (نتعاطى) السياسة ظللنا نُعانى من (البونى) المثقف كثيراً فكنا (نظن) أنه على وعّيٍ أفضل من غيره بهموم (الوطن والمواطن) ونتسّمع من السياسيين ومن العوامّ أن أزمة (الوطن) من صنع (الصفوة ) وكثيرون يُحمِّلون أوزارهم (للمثقفين والصفوة) وضعوهم كلهم فى سلة واحدة وقاموا بتجريدهم من كل (خِِصال) .. * نتمنى عليك أخ البونى أن تتبنى وعّى سياسى وثقافى جديد.. لتُخرجنا من المقولات السائدة بلا جلدٍ (الذات)السودانيه .. أرجوك ناقش (السياسة) بموضوعية وبتوازن فى الحُكم بتتبع المُعطيات والمدخلات بالبحث عن الأدوات ثم المخرجات لقضايانا (العالقات) بالرقاب ..أدخل (السياسة) فى (معمل) البونى ليكون الناتج فِكراً سياسياً متقدماً لصالح (الوطن والمواطن).. فمجتمعاتنا لا تحفل بالموضوعات (الفنيه) والروايات والقصص الاجتماعية .. رغم ان الجهل أصيل فى (تربتنا) ألاجتماعية ومن (يقرأ) عناوين وموضوعات الصحف الاجتماعيه و(الفنيه) يُدرك أن كثيراً من (القوم) أصابتهم ذات (الزراية) فى الفِكر.. فعلى مدى ثلاثة أيام تابعت (رصيد) كتابات البونى فطرحت أمامى أسئلة عريضه لرجل ظل حاضراً بالصحافة السودانيه وقد برهنت التجربة على شخصية البونى فقد خبر العمل الصحفى بالموازاة مع نشاطه الاكاديمى.. . ولكن هذا (لن) يُلهه عن دوره الأساس فى دعم قضايا (المواطن) البسيط التربال .. ونظرا لاتساع تجربته من حيث الاهتمامات والاختلاف في المقاربات الحياتية داخل السودان للرجل كتبنا لثقتنا به وبقلمه وبقلمه * أخى البونى أن أعظم ألناس أعظمهم (وجدانا) فالكاتب والمثقف الكبير وجدانه يتسع كثيرًا وبشكل ملحوظ للهموم وللأحزان التي تؤثر فى الناس ووجع كل مواطن فى مجتمعه هو وجعه وألم كل مواطن في مجتمعه هو ألمه أىّ أنه مشغول بقضايا الفِكر والاقتصاد والسياسه وليس فى تملك متاع الدنيا .. فالكاتب كلما تقدم ب (العُمر) أكثر كلما تراجعت رغبته عن الأشياء فأوجاع الناس وآلامهم بها وفيها ما يُغنى عن التفكير بأمور أخرى .. فالعقل مملؤ ومُعبأ بعبارات جديدات وهموم كبيرات انها (هموم) الوطن وقضاياه يجب أن تُشغل كاتب فى وزن ومقام (البونى).. فلماذا لا تتسع مساحات (العاطفة) عندك لتصبح هى هموم الناس والقضايا الفكرية الكبيرة بالبلد تُشغلك عن التفكير بأفكار رومانسية صحفيه فاليوم يجب أن تتسع رقعت العاطفة عندك لتصبح عاطفة(المواطن) يُفترض أن يكون قلبك فيه هموم كثيرة وأحزان كثيرة وهى عبارة عن أحزان وآلام كل (مواطن).. ليُصبح همك الأول والرئيس هو خدمة الناس والمجتمع بطرح قضاياهم للنظام (بقوة) * على وجه العموم أخى البونى أقول بأن الكاتب السياسى مناضل حقيقى .. لأن وجدانه يُصبح وجدان الأمة بأكملها.. فأرباب وسادة النظام (الاسلاموى) صار همهم الأول والأخير أن يبنى قصرًا فخماً وكبيراً ومعقدًا.. وبأن يكون فى كل جناح من أجنحة القصر له زوجةً أو زوجتين هؤلاء هم أهل المشروع(الحضارى) أنهم لا يُدركون ما يحيط بهم وبمجتمعهم من مشاكل ومن هموم وأزمات كبيرة فهؤلاء الذين (يثملون) بنعيم الدنيا كثيرا ويتنزهون بصحبة الزوجات ذوات العدد كثيرًا من المستحيل أن يكونوا أصحاب (رساله) ومشروع.. * فمما ألاحظه أخ البونى على شيوخنا الإماجد وخصوصاً المشهورين منهم بأنهم كلما تقدم العمر بأغلبيتهم كلما زادت شهوتهم (للطعام وللنساء) أكثر من أىّ وقتٍ مضى وهؤلاء من المستحيل أن تكون هموم الناس وآلامهم همهم الأول والأخير وبالتالي يجب أن يُخرجوا أنفسهم من دائرة الإدعاء العام بأنهم (رجال) حول البشير .. فالمناضل الحقيقي تُشغله مشاكل الناس وليس مشاكله العاطفية ونزواته الجنسية وبعض هؤلاء وصل بهم العمر إلى الخمسين والستين سنة وهم ما زالوا يبحثون عن زيجات جديدة فى الدنيا وفى الآخرة. * إن وجدان الإنسان الكاتب لا يشغله الجنس بل تُشغله أحزان الناس وآلامهم ومصيرهم ومشاكلهم السياسية والاقتصادية,والإنسان الذي همه أن يجمع المال هو إنسان عادي وليس إنسانا متميزاً اجتماعيا أو دينيا ومن هذا المنطلق ومن هذه الذاكرة هنالك تحتفظ لنا الذاكرة برجالٍ مفكرين اجتماعيين همهم الأول والأخير خدمة الناس والتبتل والترهبن أو الرهبانية من أجل خدمة المجتمع بأكمله. * وكلما تقدم العُمر بالكاتب السياسى والاجتماعى كلما تراجعت رغباته الجنسية وشهوته للطعام,حتى السجن لا يهمه .. و(حيدر ابراهيم على ) واحد من هؤلاء الناس .. فلم تعد الملذات العادية تشغل ذهنه.. ولو تم اليوم القبض عليه وإيداعه في السجن فإن هذا الموضوع لا يهمه على الإطلاق لأن في ذهنه أشياء أهم بكثير من تلك الأشياء التى تشغل أفكار الناس العاديين.. * والسبب في ذلك أن أفكار المفكرين الاجتماعيين وأدمغتهم وقلوبهم مشغولة أو تصبح مشغولة أكثر بالقضايا الفكرية وكأنهم يحملون الكرة الأرضية على رؤوسهم .. ولا أستطيع أن أتقبل نهائيًا رجلاً يدع بأنه مفكر و(مجاهد) ومنظم وبنفس الوقت يتخذ لنفسه بعد عمر الأربعين سنة أو الخمسين سنة زوجة أو زوجتين أو حتى ثلاثُ زوجات على الإطلاق فهذا الذي يسلك هذا السلوك من المستحيل أن يكون مفكرا اجتماعيا.. ومن الملاحظ جدا أن رجال الفكر والسياسة يسقطهم المجتمع والدولة بالكامل إذا تم الكشف عليهم أو إذا تم ضبطهم بقضايا (غرامية ) مع نساء من غير دائرة العلاقة الزوجية .. والسبب في ذلك أن المفكر السياسي والاجتماعي إذا اتخذ أكثر من زوجة فهذا معناه أنه قد أصبح (غير) متفرغ لقضايا الفِكر والدين والاجتماع والدولة وخدمة الجمهور .. ومن هذا المنطلق لا يمكن أن يدع أىّ شخص بأنه مفكر اجتماعى أو سياسى وبنفس الوقت يملك في منزله زوجتين أو ثلاثة زوجات كل زوجة منهن فى غرفة نوم على آخر موديل ليدع بعد قليل أنه وأنه وأنه ... * قد يتلاقى الكاتب المتعاون بالمفكر المساوم بقصد أو بدون قصد ليصبح بوقاً للترويج لما تريده السُلطة.. فالنظام يمتلك مصادر الثقافة و الاعلام والتعليم والأموال (السائبة) بغير حِساب كما يمتلك حق المنح لمن (يُلبى) مصالحه والمنع لمن (يُعاكس) اتجاهه..فالمتعاون هو المدلل بالامتيازات والمناصب الرفيعة والمخصصات ..تروج كتاباته وأفكاره بل تعتمدها فِكرا معبرًا عن وجهته فى الشارع مهما كانت رداءتها وسطحيتها وتفاهتها... يتلقى التوجيهات من النظام ليتعامل بالازدواجية فى كل شىء ... هذا النوع يمثله (الانتهازيون) وهم كُثر فى الصحافة الذين (يتزلفون ويتملقون) للسُلطة بل حتى لأذيالها ..(يتلونون) بأكثر من لون ويعملون (أجراء) لمن يدفع أكثر.... وبهذا تنتفى عنهم صفة (الإبداع) لأنهم مجرد (أجراء).. يتشككون حتى فى قدراتهم وإمكانياتهم ..و تنمو في صدورهم رقابة ذاتية تقيدهم وتشعرهم بأنهم (سُلطويون) أكثر من السُلطة .. يراقبون أنفسهم لا لغرض الإبداع وتنمية الثراء الفكرى وتصحيح الخطأ السياسى بل كى لا يحيدوا عما هو مرسوم لهم ..ويتبارون فى خشيتهم وخوفهم من سُلطان (الامن) الجائر... أنها لأمراض مزمنة تنتاب الكاتب فى هذا الزمان البخس الردىء.. * وقد ينعزل الكاتب فى (بحبوحة) تفكيره وخياله السياسى الخصب وهذا يجعله يتجه إلى مسار نهايته لأنه سينعزل عن هموم الشعب ويبتعد عن التفاعل اليومى مع هموم الناس .. * ومن هذا النوع الكاتب والمثقف الأكاديمى الصرف الذى يهتم بأبحاثه وأعماله النظرية المتخصصة اكثر من اهتمامه بهموم ومعاناة ومصير شعبه انه لا يمت للشارع بصله أنهم لا يدركون ما يحيط بهم وبمجتمعهم من مشاكل ومن هموم.. حتى أضحى مجالهم لا يتصل بالواقع السياسى أو الاجتماعي مباشرة.. وبالتالي لا يتصل بالسُلطة بشكل مباشر..لانها لاتحتاج له .. * وقد يتمرد الكاتب على الواقع الرديء.. يرفض مبدأ ركوب الموجة لتحقيق مآرب مادية ومعنوية فهو صاحب مبدأ..متمسك..به..يرفض التعامل المزدوج الذي يننزلق نحو اتجاهين: اتجاه التمجيد لجهوده ككاتب وتقييمه بمستوى عطاءه والتعاطف مع إنتاجه ..أوتوجيه النقد المتلائم مع هبوط وانحدار فكره وعطاءه.. * فالكاتب اليوم لا تضعه السُلطة فى اعتبارها لانه (لا) يهمها وليست بحاجة اليه ولا تهابه لأنه لايمتلك اية سُلطة قمعية او ميليشيا ارهابية ..لآن فكره وقلمه لا يُخيف من فى السُلطة؟ هكذا الساسة فى (الخرطوم) والولايات يُفكرون لانهم مرضى بهوس السُلطة وجبروتها.. وهكذا فإن الكاتب فى عصرنا الراهن فى ظل استشراء الفساد وتغلغله فى كل مكان ومجال وفى ظل تعاظم قوة التيارات (الظلامية) المضادة للإبداع والتغيير وفى ظل سُلطة تعيش الفساد وتُعطى حيزاً شاسعاً للقوى الظلامية كفزاعة للمثقفين والكتاب... وتحاول ابعادهم عن حاضنتهم الخصبة والحقيقية وهو (الشعب) ..نشأ عن ذلك حدوث ارهاصات وتجاذبات للفكر وبالمقابل فالمجتمع بأمس الحاجة اليوم الى بروز دورالكاتب الحقيقي الذي يُعبر عن واقع مجتمعه ويصف له الصياغة الواقعية لإنقاذه.. لأنه الكاتب المتصل بالواقع وهو مصدر كل فكر نابع ومنغمس فى الواقع الاجتماعى الحقيقي ..كونه جزء منه محصنا ومقاوما لاغراءات السُلطة (الفاسدة الفاشلة) * فاليوم تطفو على الساحة عناوين شتى.. كاتب منعزل ومتعاون مع السُلطة مساوم وكاتب متمرد فى غير المجالات السياسية والكاتب الثائر فى شتى مجالات الحياة السودانيه العريضه . لايسعنا الا ان نستشهد بالمفكر (حيدر ابراهيم) الذى كتب مقالات اشار فيها لنماذج لا نموذج واحد للكاتب..بينهم اللامبالى الذي يتغنى ب(الجمال والحب والحقيقة) المطلقة وآخر مستسلم للسُلطة يردد شعاراتها ويرافق الخشية ويحرض ضد كُتاب آخريين رفضوا الاستسلام .والكاتب الذى اختار الصمت على السجن أو النفي..والمنفي الذي ارتبط بسُلطة فاشله .. وآخر يُهاجم نظام حاكم بشعارات أخرى متنازع عليها..فبعض (الكتبه) يصرخون فى (البرية) الصحفيه فلا يُحدث صوتهم تموجاً فى السكون السياسى السودانى) * نستنتج أخ (بونى) بأن الكاتب عموماً والسودانى خصوصاً واقع تحت رقابة الامن وقائمة على (الترغيب والترهيب) لا على الإقناع والمشاركة * فاليوم الكاتب يعيش بين أطواق (سُلطوية وأمنية ورقابية) عديدة قد زادت فى خذلان العقل السودانى الذى كان قد طوق بالأدلجة الاسلامويه وبالأفكار المتجلدة البليدة التى عششت فى النفوس والمشاعر الساخنة.. وبتعبيرات ساخرة كالخيانة والعمالة.. الخ ففى قواميس الكُتاب ولردح من الزمن كما شاعت اليوم تعبيرات جديدة في عصر العولمة مثل الارهاب والتكفير والطائفية والاثنية والشفافية والردة والضلالة.. وكُلها مفردات تختفى وجوهها وراء أقنعة أيديولوجيات واجندات سياسية وفكرية هشة تتغذى وتعتاش على ارض الواقع الجرداء والأسنة لكنها فى حقيقتها ضعيفة لا تقاوم حركة الحياة وانها آيلة للزوال.... * لأنها تعيش وراء جدران السُلطويات المتنوعة فى النظام والمجتمع.. وحيث تبلورت للوجود (نُخب) شابة جديدة من جيل جديد فقد ورثنا صحافه بذات الأنماط نفسها والعادات ذاتها بل اصبحنا نعيش فراغاً قاتلاً بين واقع (موبوء) بكل الأمراض السيئة ومتغيرات صاعقة هى بمثابة (صدمات) قوية جدا.. * فالمطلوب من أجل الشباب أخ (البونى) المطلوب الانفتاح علي قضايا وحياة شباب هذا العصر الجديد الذي لا يمكن مقاومته أبدا.. ولا يمكن لاي انسان ان ينعزل عن روح هذا الشباب العصرى وقد لا تشعر بكل معطيات هذا العصر تحاصرك وأنت المستفيد أولاً وآخراً.. أتمنى أن يتوفر فيك قدرُ من الشجاعة والجرأة لتكتب فى (المسكوت عنه)ومن حسن طالع كُتاب السياسة ألا يهتم النظام بهم لأنه حين يهتم يُسخره لأغراضه وتجعل الكتبه أبواقاً لهم... * أخى البونى أنت رجلُ أديب ووديع النفس لطيف الكلمة طلق المحيا .. يعمل المفكر أأمل أن تكتب بشكل دؤوب ومتفاعل مع قضايا المجتمع حتى تصل لمرتبة تفكير المواطن فالشعب هو المكان الطبيعي للكاتب وواقعه ويمثل الارض الخصبة لنماء افكاره وغزارة ابداعه .. من خلال تشخيص السلبيات التى يُعانى منها المجتمع.. فالكاتب يحمل رسالة فكرية شريفة وأمينة تُلزمه اخلاقياً أن يُبعد مشاعره وقلمه عن روح الأحقاد والكراهية والتسقيط الفكرى والشخص ..وتُجنبه الدهاليز المظلمة..وأن لا يجحد أعمال غيره .. ولا يُبخس بأىّ نشاط وناشط سياسى مهما اختلف مع رؤيته بل يسهم فى تصحيحه وتقويمه نحو المسار الافضل.. بعد فحصه وتبيان مثالبه.. * يتوجب على البونى ان يتبعد عن التفكير السوقى والبضاعة الفاسدة والشعارات المريضة..وأن يتخلص من الدعايات المجانية والتشهيرات السيئة ومنها أساليب التعتيم على منجزات (المعارضه) ورفض الانتهازية السياسية المتزلفة للسُلطة الحاكمة.. * كما يتوجب ان تلعب دورا هاما لفضح (الفساد والمفسدين) وكشف المتواطئين والمتسترين على فسادهم من السياسيين وبالادلة الثبوتية وليس بالإسفاف والتقسيط والمطاعن الشخصية وألاّ يكون قلمك فرشاة لتبييض وجه السُلطة بصنع المنجزات والمكتسبات الوهمية كما يرتزق ويتسلق البعض لمناصب لايستحقونها.. والا تُعطى (ثِقلاً) لمن لا ثقل له فالنظام الحاكم يستخدم بالوعود الكاذبة بهدف افساد الكاتب والمفكر وليس لإصلاح النظام ..واحداث التغيير .. *** وأخيراً ان على البونى أن يُساهم بعملية التغيير الوطنى التى يتوق لها الشعب ويناضل من اجلها..فالتغيير يحتاج لوطنيين (يؤمنون) بالتغيير..تكون اهدافهم ونواياهم ووسائلهم وطنية صرفة وصادقة.. التغيير من الداخل لا الاستعانة بالاجنبي لاحداث التغيير لان ذلك يفقد وطنية قادة التغيير ويضعهم في مصاف الخونة لوطنهم والعمالة للاجنبي لتنفيذ مأربه واجندته.. * نعم للتغييرالجذري الشامل يبدأ من الكاتب لانه قدوة الشعب بل وقائده الحقيقي.. اليوم نحن بحاجة ماسة الى احداث التغيير الفكري فى عقول المفكرين واقلام المثقفين ومناهج المتعلمين والبناء التربوي للطفل والنشئ الجديد وعلى المفكرين ان يأخذو دورهم الحقيقي والفعال في خلق الوسائل والقدرات لاحداث التغيير... ومن مهام التغييرالحقيقي ان يتحمل الكاتب اليوم مسؤولية المشاركة الحقيقية لا في السُلطة فحسب بل وفي القرار السياسي للصحافة من خلال الاسهام الفعال مع صانع التغيير السياسي بالنظريات والافكار والبحوث العلمية والستراتيجية التي من شأنها ان تُساهم في بناء الدولة المؤسساتية التى نبتغى لها وتهذيب السُلطة ومراقبتها.. لان تلك المؤسسات لن تؤدي دورها الفاعل والمتطور اذا لم يشارك الكُتاب فى رسم اتجاهاتها ومراقبتها نحو الصواب..لأنهم عقل المواطن وصانعى اقداره.. ومن مهامهم الاساسية المساهمة في تعزيز السلم والأمن فى المجتمع بما يتم تحقيقه من فكر وتهذيب تربوي..وأخلاقي..لان دور السُلطة في ذلك هو دور نسبي.. كل ذلك يتطلب تشكيل مؤسسات و منظمات تُعبر عن حقوقهم وتُلبى طموحاتهم وتُسهم فى اشراك الكاتب فى صُنع القرار السياسي بشموليته بعيدا عن اية ادلجة سياسية او دينية وتكون القوة الضاغطة على السلطة لصنع وتنفيذ قرارات الارادة الشعبية..فالسودان لا يشكو من غياب الكُتاب من حيث الكم على الأقل ولكن هناك غِياب جهاز متماسك وفعال للصحفيين يجب ان يكون له تأثيره المباشر والفعال فى القرار السياسي وفى الوسط الاجتماعي ..ولعل أهم ما يميز الدول المتقدمة هو تشكيل السلطة الرابعة تُساهم وتضغط فى عملية صنع القرار..... * فالكاتب يلعب دورا اساسياً فى مواجهة النظام الذي يؤثر سلباً على الفكر الجماعى للمجتمع .. فالكاتب الصادق يُشكل جزءا حيوياً من الامن القومي...ومن الاختلالات الخطيرة التي يُعاني منها المجتمع السودانى .. .. * كثيرة هى الإشكالات التى يُعانى منها الشباب المعاصر اليوم أولها الضمور فى إنتاج الصحفى والكاتب فما يحصل هو أن الكاتب يُُفكر بنفسه ولمصالحه ولا يُفكر للمواطن بما يخدم مصالحه وبلده .. فالبعض يعمل على إعادة إنتاج نفس الأفكار والنظريات أن الواقع اليوم يتطلب من الكاتب ان يبحث عن كل شىء فى مفردات الحياة التى يقتنع بأنها تُسهم في انتشال البلد من واقعه المرير ويجب على افكارنا واقلامنا ان لا تنام ..وان تتناول المشاكل والازمات المعاصرة الأساسية التي تشغل المواطن البسيط .. لابد أن تتعاون معنا لخدمة قضايا الوطن وتقويمه على المسار الصحيح يا(بونى) وكشباب بالراكوبه ندعوك لممارسة دورك النقدى الفعّال دون وجلٍ أوضغط .. فالمناخ السائد لا يسمح بقيام حوار حُر فى سبيل رفع مستوى الوعى لثقافة الشباب فكيف فى سبيل (التغيير) وبناء نظام أفضل و(جديد) فطبيعة وسايكولوجية النظام تتسم بعلاقة اللامبالاة والاضطهاد والوصاية للكتاب والمثقفين وتفتقر لعلاقة المشاركة الحُرة فالشباب يعيش (أزمة) حادة ياالبونى.. ولازال يُمارس دوره بعفوية كما تشاء الظروف وكما تفرضه الاحداث وقد يؤدي به ذلك الى للقيام بدورين متقاطعين وكل دور يُشكل أزمة مستعصية بدون (قيادة) وقدوة .. ** إن مهمة الكاتب لهى تغيير الواقع الماثل باحداث تغيير .. فعلى البونى ورفاقه ان يصنعوا معنا التغيير اللازم الذي يجيب على أسئلة المواطن الذى ظلمه ساسته .. * * * الجعلى البعدى يومو خنق ... ودمدنى السُنى ...السبت29