ملتقى كادوقلى هل يرجى منه نور السلام؟ صديق عطرون [email protected] بعد أكثرمن العام وربع العام، من الحرب والدمار والقتل والتشريد،يطّل علينا النظام فى هذه الأيام بصدد عقد ندوات وأجتماعات فى مايسمى – "ملتقى كادوقلى للسلام" – بجنوب كردفان (جبال النوبة),يسعنى فى هذا الصياغ بأن أقول"شر البلية مايضحك" !. نظام المؤتمر الوطنى مازال يواصل مسلسل الكذب والنفاق والإستخفاف بالعقول، والضحك على الذقون . يدّعى النظام بأنه - صاحب مبادرات وطنية تستطيع بها وضع حد للأزمة لتحقيق السلام والتنمية والاستقرار فى جنوب كردفان، بعكس ماترمى وتسعى له الحركة الشعبية/ شمال، كلام جميل- من خشم سيدو- إذا كان كذلك ، لماذا رفض الدكتاتور مجرم الحرب البشير ورقة الأتفاق الإطارى نافع – عقار فى يونيو 2011 من داخل مسجد والده،والشعبية هى التى من جنحت للسلم مسبقاّ، أم كان البشير يعتقد بامكانه حسم الصراع عسكرياّ وليس سياسياّ؟،الم يكن ذلك الأتفاق به نفعة ومنفعة لجنوب كردفان وبقية السودان حقناّ للدماء الطاهرة؟ سؤال- لماذ يرفض النظام السماح للمنظمات الإنسانية لإيصال الغذاء ومستلزمات الحياة لأهل جبال النوبة والنيل الأزرق؟ الم يكن فى هذا- سياسة جوع كلبك يتبعك؟ سؤال- لماذا يجلب النظام المرترقة والمليشيات بقصد حرق القرى والحلالات،وتشريد أهلها؟ هل من يفعل ذلك يحب السلام والمودة؟ سؤال- بأى حجة تقذف طائرات النظام والمدفعية الثقيلة مواقع المدنيين العزل وقتلهم، وتصبح الكهوف والمغارات ملاذهم الآمن؟ هل من يرتكب هذا العمل يريد تحقيق سلام؟ أم هى الإبادة بعينها؟ سؤال- لماذا التماطل والتنصل لتنفيذ مقترح الآلية الثلاثية المتمثلة فى الأممالمتحدة + الأتحاد الأفريقى + الجامعة العربية ،لإغاثة متضررى الحرب فى كل من جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. سؤال- لماذا يرفض النظام السماح للتغطية الأعلامية لرصد المعارك والانتهاكات الانسانية والحالة السيئة التى يمر بها انسان المنطقة؟ أيوجد تضليل أضخم من ذلك للسودانيين وبقية العالم أم أنها خوفاّ من هزائم النظام العسكرية التى تتلقنها من الجيش الشعبى؟ المثل الشائع "عينك فى الفيل وبتمشى تطعن فى ضلو" القرار الأممى 2046 واضح ومافاضح للجميع،وهذا أعترافاّ من المجتمع الدولى بالحركة الشعبية/ شمال، إذ يلزم القرار حكومة السودان والحركة الشعبية، الدخول فى المفاوضات المباشرة من غير شرط مسبق ،لحلحلة معضلة المنطقتين فى المسائل الإنسانية والسياسية والأمنية.ألم يكن من الأجدر والأفضل للنظام بأن يسخر كل تلك المجهودات والتكاليف الباهظة البحث عن قنوات حوار وتفاهم مع الحركة الشعبية/شمال بدل عن ملتقى كادوقلى للسلام؟ من الظاهر لمتابعى الأحداث فى السودان، بان ساسة النظام والمؤتمر الوطنى- همّ خريجى الخلاوى فى السياسة الداخلية والخارجية، كيف بأن يغض النظام الطرف عن الحركة الشعبية فى "ملتقى سلام كادوقلى" والإستعانة بأحزاب سياسية ليست لها وزن وأيضاّ أحزاب وهمية لم تكن موجودة أصلاّ(مصطنعة) فى تلك الرقعة الجغرافية؟من باب المعرفة، الحركة الشعبية والجبهة الثورية تسيطر على أكثر من 80% من مساحة المنطقة عسكرياّ وسياسياّ،من ناحية، وهى التى أحرزت غالبية الأصوات فى آخر انتخابات شهدتها الولاية ، وذلك بشهادة المراقبين الأجانب بما فيهم السيد/ ليمان مبعوث الولاياتالمتحدةالامريكية للسودان الذى زار السودان حينها. ملتقى كادوقلى هل يرجى منه نور السلام؟ السلام لن يتحقق بمجرد الأعلام والشعارات،لأن السلام ليس أمراّ سطحياّ،كما أن الحرب ليست أمراّ سطحياّ بل فرضتها الواقع المرير،لذلك من المفترض قطع جذور الحرب حتى يسود السلام،وجذور الحرب هى (حرمان الإنسان)،مما توجّب له الثورة ورفع السلاح ضد الطبقة التى حرمته،وأسباب الحرمان كثيرة منها ،الأستغلال والأستبداد فى الحكم أو فى الثروة(المال) أو فى العلم،فمن الطبيعى لكل من يريد قطع جذور الحرب أن يحول بين مثيرى الحرب وبين مآربهم وذلك بخلق الوعى السياسى والاقتصادى والأجتماعى. الوعى السياسى يجب عدم استسلام الشعب للديكتاتوريين كالحكومات الوراثية أو الإنقلابية أو مغلفة كالحكومات التى تنادى بالديمقراطية وفى باطنها حكومات وراثية وإستبدادية، والوعى الأقتصادى يمنع كون المال بيد جماعة معينة أستولت على مقاليد الحكم والسلطة سواءاّ كان ديمقراطياّ أوانقلابية، أما الوعى الأجتماعى يجب أن يعرف الإنسان تساوى المجتمع فى العلم والحكم والمال،قال الله تعالى(كل امرىْ بما كسب رهين)، إذاّ لاطبقة معينة مثلاّ (جلابة) أن يتعلم أبنائهم تعليم خاص سواء داخل الوطن أو خارج الوطن لأن لهم المال والحكم أو الحزب،فيجب تغيير هذا الفهم حتى يعم العلم للجميع دون مفاصلة،وفى سبيل تحقيق هذه الأشياء على أرض الواقع ، لابد من تغيير دستور السودان الحالى الى دستور عادل وشامل، لنشل الوطن من مستنقع التقسيم الى دويلات غير قابلة للحياة،واسترداد ما سلب من أرض الوطن فى حلايب وشلاتين والفشقة، وكذلك ثروة السودان المنهوبة المودعة فى بنوك دول العالم بالخارج، وتحسين علاقة حسن الجوار وتبادل المنافع مع دولة جنوب السودان. تحياتى والسلام، [email protected]