بقلم/عبد الرحمن نور الدائم التوم [email protected] * في هذا الجزء الاخير سنحاول تتبع ما جري في الولاية خلال العام علي كافة الاصعدة الامنية والاقتصادية والتنموية ,مع التأكيد علي ضرورة ذهاب هذه الحكومة وواليها اللواء الهادي بشري اليوم قبل غدا ورفع الطوارئ , وانتخاب والي جديد من الوجوه الجديدة من ابناء الولاية . ** المحور الامني : بالرغم من سيطرة القوات المسلحة علي المواقع الاستراتيجية في الكرمك وقيسان وباو والمنطقة الغربية التي اصبحت متاخمة لحدود دولة جنوب السودان , الا أن أعتداءات الجيش الشعبي و المناوئين للقوات الحكومية استمرت بعد اللجؤ لحرب العصابات , حيث شهدت مناطق متفرقة من ارجاء الولاية عمليات تصفية واغتيالات ونهب وسلب لمواطنين ابرياء عزل في { بكوري وامورا } , كما تسبب انتشار السلاح في ايدي المواطنين في الانفلات الامني { احداث رحمة الله محلية قيسان قتل عدد خمسة مواطنين في منطقة { بابا } بواسطة الامبرور الرعاة و المسلحين } , {{احداث كرمة وقيسان ثالث ايام عيد الفطر المبارك 22/8/2012م }} { صراع الشرطة والدفاع الشعبي } احداث بوط في المنطقة الغربية .......الخ الخ **حيث قامت مجموعة من قوات الشرطة بمدينة قيسان مساء الخميس 23/8/2012م بالهجوم علي معسكر لمجندي الدفاع الشعبي وبعد تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الخفيفة اصيب احد مجندي الدفاع الشعبي في مقتل داخل المعسكر , هذا وقد تمكنت المجموعة المدافعة عن مواقعها من الاستيلاء علي سيارة لاندكروزر محملة بدوشكا بعد ان لازت مجموعة قوات الشرطة بالفرار جنوبا نحو المركز الرئيسي للشرطة داخل مدينة قيسان علي الضفة الشرقية لخور تمت . * وتأتي هذه التطورات الخطيرة في منطقة حساسة للغاية , علي خلفية حساسيات قديمة وتراكمات لاستفزازات متبادلة من الطرفين منذ فترة طويلة حيث اشارت المعلومات الواردة من قيسان الي افراد الشرطة وصفوا مجندي الدفاع الشعبي بالمليشيات الامر الذي ادي الي انفجار الوضع ووفاة احد مجندي الدفاع الشعبي الشاب {ايمن حسن علي } من منطقة {الياس } * هذا وقد توجهت صباح الجمعة 24/8/2012م من الدمازين قيادات الشرطة والدفاع الشعبي لاحتواء الموقف المتأزم, ولقد تمت السطيرة للاوضاع ولكن ماتزال تداعيات الحادث المؤلم تلقي بظلالها علي المدينة بأسرها وليس علي الطرفين فحسب . **وفي سياق منفصل وعلي الضفة الشرقية للنيل الازرق جنوب محلية الروصيرص وبالتحديد في قرية { كرمة } الوادعة اندلعت الاحداث وتطورت وتسارعت بصورة دراماتيكية بين مواطني القرية واحد افراد الامن الذي كان متواجدا في مركز الشرطة حسب الرواية الرسمية عندما هاجم المواطنين مركز الشرطة لاطلاق سراح احد المواطنين يعمل جزارا وضعه احد افراد الشرطة في الحبس منذ ظهر الجمعة 24/8/2012م لاصراره بيع اللحمة للشرطي بنفس سعر البيع للمواطنين , ولقد اسفرت الاحداث عن قتل ثلاثة مواطنين ابرياء وجرح خمسة اخرين تم نفلهم الي مستشفي الدمازين لتلقي العلاج ,كما تم وقتل فرد جندي ويدعي {محمد احمد } من الجزيرة حنتوب باعيرة نارية في رجله الشمال ورقبته وهو الذي اطلق النار علي المواطنين .صباح السبت 25/8/2012م , هذا وقد هرعت لموقع الاحداث في قرية {كرمة} مسؤولي محلية الروصيرص وقيادت شرطية وامنية , وارسلت تعزيزات عسكرية لاحتواء الاوضاع والتحكم والسيطرة ,تحسبا لاي انفلات امني في المنطقة الشرقية ,وفي هذا الاطار تم اغلاق المنطقة ومنع السفر من الروصيرص الي المنطقة الجنوبية بأسرها السبت , لكن صباح الاحد عادت الحركة الي طبيعتها *اما في محلية التضامن وبالتحديد في منطقة {بوط} فقد شهدت المنطقة صراعا داميا بين القبائل الوافدة من غرب السودان والقبائل العربية الرعوية وذلك يوم الجمعة 17/8/2012م , واسفر الصراع حسب المصادر العليمة عن جراحي ومصابين من الطرفين مما استدعي التدخل السريع للسلطات الرسمية لايقاف تدهور الاوضاع الي الاسوأ * والادهي والامر في اوضاع ولاية النيل الازرق , ومن المفارقات الغريبة والعجيبة ان التدهوروالانفلات الامني الذي شهدته مناطق ومحليات الولاية ايام عيد الفطر المبارك جري داخل الحزام الامني للحكومة اي في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية , مما ادي الي ترويع المواطنين العزل , وللأسف الشديد في قيسان كان بين قوتين تابعتين للحكومة الشرطة الموحدة والدفاع الشعبي ,ويبدو ان فرد الامن الذي قتل في { كرمة} اصيب برصاص احد مجندي الدفاع الشعبي من مواطني المنطقة {الهوسا} كما استطاعت الاجهزة الامنية العثور علي كميات كبيرة من الاسلحة {600 قطعة } في منزل بحي الذهور جنوب مدينة الدمازين وذلك 28/8/2012م , ** المحور الاقتصادي والتنموي : وكنتيجة حتمية لسياسات النظام , وعدم الاستقرار السياسي والامني , وبالرغم مما تزخر بها هذه الولاية من ثروات طبيعية وموارد متنوعة ومياه وفيرة واراضي زراعية شاسعة وخصبة , وثروة حيوانية وسمكية وغابية , الا انها ظلت من افقر الولايات, حيث لم تنفذ اي مشروعات تنموية تحدث تحولا اقتصاديا وتساهم في رفع المستوي المعيشي لاهل الولاية , بعد اتفاقية السلام عام 2005م { في ظل حكومة الشريكين} او قبله , حيث ما تزال الولاية حتي الان تفتقر للبنيات التحتية الاساسية , من طرق وجسور ومطارات وكهرباء ومياه وانشاءات استراتيجية.....الخ الخ و تعاني من انعدام الخدمات الاساسية من تعليم وصحة ومياه نقية وكهرباء وطرق وجسور ....الخ حيث تستشري الامراض والامية والجهل والتخلف . وتشردت مجموعات كبيرة من انحاء مختلفة ونزحت الي المواقع الامنة نسبيا والي مدينتي الدمازين والروصيرص ,في ظل انعدام المساعدات الانسانية ومواد الاغاثة , كما اغلقت المدارس ابوابها وفقد الكثيرين من التلاميذ فرصهم في مواصلة التعليم ,واكتظت مدارس حاضرة الولاية والروصيرص بالالاف من التلاميذ النازحين , وظلت هذه الاوضاع علي حالها ,وكل تحركات الحكومة لا تثمر شيئا بل مزيد من المعاناة والمأساة ,وذلك لغياب التخطيط العلمي , والأفق الأستراتيجي , والمتابعة ومراقبة تنفيذ الاداء , واستشراء الفساد المالي والاداري , والمحاباة والمحسوبية . تحت عنوان الراهن الاقتصادي ورؤي المستقبل نظمت الحركة الاسلامية فرع النيل الازرق محاضرة بقاعة قصر الضيافة بتأريخ 11/8/2012م قدمها الدكتور سليمان مطرف وزير المالية والاقتصاد بحضرور اللواء الهادي بشري والي الولاية ولفيف من الوزراء والمستشارين والمعتمدين والادارة الاهلية واتحاد المصارف والاتحادات ذات الصلة . ولقد جاءت المحاضرة مخيبة للأمال, وكشفت عن خواء وسطحية المسؤول الاول عن الاقتصاد والتنمية وابتدر السيد الوزيرحديثه عن الازمة المالية العالمية وعدم تاثر الاقتصاد السوداني بها بشكل مباشر وانما تاثر بشكل غير مباشر, مشيرا الي سلامة الوضع الاقتصادي السوداني , وتحدث عن الازمة التي تمر بها البلاد وسمها مشكلة وليست ازمة وان الارزاق بيد الله واننا احسن من غيرنا من الجيران وخلت المحاضرة من المؤشرات الاقتصادية المعروفة كالعجز في ميزان المدفوعات وسعر الصرف والتضخم والدين الخارجي وبل لم يتطرق ابدا الي الحرب ودورها السالب في تازيم الموقف الاقتصادي للسودان وعلي العموم دلف الوزير الي وضع النيل الازرق ولم يتطرق بشكل جدي للاوضاع الانسانية السيئة التي تعيشها الولاية من حاضرتها الدمازين الي اطرافها في محلياتها الستة دون استثناء , وفي نهاية المحاضرة كان من المتوقع تقديم معالجات ومقترحات محددة , والخروج بتوصيات , لكنه كرر نفس المسكنات والاسطوانة القديمة بان الصبر مفتاح الفرج وان هذه هي{ ابتلاءات وامتحانات وحرب علي الاسلام .} **وفيما يتعلق بمشروع تعلية خزان الروصيرص والذي بدأ في اغسطس 2008م , والان في مراحله النهائية ,فهو مشروع يتجسد فيه مظاهر الفساد والافساد في ابهي صوره ,والظلم وانتهاك حقوق الانسان في ابشع واقبح تجلياته , ودونكم مباني مدن المتضررين علي الضفتين الشرقيةوالغربية , وطبيعة وهوية الشركات المنفذة , والخدمات والمشروعات المصاحبة والتي من المفترض تنفيذها علي امتداد مدينتي الدمازين والروصيرص والمدن الاخري , حتي العمالة التي نفذت هذه {المدن الفاضلة} مستوردة من خارج الولاية ,والاعمال الانشائية في مختلف مراحلها غير مطابقة للمواصفات , حتي المواقع التي اختيرت لهذه المدن لم يتم فيها استشارة {اهل مكة} لذلك غرقت معظمها في المستنقعات من اول خريف , وكل المؤشرات تشير الي ان هناك كارثة قادمة ,بعد اصرار ادارة وحدة السدود لترحيل المتضررين قسرا , واخلاء القري القديمة قبل 15/9/2012م .بالرغم من افتقارها للخدمات الاساسية التي وعدت بها ادارة وحدة السدود , والكارثة بدأت الأن حيث تكتسح مياه بحيرة الخزان بعد اغلاق الابواب الرئيسية معظم القري القديمة , وتحاصر البقية , والمواطنون يستغيثون ويصرخون { واه معتصماه }