[email protected] لا احد يشك في ان ما ذكر في موضوع اليرموك اقل بكثير مما اخفي من امر هذا المصنع العسكري الذي زج به وسط مناطق المواطنين لتظل سلامتهم رهينة بامن المصنع العسكري وسلامة الاسلحة الموجودة داخله وهذا يخالف بالطبع ابجديات الاعراف الانسانية والعسكرية والشاهد ما أحدثه الحادث من ترويع للمواطنين الآمنين في منازلهم واخرجهم من ديارهم يهرولون في كل اتجاه بحثا عن نجاة من خطر استشعروه قريبا وهم في غفلة من هذا وذاك وقد ظن بعضهم انها القيامة ونهاية العالم قد اتتهم بغتة وهم لايشعرون فأن يحدث هذا في الخرطوم عاصمة المشروع الحضاري في ظل سبات عميق ونوم ثقيل لكل الاجهزة الامنية والقمعية والدفاعية عن الوطن او عن النظام او عن كليهما معا فقد اختلط لدى الانقاذيون مفهوم الوطن بالعقيدة بالنظام بالبشير ولكن ماحدث انه لم يخرج احد للدفاع عن اي من ما ذكر السؤال الملح هو لماذا حدث هذا ؟؟ وما الذي يحويه المصنع بالضبط ؟ ومن يقف وراء كل هذا؟ قال النظام السوداني والايراني الذي اتضح بانه هو من يدير هذا المصنع لخوض معركة محتملة مع اسرائيل وامريكا بان الفاعل هو الكيان الصهيوني . ما الذي زج بانف الانقاذ في صراع يجري بعيدا عن ارضها جغرافيا وسياسيا ولا مقدرة لها حتى على الدفاع عن نفسها وارض الوطن وشعبه في مثل هكذا هجوم ، استخدمت فيه تقنيات متقدمة للتشويش والتنفيذ والتوقيت معا. تحدث الكيان الصهيوني عن ان المصنع يتبع لايران وتم وضعه هنا لاستخدام السودان كمنصة للدفاع عن الامن القومي الايراني في حال قامت اسرائيل بهجمات استباقية على المواقع النووية الايرانية ، وذكر نفس المصدر لصحيفة ايديعوت احرانوت الاسرائيلية بان ما تم تدميره عباة عن شحنات لصوايخ بعيدة المدى وصواريخ الشهاب -3 التي استخدمها حزب الله في حربه الاخيرة مع اسرائيل عام 2006 لو ربطنا هذا التقرير الاسرائيلي بتصريح ادلى به احد قيادات الجبهة الثورية عن ان الحكومة تقصف القرى في دارفور وجبال النوبة بصورايخ الشهاب (بالتحديد ذكر اسم الشهاب للدلالة على نوع الصواريخ) فهذا يكشف جانبا من الغموض بان النظام الانقاذي يستخدم الصواريخ ذاتها لقصف مواطنيه في دارفور وكردفان والنيل الازرق وجبال النوبة . بمعني اكثر وضوحا ان النظام لايهمه اي شئ مقابل ان يبقى حتى ولو ادى ذلك لابادة شعبه نفسه باسلحة يستقدمها برهن ماتبقى من فتات الوطن لقوى اجنبية وخوض معارك عبثية بالوكالة مع عدو لاقبل له به. ثم يأتي بعد ذلك سلسلة تبريرات لاتنتهي لما حدث بان نظم الانذار المبكر قد تم تعطيلها من قبل العدو المعتدي ، وهذا ليس عيبا لانه يريد ان يخترق المجال الجوي هكذا دون مخاطر. التحالف الذي تم بين الانقاذ وحزب الله وسوريا وايران عسكريا لايمكن ان يكون السودان فيه متسقا مع بقية مكوناته لعدة اسباب اهمها ان السودان لاينتمي لا جغرافيا ولا ايدولوجيا لمنطقة الصراعات الشيعية او العروبية ذات الجذور التاريخية التي لم يكن السودان جزءا منها على الاطلاق يرى الخبراء العسكريون ان ايران لم تكن موفقة في اختيارالنظام في السودان لهذه المهمة لاسباب فنية وسياسية ففنيا السودان لايملك المقدرة الدفاعية لمجاله الجوي الكافية لحماية الاسلحة في اراضيه لان السودان لم يسعى لتطوير الجانب الدفاعي لانه يعمل على مواجهة منظومات متمردة في الداخل يقوم بقصفها وهو يعلم بانها لاتملك ان تقصفه لعدم تكافؤها في المجال الجوي بمعني ان النظام غير مستعد لاي مواجهة على الاجواء وهذا خلل عسكري يستحق المحاكمة الرادعة عليه بالاضافة الى اتساع المناطق المظلمة في المجال نفسه والتي لاتغطيها حتى الرادارات المتهالكة الموجودة هنا وهناك دون ان تعمل مما يمكن سرب طائرات ضخم من العبور الى الخرطوم دون علمه او تحركه لردعها يعني ببساطة نحن نجلس في العراء دون اي غطاء عسكري يكفل للمواطن الامن في بلاده ووسط اسرته على الاطلاق ونظام يتحدى من لايملك له مواجهة ليدفع البسطاء ثمن حماقات الجنرالات في الداخل والخارج من الاعداء الافتراضيون الذين يحاول النظام من افتراضهم خلق ايدولوجيا تمنحه اوكسجين البقاء تحت تخدير الشعارات الفضفاضة مثل السيادة الوطنية والدفاع عن مقدرات الامة والنظام نفسه هو من سعى في خراب هذا كله. وهذه الطريقة ليست بدعة من النظم السياسية فكل الديكتاتوريون في المنطقة العربية والافريقية يقومون بهذا ليظلوا ليكتموا انفاس العباد فمثلا القضية الفلسطينية ذات الابعاد الاسلامية العربية الانسانية قد قام باستغلالها الكثير من الاباطرة العرب الناصر ،صدام ، الاسد، القذافي والملك حسين وغيرهم ليكمموا افواه شعوبهم ويحكمونهم بالحديد والنار ردحا من الزمن دون ان يقدم ايا منهم شيئا للقضية نفسها فمثلا الاسد يذبح الان شعبه يوميا ولكنه لم يطلق رصاصة لاستعادة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ ستون عاما بل ان ابن خالته رامي مخلوف قال بالحرف الواحد بانه في حال ذهاب نظام الاسد فان امن اسرائيل سيكون مهددا. ونواصل,,,,,,,