بالمنطق درس ..!!! صلاح الدين عووضة * الرجل الذي (جماعتنا) معجبون به إلى حد الهوس زار بلادنا (أخيراً).. * فهي زيارة تأخرت كثيراً من واقع إعجاب جماعتنا هؤلاء به، وبدولته ماليزيا.. * ولعل أسعد الناس بالزيارة هذه صاحب هذا الباب.. * فهو سعيد أكثر من سعادة الجماعة.. * ونحكي عن السبب.... * فقد ظللنا نطرق - عبر بابنا هذا- على قضية نراها جوهرية، ويراها (الجماعة) انصرافية سنين عددا.. * قضية ارتباط (التحضُّر!!) بالإكثار من الفعل والإقلال من الكلام.. *وزميلنا عثمان ميرغني - ردَّ الله غربة صحيفته - أدلى بدلوه في هذه (الظاهرة!!) يوماً ووصف كثرة الكلام (الرسمي) وصفاً جميلاً ساخراً.. * قال إنَّ الكلام - حسب ظن الجماعة - صارت (قيمته!!) تُقدَّر ب(الكيلو!!).. * ووفقاً للفهم هذا أضحت مفردة (كلام) مرادفة لمفردة( إنجاز).. * أي أنَّك - يا مسؤول- إذا ما أنجزت (قليلاً) وتكلَّمت (كثيراً) فيمكن لك أن تعوِّض (الفرق!!) ب(الراحة).. * ولكن مهاطير محمد أعطى جماعتنا درساً لا أظنهم سينسونه قريباً لو أنَّهم (يحسون).. *فقد اختزل باني (نهضة) ماليزيا- ورئيس وزرائها السابق- محاضرته في ربع ساعة فقط.. *عشر دقائق (بس) - وازدادت خمساً- و(خلصت) المحاضرة (خلاص).. * ولأنَّ كثيراً من المدعوين اعتادوا من (متكلمينا ) أن يأتوا متأخرين ويتحدثوا ب(الساعات!!) فقد فاتتهم المحاضرة.. *وفضلاً عن ذلك فهي كانت محاضرة مكتوبة بعناية وليست ارتجالاً يلتقط - كما حاطب الليل- كل مفردة (ساقطة).. *(يعني) ؛ لولا حب الكلام - من أجل الكلام- لما كانت فضيحة (ماكينة اللحام!!) مثلاً.. * ولا كانت فضيحة (الشحاتين!!)... * ولا كانت فضيحة (لحس الكوع!!)... * ولا كانت فضيحة تصدع أحواض مياه الصرف الصحي - بالحاج يوسف- في اللحظات ذاتها التي كان (يتكلم) فيها أحد المسؤولين قرابة(الساعة!!) عن أن كل شيء هناك (سليم في السليم!!).. * ومن أجل هذا كتب ربُّ العزة في كتابه الكريم يقول :( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).. * فخير الكلام ما قل ودل تماماً كما فعل مهاتير الذي (دوشنا!!) به الجماعة.. * ثم خلا الكلام هذا من كل ما أشار إليه الحديث الشريف (ليس المؤمن بطعَّان ، ولا لعَّان ، ولا فاحش، ولا بذيء).. * وسياسيو أمريكا رغم إنهم مشهورون ب(قصر!!) خطبهم السياسية إلا أنَّ أوباما ورومني (زوداها حبتين) قبل أيام.. * فما كان من طفلة صغيرة - أبرزت دموعها وسائل الإعلام الأمريكية- إلا أن بكت احتجاجاً على كثرة كلام من وصفتهم ب(الرجلين الثرثارين!!).. * بكت الطفلة المسكينة رغم إن (الكلام الكثير) هذا لم يتعد نصف الساعة من الزمان.. * أي أن كلا من ذينك (الثرثارين!!) تحدث بمقدار (ربع كيلو) فقط .. * ومهاتير محمد لخَّص محاضرته في ربع ساعة.. * وربع الساعة هذه هي - للعلم -( يادوبك) التي (يسخِّن!!) فيها المتحدِّث من سياسيينا.. * والطفلة الأمريكية تلك لو قُدِّر لها أن تحضر حديثاً سياسياً في بلادنا لكان (البكاء!!) من نصيب والديها.. * أمَّا هي فأغلب الظن كان جثمانها (الغض) سيُوارى ثرى مقابر(أحمد شرفي)الخاصة بالمسلمين .. *فهي قد " آمنت!!" ولا شك !!!! الجريدة