[email protected] مقدمة: ان أزمة الثقافة السودانية تنبع من اختلاف تحولاتها عن بقية الثقافات على مستوى محيطها الإقليمي (الأفريقي والعربي) وعلى مستوى العالم، فما يميز الثقافة السودانية هو وجود مجتمع تحولات فكري كامل بالإضافة إلى وجود مجتمعات حقيقية. فالثقافة السودانية مثلت نموذجا للتحولات الاجتماعية بوجود مجتمع تحولات مفاهيمي منفصل (الفكر العربي والإسلامي بكل أنواعه والفكر الغربي والماركسي)، وكذلك وجود مجتمعات حقيقة منفصلة عن مجتمع التحولات تضغط من اجل استيعابها كما هي من مرحلة تحولاتها تلك فهنالك قبائل الجنوب (دولة جنوب السودان) التي تري بوصلة تحولاتها تتجه شمالا دون ان تجد رابط رمزي محدد يربطها بذلك الاتجاه، وهنالك الشرق الذي يري الرابط في عبادة شكلية للإله دون رابط مجتمعي، وهنالك مجتمعات الغرب التي تتماهي مع الرابط الجيني الجزئي والرابط الشكلي للدين، اما مجتمعات الشمال فهي تري نفسها متجاوزة لتلك التحولات لذا تحاول ان تتواصل مع مجتمع التحولات بافتراض الريادة. ان اختلاف الثقافة السودانية في التحولات الاجتماعية عن بقية المجتمعات ومحاولة اعادة الاستيعاب والتي ادت إلى الوعي بكل قيم الثقافات الأخرى في سبيل ايجاد استيعاب للكل السوداني، قد القي على عاتقها استيعاب تلك الثقافات وتجاوزها في نفس الوقت نسبة لاختلاف تحولات المجتمع السوداني عن المجتمعات الأخرى (ويظهر ذلك الاختلاف عند الممارسة السلوكية لتلك الرؤى)، إذا كانت ديمقراطية الفرد التي تفصل بين ذات الفرد الفردية وذاته الاجتماعية، أو إذا كان الإسلام الذي يماهي في العقلية العربية بين الثقافة العربية والإله وبالتالي اصبح الإله وقيمه عبارة عن اله ثقافي عربي، ولذلك فنحن مع الديمقراطية كمفهوم يعني حرية الفرد ولكن مع استيعاب الذات الاجتماعية لذلك الفرد ومرحلة تحولاته، وكذلك نحن مع الإسلام كرسالات ارشادية ولكن ضد اعادة استيعاب الإله على اساس اجتماعي أو ثقافي (إذا كان في المجتمع اليهودي باعتباره مجتمع الهي أو الديانة المسيحية ونظرية التثليث أو المجتمع العربي باعتباره يعبر عن الثقافة والقيم الإلهية). التحولات الاجتماعية والرسالات الإسلامية: ان الإله الثقافي حسب رؤية الثقافة العربية كاخر تدوين للرسالات الارشادية تعتبر رؤية متقدمة بالنسبة للرسالات السابقة لها (وذلك لاختلاف مراحل التحولات التي اتت بها الرسالات)، إذا كان المجتمع الإلهي في الثقافة اليهودية أو مفهوم التثليث عند الغربيين، ولكن تلك الرؤية تعتبر قاصرة عن استيعاب التحولات للثقافة السودانية. وكذلك ديمقراطية الفرد كاخر مراحل التدوين الإنساني بناء على التحول الاعمي فذلك الاستيعاب للتحول يعمل على تفكيك الكليات وإعادة استيعابها باعتبارها اجزاء منفصلة عن بعضها البعض أي يتم الوعي بالجزئيات ككليات قائمة بذاتها إذا كان في الطبيعة والحياة أو في الإنسانية. ان الرسالات الإرشادية السماوية عموما لم تخضع للدراسة بالقدر الكافي فقد تم الاكتفاء بانها مرجعية تدوينية تفصل بين مرحلة مجتمعية وأخرى وذلك بالتماهي بين الإلهي والانساني عند المجتمعات والثقافات، كل ذلك ارجع الترميز المجتمعي الذي جاء في الرسالات الإرشادية إلى ترميز الهي (حاكمية الله). فالرسالات الإرشادية مثلت منفذ ثاني لاعادة الاستيعاب التدويني لمراحل التحولات المجتمعية والوعي بالإله المتعالي، تلك المهمة التي كان يجب ان تقوم بها النخب ولكن سيادة الترميز الأحادي والتحول الاعمي عند الثقافات الذي ساوي بين القيم السلوكية لمرحلة ما من التحولات وبين الإنسانية قد مثل حجر عثرة امام التحولات الاجتماعية من مرحلة إلى أخرى. ومن هنا نجد من خلال رؤية التحولات الاجتماعية ان مفهوم الإسلام يكمن في الوعي بمغزي الإنسانية وكذلك في استيعاب التحولات الاجتماعية والاختلاف، ولذلك فالإسلام ليس قيم سلوكية أو ترميز محدد كمعيار للإنسانية فالإنسانية سابقة على كل الترميز القيمي والسلوكي أي ان الإسلام ليس قيم سلوكية مثل صلاة وصوم وغيرها من العبادات أو زواج وطلاق وكيفيته من القيم المجتمعية أو قيم التعاملات فليس هنالك رمز سلوكي يماثل القيمة كمطلق (إذا كانت قيمة الإنسانية أو الإله المتعالي) فالإسلام في عرف التحولات الاجتماعية هو الوعي بالمرحلة الانية للتحولات بالنسبة للمجتمع المحدد واستيعاب المراحل السابقة له وعكس كل ذلك كقيم إنسانية. ولذلك لم تتوقف الرسالة الإرشادية الخاتمة عند ترميز سلوكي محدد للصلاة مثلا بل ساوت بين جميع الصلواة في الرسالات الإرشادية (لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40))، فليس المغزي هو شكل الصلاة بل معناها الذي يجب ان يعني استيعاب الرسالات الإرشادية (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)). وكذلك في الزواج والطلاق فالإنسانية قد وصلت إلى ان مؤسسة الزوجية هي من القيم التي تحقق الإنسانية فاذن على النخب ان تستوعب تلك القيمة وترتب لها بحيث تضيف إلى الكل وحتى عند فشلها يجب ان لا تؤثر سلبا على الكل القيمي الإنساني فهنالك مجتمعات تقسم تركة الزواج مناصفة بين الاثنين إذا كانت حقوق أو واجبات وهنالك مجتمعات لها قيم أخرى فيجب على النخب استيعاب افضل الحلول لكل مجتمع حسب مرحلة تحولاته، فاذن ليست الازمة في كيف يقع الطلاق وهل باللفظ وحده وكيفية اللفظ وطلاق السكران والغضبان وغيرها فيجب ارجاع الطلاق إلى اصحاب المؤسسة الزوجية، اما مترتبات الطلاق فهو ما يهم الكل المجتمعي والذي هو مهمة النخب في استيعاب افضل القيم للكل المجتمعي. ان كل الرسالات الإرشادية عبارة عن رسالات اسلامية (فقط) إذا تم استيعابها كارشاد من خلال اعادة مجتمع التحولات إلى مجتمعاته الحقيقية وبالتالي توحيد مفهوم الإنسانية السلوكي عند الكل المجتمعي أو الثقافي، فرجوع مجتمع التحولات إلى مجتمعاته الحقيقية وذوبانه داخلها يؤدي إلى قيادة المجتمع عن طريق الإرشاد وليس الالزام وبالتالي تتوحد مرحلة التحولات للكل المجتمعي أو الثقافي. ان فائدة التدوين هي عدم عودة المجتمعات إلى مرحلة سابقة من التحولات، فإذا وصلت الإنسانية إلى وعي بتجاوز قيم سلوكية محددة في مرحلة تحولات ما فيجب تدوين ذلك من خلال استيعاب سبب تجاوز المجتمعات لتلك القيم فالإنسانية تصل إلى التدوين من خلال النخب باعادة استيعاب مراحل التحولات أو من خلال التحول الاعمي وهو التحول الجيني من خلال الوعي السلوكي عند رفض قيمة محددة لتاثيرها السلبي على الكلية القيمية ولكن عند عدم التدوين وإعادة الاستيعاب يمكن ان يرتد المجتمع ككل إلى مراحل سابقة. الإسلام والرسالة المحمدية: لم تختلف الرسالة المحمدية كرسالة تدوينية وإرشادية عند بقية الرسالات الأخرى التي أتت قبلها، ومن هنا مثلت الرسالة المحمدية كرسالة ارشادية اعادة استيعاب لمراحل تحولات سابقة في المجتمعات العربية وهيات المجتمعات إلى مراحل قادمة من التحولات. فقد مثلت الرسالة المحمدية قمة استيعاب التحولات بالنسبة للثقافة العربية ممثلة في المجتمع المكي وتدوين كل القيم التي تم اعتمادها من قبل المجتمع المكي (باعتباره مجتمع تحولات) باعتبارها قيم إنسانية وتعميمها على الكل الثقافي، إذا كانت تلك القيم في الزواج والطلاق والميراث أو في رؤية الاخر بالتحالفات التي كانت تتم بينه والمجتمعات الأخرى من اجل تامين التجارة، أو حتى مفهوم العبيد الذي كان سائد في مجتمع التحولات وكيفية معاملتهم، فكل ذلك كان عبارة عن تدوين لمراحل تحولات سابقة وانية والسير بها إلى الامام. فعدم اعادة استيعاب الرسالات الإرشادية كتدوين بديل عند هروب النخب عن أداء دورها ادي إلى اعتكاف تلك الثقافات على مراحل تاريخية محددة وقيم معينة باعتبارها تمثل قيم إلهية فالارشاد الذي جاء لليهود في كيفية التعامل مع الاخر اليهودي كان يجب ان يكون بداية لمراحل أخرى من التحولات في استيعاب الاختلاف الإنساني والذي تم رفضه مع الرسالة اليهودية الثانية وهي الرسالة العيسوية التي دعت إلى استيعاب الاخر الإنساني كانسان وبالتالي تم رفضها، اما الثقافة العربية فقد أصبحت عاكفة على مرحلة التحولات التي تم على اساسها التدوين أو الرسالة الإرشادية باعتبار ذلك التدوين قيم إلهية وليس استيعاب لمراحل تحول وتهيئة المجتمعات إلى مراحل أخرى من التحولات والاستيعاب. ولذلك فاستيعاب الرسالة الإرشادية كرسالة رمزية هو الذي يوقف حركة التحولات والتاريخ وذلك في كل الرسالات إذا كانت الرسالة المحمدية أو الرسالات السابقة، وقد جاء التنبيه لذلك الترميز في المصحف العثماني (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)). المسلم والرسالة المحمدية: وكذلك لا يختلف المسلم في الرسالة المحمدية عنه في الرسالات الأخرى، فنتيجة لما تقدم يصبح مفهوم المسلم ليس مفهوم رمزي سلوكي وكذلك ليس مفهوم جيني باعتبار ان المسلم أو المسلمين عبارة عن مجتمع محدد، بل المسلم هو الذي يستوعب التحولات التي تمت داخل مجتمعه ويقوم بتدوينها ويسير مع مجتمعه في طريق التحولات ولا يتم ذلك الا باستيعاب مفهوم الإله المتعالي والوعي بالاخر الإنساني وليس الاخر الضد واستيعاب الترميز السلوكي داخل المجتمعات باعتباره ترميز انساني، ولذلك يمكن للذين يدينون بالرسالة الموسوية ان يكونوا مسلمين أو لا يكونوا وكذلك الرسالة العيسوية والمحمدية بناء على استيعاب أو عدم استيعاب الإرشاد الإلهي، ولذلك نجد وصف المسلمين في الرسالة الإرشادية المحمدية (المصحف العثماني) لم يقتصر على اتباع الرسالة المحمدية بناء على الترميز الثقافي ولكن لكل الرسالات السابقة (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)). وكذلك سحرة فرعون (وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)). وكذلك نوح وقومه (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)). وموسي وقمه (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)). (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)). فالإسلام هو استيعاب مغزى الحياة بغض النظر عن كيفية التوصل إلى ذلك الاستيعاب بمساعدة الرسالات الإرشادية أو دون رسالة ارشادية (الأمي) فكل أولئك يمكن ان يسموا مسلمين (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)). ومن هنا على النخب الصاعدة ان تفرق بين درجتين في الوجود، الوجود الإنساني والوجود الإلهي، فالوجود الإلهي خالي من الترميز ولكن يعمل على ارشاد الإنسانية من خلال ذاتها أي من خلال رموزها القيمية لمرحلة ما من التحولات ولذلك ربط الإله مفهوم الإنسانية والايمان باستيعاب ذلك الإرشاد وليس باستيعاب الذات الإلهية (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)). وياتي ذلك التنبيه لاننا لازلنا في مرحلة التدوين السابقة التي يقول فيها بعض الافراد اننا نجاهد في سبيل الله واننا نعمل على نشر دين الله، فعلي النخب الصاعدة ان تستوعب انه لا يوجد طريق أو سبيل قيمي سلوكي محدد، فهو يختلف باختلاف مراحل التحولات وبالتالي فسبيل الله يعني استيعاب كل ارشاداته يعني كيفية استيعاب إنسانية الكل المجتمعي يعني الوفاء بالعهود يعني حق الاختلاف وغيره، وكذلك ليس للإله دين محدد ولكن الدين هو ارشاد الإنسانية ان تستوعب معني إنسانيتها، فالدين عند الله الإسلام والإسلام ليس رسالة واحدة أو قيمة محددة فكل الرسالات رسالات اسلامية بل حتى من استوعب مغزى الإنسانية حتى دون رسالة يمكن ان يطلق عليه مسلم، فعلي النخب الصاعدة ان تعيد البصر كرتين حتى تستوعب ان الدين كرسالات ارشادية يعبر عن الواقع الذي تعيشه تلك النخب فاي قصور في رؤية النخب يعني قصور في اعادة استيعاب ذلك الواقع (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)).