بقلم |عصام حسب الله سليمان [email protected] بعد الحشد الجماهير الكبير الذي شهدته الساحة الخضراء بالخرطوم عند وصول المفكر السوداني وزعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق دمبيور الى الخرطوم ذلك الحشد الذي ادهش الجميع وازعج المؤتمر الوطني وخاصة انه لم يشهد له مثيل في تاريخ السودان الحديث منذ ذلك الوقت اهتز عرش السلطة في الخرطوم وشعر المؤتمر الوطني بخطورة هذا الزعيم وحركته على استمرارهم في الحكم .لذا لابد من اللجوء للخطة (ب) وهي اقتلاع الحركة الشعبية من الجزور وازالته من الساحة السياسية السودانية واصبح الهدف الاستراتيجي لهم .ولحسن حظ المؤتمر الوطني ولسوء حظ الشعب السوداني بعد 21 سنة قضاه الزعيم قرنق في الغابة مناضلا و21 يوما في القصر الجمهوري نائبا اول لرئيس جمهورية السودان .تفاجئة الجميع بخبر سقوط الطائرة التى تقله ذلك الخبر المشؤم الذي كاد ان يحول السودان الى رواند اخرى لولا عطف رب العباد. الامر الذى يسر للوطنى مهمته في تحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي .فبعد تلك القراءات الخاطئة لمفكري ومنظري الوطني وربط التخلص من الحركة الشعبية بانفصال الجنوب الذي اصبح المهدد الوحيد لسلطتهم في اعتقادهم والذي اصبح لهم مثل شوكة الحوت . لذا كرث الوطني كل طاقته وجهوده للعمل من اجل الانفصال وسخر منبر خال الرئيس وصحيفته كل الامكانيات في سب قيادات الحركة الشعبية والاساءة للاشقاء الجنوبيين مما اجبرهم لخيار الانفصال . ظن المؤتمر الوطني بان بعد الانفصال سينتهي الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجزء المتبقي من السودان متجاهلين بذلك ثوار ومقاتلي الجيش الشعبي بجبال النوبة والنيل الازرق والذين ينتمون لهذا التراب الغالي والذين يحملون السلاح لذات الاهداف التى من اجلها حملوها مع رفاقهم في الجنوب .فبدلا من توفيق اوضاع هؤلاء الابطال في دولتهم واللاستفادة منهم في بناء الجيش ليصبح قوميا ووطنيا بدلا من ذلك قاموا بمحاولة تجريدهم من السلاح بالقوة وطردهم وقتل وتشريد اسرهم . لقد خسر المؤتمر الوطني كل رهاناته وفشل في تحقيق امنياته واحلامه ومع ذلك فقد جزء عزيز من تراب الوطن العزيز , والحركة الشعبية تمددت افقيا وراسيا في داخل الوطن واصبح لها قبول كبير لدي الشعب السودان الامر الذى ازعج الوطني كثيرا وخاصة بعد الهزائم العسكرية المتلاحقة لمليشياتها وفقدانهم للروح القتالية والمعنوية فحاولوا اعادة هذا الروح لمليشياتها بالهجوم الاعلامي المكثف ضد قيادات ومنسوبي الحركة الشعبية شمال بتلفيق التهم بانهم يتبوعوا لدولة الجنوب ووصفهم بالخونة واالعمالة واعادة سيناريو ما قبل نيفاشا واعادة نفس الشريط القديم من عبارات عميل ._خائن وخارجي _انانيا وغيرها من العبارات التى لا تقدم بل تزيد من تفاقم الاوضاع .ونواصل .................