.. [email protected] في أيام حكم المشير الراحل جعفر محمد نميري ،عليه الرحمة.. وحينما ضربت المجاعة كثيرا من مناطق البلاد التي لفها الجفاف والتصحر ، تكتمت الحكومة على الأمر حتى لايبلغ مسامع العالم الخارجي ، بل وأنكرته من أساسه لشيء ما في نفسها ! فكان تصرفها أن عاد وبالا على المتضررين حتى بلغت المأسأة حدا أن شكا الحجر من الجوع والعطش ومات البشر والحيوان وانتحر الشجر يباسا بعد أن تطايرت أوراقة مفترقة عن أعوادها التي اقتات عليها السوس كوجبة أخيرة ودع بها المسكين ربوع الفانية هو الآخر! الان وفي عهد يفوق عقلية حكومة مايو في التحجر اضعافا مضاعفة ، تتكتم الجهات المعنية على حجم كارثة الحمى الصفراء وقد نوه الى ذلك مشكورا زميلي الأستاذ الطاهر ساتي مشيرا الى توجيه وزارة الصحة الاتحادية التي أصدرته الى فروعها الولائية لاسيما في الاقليم الغربي وقد فتك ذلك الداء بأعداد من أهلها المبتلين بالحروب والتشرد فزادت تلك البلوة طينهم بلة ! نسأل الله اللطف بهم وأن يمن على الذين لسعتهم نارها بعاجل الشفاء ويقي من لم تصلهم بالمناعة عنها ، بقدرما نسأله أن يتغمد الذين انتقلوا الى الرفيق الأعلى من ضحاياها بواسع رحمته وأن يكونوا من عتقاء نار الآخرة بعد أن اكتوا وهم أحياء كالموتى في دنيا الانقاذ بجمر الظلم والاهمال ! الان المرض يزحف نحو العاصمة التي وفد اليها المصابون الطامعون في رمضائها هربا من جحيم الاطراف ، ظنا منهم أن بنادر البلاد ستغنيهم ولن تخلع عنهم ما يسترعلى رؤوسهم من ضيّق طواقيهم وعن أجسادهم المنهكة من بواقي أسمال عافيتهم ! فكل المؤشرات تقول أن الحكومة ليس لديها أبسط مقومات مواجهة ذلك الوباء حتى وهو في بدايات انتشار رقعته لا من حيث الامكانات الوقائية ولا العلاجية ، بل أن المركز الذي يحاول دمدمة عجزه بالتستر على حقيقة حجم الكارثة لازال يتخبط في تلمس المخارج ! والخوف أن يخرج علينا والي الخرطوم الذي بات يفتي في كل شيء وهو مغمض العينين عن طائرات الشقيقة الصغرى اسرائيل التى شق وهج كشافاتها حتى أعين المكفوفين الذين حباهم الله ببصر البصيرة ! ويقول لنا الوالي جبار الكسور ، ان الحمى ما هي الا اشاعة أو.. ( كذبة صفراء ) تروّج لها المعارضة المسلحة في مناطق التماس لتغطي بها على فشلها في حربها هناك ضد قواتنا المسلحة التي تحقق انتصارات لن تصيبها وعزيمة شعبنا الذي اعتاد على الابتلاءات اشاعات المغرضين الا مناعة ضد الاكاذيب بكل الوانها ! العاصمة القومية الان أكثر قابلية لانتشار المرض من حيث توفر بيئة القذارة والمستنقعات وغياب الرقابة الصحية ،عن الريف على سوء أحواله فعلى الأقل هو يتميز عنها بهواء أنقى يا سادة يامسعولين عن الخير الذي ذهب من كل أبوابها المشرعة لدخول الأوبئة على أكداس البشر الذين تفاوتوا في تقاسم رقعتها وقليل خدماتها دون عدالة بين من ينام قريبا من النجو م منعما يتشرب من ضوئها مثلكم وهو محمى بحكم البنية التخينة عن الداء والابتلاء ! و من غطى جسده الهالك بالعراء و يفترش ا لغبراء وهو في كامل الجاهزية لاستقبال الابتلاءات من أصفرها الى أسودها حامدا شاكرا على أكبر ابتلاءاته المتشكل من كل ألوان القبح في حياته وهو سيء الذكر حكم الانقاذ! وكما يقول جدي عليه الف رحمة ..مهما يكن حوض الزبالة مردوما بغطاء سميك ، فلن يطول الزمن حتى تفوح رائحته وقد تخمّر مع ضربة أول طورية ، فيملاء انوف الفريق بل و القرية كلها بانفاس القرف ! لا عيب أن تعلن السلطات المختصة السودان منطقة تتعرض لخطرانتشار الوباء طالما أن في ذلك الوضوح جلبا للعون والناس بالناس فمن يعن يعن ! فالمواجهة الصريحة على مرارتها بمد القرعة أجدى من انتشار ريحة الفضيحة حينما تصل اليها طورية الحقيقة كأمر واقع ! والعالم الان أضحى أصغر من ( كمبو حريقة ) التابع لعمودية مناقزا الحلاوين ..ولايمكن تغطية الفضاء بغربال النكران ! ان سعينا الى الآخرين مبكرا لدرء المصائب ، لايمكن مقارنته بأن ياتينا المدد متأخرا ، تم يأتي معه الندم بعد فوات الاوان ! حما أهلنا من كل شر أثيم.. المولى الرحمن الرحيم. أنه المستعان .. وهو من وراء القصد.