منصات حرة لماذا الدفاع .. ؟ نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] قرر البرلمان زيادة بند ميزانية الدفاع فى الميزانية القادمة .. وما دعا البرلمان لهذه الخطوة .. هو القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك .. وانا شخصياً لا علم لي بالسبب الوجيه الذى يجعل إسرائيل تتصرف بهذه البلاهه وتقصف مصنعاً للذخيرة .. ولكن لا احد يرضى ان تنتهك بلاده وهو جالس يتفرج .. ولكن دعونا ننظر للأزمة بكل الزوايا .. ربما نستطيع ان نخرج ببعض الإستنتاجات التى تجعل مايحدث منطقياً .. أولاً .. لا احد يستطيع ان ينكر عدم الإستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد .. وطالما هناك عدم إستقرار سياسي قطعاً سيكون هناك عدم إستقرار .. فى كل مناحي الحياة .. وهذا تماماً ما حادث فى الساحة اليوم .. أحزاب سياسية فى حالة رفض لشكل الدولة الحالية .. أحزاب سياسية اخرى مشاركة بجناح ومعارضة بجناح آخر مما يقدح فى مبدئيتها تجاه المعارضة .. أحزاب سياسية مشاركة كلياً .. وتحسب نفسها منفصلة بذاتها عن الحزب الحاكم .. الحزب الحاكم مسيطر على كل مفاصل الدولة ويرفض .. مايعرف بعملية التحول الديمقراطي .. وكل هدفه البقاء فى السلطة بأي اسلوب .. هذا هو الوضع السياسي الداخلي .. ثانياً .. السياسة الخارجية فى حالة تخبط .. يمنة ويسرة .. تارة مع هذا وتارة مع ذلك .. وكل يوم نسمع بتصريحات متضاربة .. والجميع يتحدث بصفته الدولة .. والدولة فاقدة للخط السياسي .. وفاقدة للقرار الواحد .. والمشكلة أن الدولة السودانية .. تهرول وتصرح وتصرخ فى كل أزمة عالمية وتفعل ما لم يطلبه منها حتى الصديق .. وتضع نفسها جزءاً من الأزمة بما تقوم به .. بداية بقصة الإرهاب العالمي .. وبن لادن وإستثماراته .. نهاية بإيران وتصريحات الحاج آدم رئيس الجمهورية بالإنابة عن دعم حكومته لحركة حماس هكذا جهاراً نهاراً .. مما يضع السودان فى دائرة المجهر العالمي للأزمات .. ثالثاً .. الدولة السودانية اليوم تتسم بإزدواجية واضحة جداً للمعايير لكل مراقب للوضع فى السودان .. فتارة نجد الحزب الحاكم يتعاون امنياً مع الولاياتالمتحدة ويعقد معها إتفاقات التعاون .. ويحج إليها معظم قادة النظام لتقريب وجهات النظر .. كما نجد ذات الولاياتالمتحدة طرفاً أساسياً فى عملية حل الأزمة السودانية .. وكان دورها واضحا فى عملية إنقاسم الوطن .. وتشظي اطرافه .. وفى نفس الوقت .. نجد ان النظام يستخدم خطاباً داخلياً معادياً لهذه الامريكا وحلفاءها فى المنطقة .. فكيف يعقل هذا .. !! مما سبق نستطيع ان نستنتج ان النظام الحالي هو سبب الأزمة بتصرفاته وإزدواجية معايره فى السياسة الداخلية والخارجية .. وعلى الدولة السودانية .. حلحلة مشاكلها وأزماتها الداخلية اولاً .. والوصول لشكل دولة مرضى لكل الاطراف الداخلية .. ( المسلحة منها والمدنية ).. وكتابة دستور يتفق عليه الجميع .. وإنتهاج سياسة خارجية تلبي مصلحة الشعب السوداني ورفاهيته وعدم الإنجراف برمال السياسة العالمية المتحركة .. حينها فقط لن نحتاج لميزانية دفاع فى الإساس دعك من زيادتها .. فنحن دولة نامية ودفاعنا الوحيد هو سياستنا المتزنة والبحث عن مصلحتنا .. وكفانا خطابات عفا عليها الزمن .. فنحن فى حاجة ماسة لزيادة ميزانية دفاعنا الداخلي ضد أنفسنا وضد صراعاتنا الداخلية وضد الفساد الذى إستشرى فى البر والبحر .. وبذلك لن يكون هناك سبب للقصف او للرد بحماس .. !! ولكم ودي .. الجريدة