.. وكأنها أمطار شهر هطلت فى يوم واحد ..! عاطف نواى [email protected] الخلاف الدائر الآن بين نظام جوباوالخرطوم بعد طلب الأخيرة مساومة لام أكول وياو ياو بمالك والحلو وياسر, هذا الطلب أدى إلى تجميد تصدير نفط الجنوب عبر أراضى الشمال وإرباك مجلس حكماء أفريقيا والمراقبين الدوليين والولايات المتحدةالامريكية والمستفيدين من البترول وخاصة الصين وتسابقت مع الاحداث الظروف الحرجة التى يمر بها إقتصاد البلدين بالإضافة إلى مرض الرئيس البشير وقيام مؤتمر الحركة الإسلامية ورفض نظام المؤتمر الوطنى للحلول التى وضعت بشأن قضية أبيى وقصف قوات الجبهة الثورية (الجيش الشعبى) لمدينة كادقلى ومدينة الفاشر (جيش تحرير السودان) . كل هذه الأحداث التى تزامنت فى وقت واحد يمكن أن نشبهها بأنها أمطار شهر كامل هطلت فى يوم ولحد دون توقف, أخرجت ما فى ذهنية أركان نظام الخرطوم وإرتباكه فى إتخاذ القرار وإنزلاقهم لتحقيق آمال نظام إيران الشيعى بالإنابة وخطورة الأمر إن المؤتمر الوطنى أصبح يؤمن بالقاعدة الشيعية التى تقول (أقتل وأحرق ودمِّر حتى يظهر المهدى المنتظر ومن بعده المسيح ليقتص لدم الحسن والحسين أبناء سيدنا على) وهى قاعدة مُصممة ضد المسلمين السنة. إن نظام الخرطوم أدمن المساومات وتصفية الخصوم السياسيين عبر تجاربهم التاريخية دولياً ومحلياً ومنها تسليم المجرم كارلوس الذى كان حليفهم إلى فرنسا مقابل ملفات سرية وإستثمارات (ذهب أرياب) كذلك سلم النظام إرهابيين من القاعدة إلى وكالة الإستخبارات الأمريكية مقابل تطبيع العلاقات وقدم النظام إستثمارات إلى نظام مبارك البائد وتنازل عن حلايب مقابل تنازل مبارك عن قضية محاولة إغتياله الفاشلة فى أديس أبابا. وفى سياق آخر ساوم نظام الخرطوم نظام إدريس دبى وتم تسليم زعيم المعارضة التشادية محمد نور الذى تم إستيعابه فى نظام تشاد مقابل طرد حركات دارفور وخاصة العدل والمساواة التى قُتل زعيمها بمساعدة الإستخبارات التشادية وكذلك تم تسليم قادة المعارضة الأثيوبية (جبهة الأروما) للنظام الأثيوبى مقابل فتح ميناء بورتسودان للصادرات الأثيوبية. والآن جاء الدور على دولة الجنوب لتسليم قادة قطاع الشمال إذ لا يستقيم الأمر أخلاقياً فى مقارنة قادة الحركة الشعبية فى الشمال الذين قاتلوا ثلاثة عقود من الزمان ضد أنظمة الخرطوم من أجل سودان ديمقراطى علمانى يحترم التنوع ويدعو إلى العدالة والمساواة بغض النظر عن اللون أو الجهة أو العرق أو الدين أو النوع . أما معارضة لام أكول .. ياو ياو ليس لها هدف سياسى واضح غير تحويش المال من جيوب المؤتمر الوطنى والإسترزاق والمطامع السيساية للوصول إلى السلطة بشتى الطرق , والمدهش فى الأمر إن نظام الخرطوم إعترف فى الديباجة التعريفية لإتفاقية السلام الشامل بعدالة قضية جنوب كردفان – جبال النوبة والنيل الأزرق والسودان بشكل عام فالموقف الحقيقى إن حكومة المؤتمر الوطنى حكومة حرب وليست حكومة حلول سياسية . والسؤال هل بتسليم قادة الحركة الشعبية بشمال السودان ستتوقف الحرب ؟ لجيش قوامه (80) ثمانين ألف مقاتل من الجيش الشعبى ناهيك عن قوات حركات دارفور ؟ ومن أين تأتى دولة الجنوب بقادة الحركة الشعبية فى الشمال حتى تسلمهم لنظام الخرطوم ؟ وإذا إفترضنا جدلاً تم تسليم قادة الحركة الشعبية فى الشمال إلى الخرطوم , هنالك آلاف من الثوار أمثال عقار والحلو وعرمان وعبد الواحد وجبريل ومناوى وهجو ونصر الدين يقاتلون فى الميدان . الثورات تصنع برامج سياسية ومقاتلين يقدسون التغيير ولا يقدسون الأفراد ولكن وللأسف قدرنا ان حكومة المؤتمر الوطنى حكومة حرب والحرب الشاملة قادمة لا محالة عاجلاً أم آجلاً فلنترقب.