[email protected] بين مشافهة ومكتوب .. كان حديث المجالس عن محاولة تخريبية أو إنقلابية .. وإسقاطاتها على مستقبل الأوضاع في السودان .. ورغم إتفاق الأغلبية أن الأمر لا يعدو أن يكون سوي مسرحية هزيلة بطلها ( طاووس غبي ) ظل طوال أعوام يتبختر بقوته الخارقة وتم تصويره وهو ممسكاً بسيجارته معترضاً طريق طائرة الترابي وكأنه القوة المستحيلة أدهم صبري كما في روايات الخيال العلمي رغم أن الأمر مقصود ومرصود وقد بانت الآن النوايا .. وقد سقط الرجل في أول إمتحان تحديد شخصه ومستوى ذكائه الذي أتحفونا به ووسموه أحياناً ب ( الخارق ) والآن كثر الحداء والصراخ مطالبين بالإفراج عنه فالرجل دوافعه ( طيبة ) ونواياه ( سليمة ) ولا داعي لمجازاته أكثر من تبجيله كونه لم يخرج عن أهداف الجماعة ولم يرد إلا إصلاحاً .. حديث الإسلاميين عن إحداث تغيير محسوس للمواطن المقهور لمجرد تغيير وجوه النظام هو حديث أبعد ما يكون عن الواقع وأن تعد الشعب المسكين بإخراجه من دوامة الفقر والجوع والإنهيار الإقتصادي المُريع كإطعامك الحلوى من به إحتراق وحمى أو كغارس الزيتون ببلاد الهند .. غفلاً من الأيام إستولى الأخوان على السلطة وفي غفلة العذابات التي يعيشها أهل السودان يريدون أن يُلحقوا ثورتهم الكاذبة بالربيع العربي وكانت المسرحية الهزيلة وإرهاصاتها بدت في أثناء فترة إنعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية بالخرطوم فقد أحس الجماعة بالخجل ولم يسعد عاقلهم بتدبيره بل قطع الله دابره بالمرض وقد نحسهم وزير دفاعه بتهوره ونظرياته العجيبة فأراد القوم تجديد الدماء على أشلاء شعب مسكين .. إن موت الإمام من مشاهد الفتن التتي تنبأ بها أحد قادتهم فكانت المسارعة للتغيير أملاً في وقف السلب وإجتثات رموزه ولكن سيوف الظلام تأبى أن تنام .. هذا إذا سلمنا بفرضية إخلاص أصحاب المحاولة أو من يقف وراءهم ويدعمهم .. يحاول البعض من الإسلاميين (العميان ) أن يقنعونا بأنهم يرون أبعد مما نتصور لمآلات الأوضاع رغم أننا نراهم مُغمضي أعينهم وهم ينظرون لشمس السودان فهم والعميان سواء .. مال الجزء الأكبر منهم ( الحاكمون ) إلى الإفراط والآملون في التغيير إلى التفريط في فرصة العمر فضاع الكثيرون وسط هذه المعمعة الأخوانية فلم ينطو ضميرهم عن حق ولم ينطق لسانهم صدقاً لنُصدقهم الآن .. ونقول لهم ( يفعل الله بالسيف والسنان ملا يفعل بالبرهان واللسان ) ... أبو أروى - الرياض