من ذاكرة (1-25) د/ كلول بور [email protected] من الذاكرة (1- 25) لقد وصلت الى الخرطوم ام المظالم عام 2005م بعدغياب دام ستة عشر سنة قضيت تسعأ منها مديرا لمكتب الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في قاهرة المعز قلب الشرق الاوسط كنت اكتب في الصحف ، واقيم واحضر الندوات واسعي ليل نهار بزيارات منتظمة واتصالات دائمة للسفارات والمكاتب الدبلوماسية عربية كانت اوأجنبية للدفاع عن قضيتي ، وشرح مشروع هذا التنظيم والأسباب التي جعلته يحمل السلاح في وجه الخرطوم . لقد اصبح هذا المشروع عندى عبارة عن عقيدة او حقيقة مطلقة ، وليست فكرة عادية طارئة قابلة للتبديل والتحول او التغيير. واني كأحد أبناء (الانديجنس) في هذا البلد المغلوب علي امره. قرأت التاريخ جيدا وشعرت بان الحركة الشعبية قد تأخرت اربعة عشر قرنأ اويزيد منذ اتفاقية ( البقط) التي أجبر العرب المسلمون ملك بلاد النوبة في دنقلة علي توقيعها عام 652م. فتم قهرنا باسم الاسلام وبيد الدولة الاسلامية دون انقطاع ، باستثناء الفترة التي ا دار فيها الانجليز السلطة في تلك البلاد المنكوبة. عقب تلك الفترة عادت نفس الافكار بعين المنهج لوضع السيف علي رقابنا مجددا لبسط السيطرة (وكأنك يا ابازيد الهلالي ماغزيت). رغم ان الانجليز حاولوا وضع حد لتلك الهيمنة الا ان ضباط حركة اربعة وعشرين ارتكبوا خطاءأ تاريخيا جسيما ومميتا ضد الانجليز الذين اوقفوا عنا علي اضعف الايمان تجارة الرق التي كانت تمارس ضدنا منذ تاريخ الاتفاقية سالفة الذكرحيث اخرجوهم من ايدي هؤلاء واعادوا اليهم آدميتهم وسمحوا لاولادهم بالدخول الي المدارس ، و ادخلوهم الجيش ضباطا حتي يكتسبوا القوة للدفاع عن انفسهم ، وعن ابناء جلدتهم ولكن كما يقول المثل (خير تعمل شرا تلقي ). المهم لقد سلبهم التعود علي العبودية ، ارادتهم بكل اسف حتي لايجيدوا الا الدفاع عن مصالح اسيادهم في الخرطوموالقاهرة ، و في تلك الحقبة وبعيد اتفاقية نيفاشا . فقد رأيت في الخرطزم عجبا عجاب عندما شاهدت جماعة من انصار الحركة الشعبية يضعون صورة علي عبداللطيف الي جانب صورة الدكتور جون قرنق!! لانهم لايعلمون الفرق الشاسع بين مشروع وافكار الدكتور جون قرنق وافكار علي عبداللطيف التي استقاها من توجهات الزعيم سعد زغلول والأستاذ مصطفي كامل والتي يقولان فيها للمصريين لديكم حقوق في السودان علموا أولادكم بها صغارأ حتي لايتخلوا عنها وهم كبارأ. ودليل اخر في يوم 27 111924 م حينما قاده الملازم ثان عبدالفضيل الماظ مجموعة من الأورطة السودانية ، وحاول ان يعبر بهم كبرى الخرطوم بحرى بهدف الانضمام الي الجيش المصرى من أجل قتال الجيش الانجليزى وفي تلك اللحظة جاءت التعليمات من القاهرة تأمر القوات المصرية بالانسحاب من الأراضي السودانية وكانوا يفككون خيامهم لتنفيذ تلك التعليمات . و في الوقت الذى كان يقف فيه نائب الحاكم العام بالقرب من الكبرى ، وعندما حاول الملازم الماظ المرور علي مدخل الكبرى امره الرجل بان يعود بتلك القوة الي ثكناتها في قشلاق الملك فؤاد الذى اصبح مقرا لرئاسة القوات المسلحة السودانية الآن ، فرد عليه عبدالفضيل الماظ بأنه لايستجيب لاوامر الانجليز، بل انه لاينفذ الا تعليمات صاردة من المحروسة فامر نائب الحاكم باطلاق النار فورا و من ثم وقعت مذبحة حركة 1924 م. فهل تعلمون انه في 9- 8 - 1924م قد قام طلاب المدرسة الحربية بمظاهرات مسلحة ضد الانجليز فجابت شوارع عاصمة احمد عثمان باشا المثلثة ثم مرت بمنزل الزعيم علي عبداللطيف بحي بانت كما مرت بالقرب من سجن كوبر الذى يقضي فيه الزعيم نفسه فترة حبسه جراء ما فعله من منكر وفوضي نتيجة ماقرربه نتظيم ما يسمي باتحاد السودانيين والثقافة السياسية المضللة التي أدركها الرجل من المصريين ولم يتذكر انه كان عبدا رقيقا منذ أقل من عشرين سنة عند هؤلاء السادة. عندما عادت تلك المظاهرات الي مقرها بالكلية قبض علي انصارها الضباط المستجدين وعددهم ستون فردا وجميعهم من ابناء القبائل الحضر من الاندجنس داكني البشرة حيث طردوا من الجيس شر طردة. وفي اليوم العاشر من يناير 1925 تم تأسيس قوة دفاع السودان فتقرر بان تسعين في المائة من الضباط يجب ان يأتوا من الشمال او مايسمي بالوسط السعيد كوستي مدني الخرطومالدامرعطبرة كريمة وشيئا قليلا من دنقلا واستثناء قيادات الجيش من اشكال ثابت عبدالرحيم وحسن فضل المولي وسيف عبدالكريم الذين ينحدرون من المناطق التي تدعي بالمهمشة حتي هذه اللحظة !! ويجلب الجنود الشغيلة من ذات الانحاء التي تضم الاندجنس الغربية ونوبة الجبال وغيرهم من اصحاب البشرة الداكنة . لقد رد الانجليز بمنطق العقاب الجماعي علي ابناء تلك الجهات ليس حرمانهم بان يصبحوا ضباطا الجيش السوداني فحسب ولكن حرمان هذه الاصقاء التي تعود اليها خلفيتهم العرقية من اسباب التنمية والتطور ثم جاءت ما يسمي بالحكومات الوطنية فكانت اسوأ واشد قساوة من اولاد الملكة الذين عمد الملازم ثان عبدالفضيل الماظ علي ذبحهم دون جريرة وفي سبيل عودة ابناء نسلة الي عبودية الجلابة .ان حياة الضعضعة التي تعيشها تلك المناطق الليلة هي نتاج مارسم لها البارحة . اصحوا من هذه الغيبوبة العميقة يامرجع اهل الاحياء المبعدة عن الحياة الكريمة والا انتم علي موعد لمزيد من المذلة. في الاحداث آنف الذكر التي اسماها القائمون بها بالحركة الثورية الوطنية اطلق عليها الاستاذ محمد شريف رئيس جريدة حضارة السودان بحركة العبيد وقالها علي عينك يا تاجر متساءلا من هو علي عبداللطيف والي اى قبيلة ينتمي وهل وصل بنا الحال حتي يحكمنا اولاد الشوارع من نسل الرقيق!!!؟ والكثيرون لايعلمون نواصل--- كلول بور ( سليمان ادم بخيت ) Mail :[email protected]