بقلم شاذلي الزين [email protected] تشهد البلاد هجرات غير مسبوقة في العهود الاخيرة للشباب السوداني هربا من واقع مرير ومستقبل مجهول ، وبنظرة الى مطار الخرطوم المسمى دولي تتحسس حجم المصيبة في أعداد الشباب خريجي الجامعات الذين لم تنجح فترة الازدهار والتدفق الكثيف للعملة الصعبة إبان عهد (البترول) في توفير عمل كريم وتمكينهم من وسائل العيش الكريم عبر مشاريع إنتاجية . * عهد البترول الذي أنفقت عائداته في سفلتة الطرق المضروبة وتجهيز الدبابين ومليشيات المؤتمر الوطني وخوض الحروب الاستنزافية في دارفور والجبهات المشتعلة في ذلك الوقت وفي زيادة رواتب الأمن حيث وصلت رواتب ضباط وضباط صف الأمن الى ارقام فلكية وكل ذلك تم على حساب التنمية وتطوير المشاريع الزراعية وأحياء مشروع الجزيرة عليه الرحمة والمغفرة. * عهد البترول الذي أنفقت عوائده على عضوية المؤتمر الوطني والموالين والمتسلقين على اكتاف الشعب السوداني. * لقد مر علينا عهد البترول ولم نبارح (اللساتك) والالتصاق بالأعمدة ، والالتفاف حول ستات الشاي ، وقضينا عهد ه في( الجمبات) في عالم افتراضي نحلم فيه بالقدرة والسعادة الخادعة. * ولى عهد البترول على الشباب السوداني وهو مغيب وعاقد صفقة مع أعشاب تمنحه سعادة كاذبة وتنسيه واقع مرير . * ولى عهد البترول ونحن نرقص( القرد) على انغام الربع ( أطال الله عمره) . ونرفع أيدينا نستجدي النبق) . * ولى عهد البترول ونحن نبحث عن انتماء فما وجدنا سوى الهلال والمريخ فأتخذنا منهم أوطانا نفرح لانتصارهما ونغضب لهزيمتهما. * ولى عهد البترول وما نلنا منه سوى التسكع في العفراء والتبول على جدران الفلل الرئاسية واستفدنا من أناره الطرق في لعب الورق والضمنة حتى ابتسامة الصبح .. * ولى عهد البترول ونحن نمتطي الركشات برخصة في الآداب والقانون والهندسة ،( وياريت المرور خلانا) . * ولى عهد البترول وكنا اكبرمن التمويل الأصغر وكنا أشرف من لصوص الاتحاد اللاوطني للشباب السوداني. * ولى عهد البترول ونحن نتوارى في النهار ، ونتلصص في الليل هربا من كلمة عطالة صعاليك. * ولى عهد البترول ولم ننعم بوجوده فشقينا بذهابه ، عجيب امرك يابلد. * ولى عهد البترول، ونحن نستعير من الفول ماءه ، لنسقي رغيفا يقمع سلطة الجوع الفاشية * ولى عهد البترول والليل يستر دموع الرجال . والانكسارات القميئة. * ولى عهد البترول ، وما نلنا منه سوى زيادة في الواردات الرديئة كالموز الصومالي والنبق الفارسي. والجوالات الصينية المضروبة. * ولى عهد البترول الذي أستفاد منه النظام العام في استجلاب الكرباجات المستوردة , وتجنيد الجواسيس داخل الأحياء. وخرجت منه الشرطة بالسيارات الفارهة و تجميل المباني قبيحة الدواخل. * ولى عهد البترول غير مأسوف عليه . وعلى ايامه. * ها قد تركناك ياوطن بعد أن تم تصديرنا وإنا اليك لعائدون.