بسم الله الرحمن الرحيم لن تجد وظيفة!!! عثمان أحمد البلولة ملاح [email protected] هناك عبارة ظلت تتردد علي مُنذ أمدٍ بعيد(يعني من مرحلة الأساس) إلى أن وصلت للجامعة، وأنا الآن على أعتاب التخرج، فجاء الآن الوقت لتصديقها وفهمها، وليس دخولي الجامعة وهو السبب في ذلك، ولكن ذات يوم مررتُ بإحدى طرقات أمدرمان، فوجدت امرأة تجري خلف طفلين، وعمرهم لا يتجاوز العاشرة، وأسرعت خلفهم، ولما أدركتهما توقفا عن الجري، وفي تلك اللحظة وصلتني وأمهم، فقلت: لها لماذا يجرون؟؟ فقالت: لي يريدون الذهاب إلى المدرسة. فسألتهم وما السبب الذي يمنعكم من الذهاب؟؟ فردا أحدهما قائلا: (نقرأ عشان نعمل شنو) فقلت لهم (تقرؤوا) من أجل العلم. فقالت: لي والدتهم أن لهم أخ كبير تخرج من جامعة من الجامعات السودانية، ولم يُحالفه الحظ في أن يجد وظيفة،هذا هو السبب الذي يجعلهم يرفضون الدراسة. فقلت: لها كيف لكم أن تزرعوا اليأس في نفوسهم وهم صغار. بعد ذلك فهمت السبب الذي جعلهم يرفضون الذهاب إلى المدرسة، يجب علينا كمُربين وطلاب وأخوان وقادة رأي بدحض مِثل هذه الخدع السينمائية الساذجة، التي تحطم كل ما هو جميل بِداخلهم، ونحثهم على الظن الحسنُ ونقولهم: من ظن أنه يدرس من أجل العلم فقد نجح. ومن أعتقد أنه يدرس من أجل وظيفة فقد فشل. فتذكرتُ عبارة اليأس التي كانت تتردد على مسامعي، في (البيت،الشارع،السوق) وللأسف حتى داخل قلعة العلم والمعرفة تتردد عليك مثل هذه العبارة(لن تجد وظيفة). بقلم: عثمان أحمد البلولة ملاح كلية الإعلام قسم: الصحافة