ساخن... بارد محمد وداعة [email protected] عبد الوهاب الافندى ....... ( حصان طروادة) الى اسابيع خلت ، كنت أعتبر د. عبد الوهاب الافندى من الاسلامين المستنيرين ، وكنت من المداومين على قراءة مقالاته و متابعة مشاركاته فى مختلف المنتديات ، واننى دون معرفة شخصية بالسيد الافندى كنت من المدافعين عنه ، معتقدآ ان انتقاداته لتجربة الانقاذ و الحركة الاسلامية و حزبها الحاكم تدخل فى باب المراجعة الفكرية ، و أعترف بأننى ( سوقت لافكاره فى أوساط لم تكن تحتمل حتى مجرد ذكر اسمه) باعتباره احسن السيئين ، واننى بعد أن وبخت نفسى على حسن النوايا و صدق الطوايا ، اما وقد ظهرخطل رأيى فلا بد من الاعتذار لكل اللذين ساهمت فى استمالتهم لافكار الرجل...حيث أننى كنت من اللذين نجح الافندى فى خداعهم وايهامهم بانه يمثل مع أخرين غيره تيارا للاستنارة داخل متاهة الاسلاميين، و اننا يجب ان نشجع هذا التحول الاستنارى، كان هذا حالى و حال الكثيرين الى أن فأجانا الدكتور بتحليلاته و قراراته التى أطلقها مابين دعوته للاصلاحين من القيادات الاسلامية لاستعجال التغير ودعوته الثانية (لاخوته) الاصلاحين الى التمهل وتجنب المواجهة فى المرحلة الحالية ،( حتى يرى ان العقلانية ستسود بالفعل) ، اذا فالسيد الافندى يريد أن يقول أنه من اللذين يحركون الامور من عاصمة الضباب ( و لا حسد ) ، فمرة يطلب أستعجالا ويعود فيطلب تمهلا بعد اقل من اسبوعين ،وبسبب ان بعض الكتابات الاسفيرية قد خالفته الرأى ، يقول الافندى انه بصدد اتخاذ قرار وشيك باعتزال الشأن العام فى السودان ويرى أن مايراه ويسمعه يسهل هذا كثيرا ويوفر عليه تأنيب الضمير.... اليس من حق الاخرين ان يجهروا برأيهم مثل ما تفعل ؟، و لماذ الانزعاج من بعض ممن طفح كيلهم ؟عقلا لايستطيع أحد أن يتقبل أن رجلا مثل الافندى يعترف بأنه يتحكم فى مصير التغير والاصلاح ( بالريموت كنترول ) سيعتزل الشأن العام ، واقع الامر ان الدكتور الافندى لم يستطع الصبر على فكرة الاصلاح التى قام على الدعوة لها لاكثر من خمسة عشر عامآ ، و عليه يمكن اعادة صياغة العبارة الشهيرة للترابى ( أذهب الى القصر رئيسا ، وسأذهب الى السجن حبيسا ، ولتذهب يا الافندى الى الاصلاح تلبيسآ ) ، لاندرى تحت اى لافتة يمكن وضع تحذيرات الدكتور الافندى من خطورة المليشيات المدججة بالسلاح ، ولومه الذين لايقدرون الجهود المبذولة لتفكيك الالغام بتقوية التيار الاصلاحى وتحييد مؤسسات الدولة المهمة ، الا انه يسود الاعتقاد ان فى شرود افكار الدكتور الافندى عن الربيع العربى حنينآ لسيناريو( ربيع اسلامى) ،ينتجه تيار الافندى الاصلاحى داخل النظام ، وهذا وهم لايشبهه الا أوهامنا نحن بوجود تيار أصلاحى فى الاساس – فقد لخص الدكتور الافندى كل الغرور و التعالى الذى اخفاه لسنين عددا وقذف به دفعة واحدة ، وبعد أن قضى وطره من علاقاته بالمعارضة ومنابرها أنقلب عليها مطلقا أوصافا لاتقل اسفافآ عن تلك التى أنكرها على بعض اطياف فى تحالف المعارضة ، وبعد، فقد أفتى الدكتور الافندى بأن المعارضة تحتاج لمائة سنة لتكون جاهزة للديمقراطية ، و اصدر توجيهاته للاصلاحيين ان تمهلوا ، وبذلك فان الدكتور الافندى قد ظلل بالشك مساهماته فى نقد تجربة الحركة الاسلامية فى الحكم ، وانه لم يكن ناشطآ فى الشأن العام ، بقدر نشاطه فى تلبيس الاصلاح و ترقيع النظام و المحافظة عليه تحت ذرائع و مبررات فزاعة المليشيات التى تموج بها البلاد ، هل يعرف الدكتور الافندى كيف نشأت وترعرعت هذه المليشيات ؟ وهل هى خطرة على وجود النظام ام على الامن العام و السلام الاجتماعى فى البلاد ، لقد تراجع الدكتور الافندى من النقد و مراجعة الافكار فى اطار من التفكير والتنوير، الى مرحلة التنظير للتغيير بذات الكيفية التى تلبيسآ ظل ينتقدها ، وهى محاولة احتكار التصرف فى الشان الوطنى لفئة دون غيرها ، و التعالى على الاخر و التعاطى معه على اساس استراتيجية الاستدراج و الاضعاف حينآ ، و دمغه بالعجز والفشل وعدم القدرة على تحمل المسؤلية حينآ آخر ، تمهيدآ للوصول لنتيجة ابتغاها الدكتور الافندى وهى أما نحن وأصلاحنا أو هى الفوضى وحروب الشوارع كما يحدث فى سوريا والصومال ، اما انتم اهل المعارضة فانتظروا دوركم بعد مائة سنة ، لعل الله يخرج من اصلابنا احفادآ يكونوا اكثر رحمة بكم منا !! سيدى الدكتور الافندى ، ان اى مراقب قد يكون لديه ملاحظات و تحفظات على بطء اداء المعارضة ومدى قدرتها على مواكبة المتغيرات الداخلية و الخارجية، الى من وجهت دعوتك لتعاون الجميع و دعم الاعتدال على حساب التطرف فى كل المعسكرات اذا كان هذا رأيك فى اطراف المعارضة ، كما ان انتقاد المعارضة بهذه الطريقة الحادة يفتقر للموضوعية ، و لن يضفى اى مشروعية على تحليلاتكم و النتائج التى وصلت اليها ، فالثقوب و الثغرات فى مشروعكم للاصلاح لا تدع مجالآ للتنبؤ المعقول بامكانية تحققه على ارض الواقع ، فهو لم يوضح الاليات التى اعتمدها لتقوية التيار الاصلاحى ، ؟ وماهى مؤسسات الدولة المهمة والتى ترون تحييدها وكيف يتم تحديدها و تحييدها ؟، وهل ستقبل هذه المؤسسات المهمة فكرة الحياد ؟ و ما هو المقابل ، وهل يمكن بعد ذلك الوصول الى التفاهمات التى يتطلع اليها الدكتور الافندى ؟ و فوق كل هذا ( و القول للافندى) لم يوضح كيف سيتم كف شر شباب المجاهدين الاقتراضين منهم وسافكى الدماء الحقيقيين ، و اى من هذه الاشتراطات سيكون حصان طروادة ، ان مساهمات الدكتور الافندى و تياره الاصلاحى لا تهدف الا لاعادة انتاج الازمة ، وقد حان الوقت للمعرضة ان تدرك رسالة الافندى وان تضع فى الحسبان لاعبين جدد يتهيأون للمشاركة فى اللعبة ، و ان المنافسة قد بلغت ذروتها لتغيير النظام من الداخل ،فماذا تنتظرون ،